آخر الأخبار

تركيا وغاز المتوسط

 

 


فادى عيد

 

لم يعد هناك تصريح أو حديث يخرج من اي مسئول في تركيا إلا ويضع مصر في جملة مفيدة.

 

الأمر بات مريب!

 

ولم يعد رغبة من اردوغان في فتح صفحة جديدة مع القاهرة بقدر ما هو محاولة دق أسفين بين مصر وحلفائها في شرق المتوسط (اليونان، قبرص) من جانب، وتعميق البعد بين دول الرباعية العربية (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين) جراء المصالحة مع قطر، ثم التطبيع والتطبيق مع إسرائيل من جانب أخر.

.

لا يفوتنا أن ردود القاهرة حتى الآن في العلن أشبه بالتجاهل، وغير ذلك سيكون مكلف لتركيا.

 

لا ننفي ان هناك حوار بين الجانبين، ولكن نسلط الضوء على المبالغة في تعامل تركيا مع الأمر، وهو ليس من باب الصدفة، ولكن من باب رغبة كلا الفريقين (تركيا، قطر) (الرباعية العربية) في فك ترابط الفريق الآخر.

.

أما السعودية فهي حتى الآن لم توقف حملتها الشعبية لحظر استيراد المنتجات التركية، وساعات قليلة وستنطلق مناورات جوية بين سلاح الجو السعودي ونظيره اليوناني في جزيرة سودا بشرق المتوسط، برغم ان اردوغان نحى دور بلاده في قضية خاشقجي، وقدم "البيراقدار"هدية للسعودي، لتقوم بدورها ضد الحوثي بتلك الأيام الساخنة في اليمن.

 

 

🖋 كانت استدارة غاز إسرائيل نحو مصر بدل تركيا، على عكس ما كان متفق عليه بين تل أبيب وأنقرة منذ ثلاث أعوام القشة التي قسمت ظهر اردوغان، وحينها باتت مصر العنصر المشترك في كل المعضلات التي تواجه تركيا بلا استثناء.

.

🖋 هنا لم يجد العثماني سوى التراجع والتودد، فعلاقات اردوغان متوترة مع كل من حوله، فوجه الهام عالييف رئيس أذرابيجان للعب دور الوسيط بينه وبين نتنياهو، مستغلا العلاقات التي وحدت هذا الثلاثي بحرب إقليم ناغورنو كاراباخ، وجعلتهم بخندق واحد ضد أرمينيا.

 

وكذلك وجه تميم بن حمد أمير النتوء الجغرافي المسمى بـ "قطر" للعب دور الوسيط بين أردوغان والأمير محمد بن سلمان.

.

وهو ما حير حلفاء مصر بالمتوسط (اليونان وفرنسا)، وأزداد الأمر بعد رفض السلطة الفلسطينية انضمام الإمارات كعضو مراقب لـ منتدى غاز شرق المتوسط، ردا على محاولات الإمارات لوي ذراع أبومازن في الانتخابات القادمة عبر محمد دحلان.

 

فالإمارات تربطها علاقات قوية مع اليونان وكذلك فرنسا، وهي التي ستمول صفقات السلاح الفرنسي لليونان، وكان مقرر ان تمول أيضا صفقة مقاتلات اف35 الأمريكية لليونان، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب بشأن المقاتلة الشبحية.

.

.. قريبا سيزور وفد تركي القاهرة من حزب الشعب الجمهوري المعارض، بعد ان رد مستشار رئيس حزب المعارضة بالنيابة عن القاهرة على التصريحات الخائبة لوزير الخارجية التركي، التي صور فيها عودة الاتصالات الدبلوماسية مع مصر على أنها انتصار لتركيا، في صفعة جديدة من القاهرة للقطاء التاريخ والجغرافيا.

.

أذا ملخص ما قيل هنا وبالمنشور السابق

 

على التودد التركي المبالغ فيه علامة استفهام؟ و تعجب! أيضا والاستفهام هدفة كسر طوق المعضلات الذي يخنق تركيا، ومصر عامل مشترك في كل المعضلات التي عزلت وخنقت تركيا.

 

أما علامة التعجب من المبالغة التركية، فهدفها دق إسفين بين مصر وحلفائها.

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات