آخر الأخبار

مصر فى قلب أحداث المنطقة

 


 

فادي عيد

 

فضلت مصر تخفيف التوتر على جبهتي قطر وتركيا، وفي رسالتها للأخيرة ظن الحليف اليوناني أن القاهرة نقضت العهد مع أثينا وتحالفت مع أنقرة (وهو ما تجلى في عناوين صحف اليونان أول أمس)، إلى أن جاءت تصريحات وزير الخارجية المصري اليوم لتصحح البوصلة للحلفاء.

.

فمن التهدئة الدبلوماسية على الجبهة الشمالية الى التأهب على الجبهة الجنوبية، أتبعت مصر خطواتها نحو السودان، فذهبت لتثقل كافتها بقوة داخل الخرطوم لصالحهما على حساب قوى إقليمية ودويلات.

.

🖋 وقبل أن تعلن إثيوبيا الحرب (المرحلة الثانية لملء سد النهضة) ذهبت مصر والسودان لتبدأ حرب مبكرة لاستعادة الأراضي السودانية المحتلة من المليشيات الإثيوبية، وهي الحرب التي حملت رسالتين الأولى أن القاهرة والخرطوم باتوا طرف واحد وليس أثنين، والثانية ان اللجوء للسلاح ليس مستبعد، وهو ما جاء بالتزامن مع تصاعد الصدام بين الولايات المتحدة وروسيا على سواحل السودان.

.

🖋 أردوغان أيضا ذهب ليخفف من حدة التوتر مع فرنسا، عبر اتصال هو الأول منذ فترة مع نظيره الفرنسي، والذي جاء أهم ما فيه بعد كلمات تلطيف الأجواء، تذكرة أردوغان لنظيره الفرنسي بالعلاقة التي كانت بين السلطان سليمان القانوني وملك فرنسا فرنسوا الأول، وهي الفترة التي كانت فيها فرنسا في أشد مراحل الذل أمام الجميع، وتستنجد بالعثماني لحمايتها من نظرائها الأوروبيون، وكأن اردوغان يقول لماكرون أنتا مهزوم كحال فرنسوا وليس منقذ لك غيري.

.

بالمقابل وبعد أن أبدى أردوغان لنتنياهو منذ فترة عن استعداده للتخلي عن حركة حماس مقابل عودة العلاقات مع إسرائيل على كافة المستويات وليس الإستخباراتي والعسكري فقط الى طبيعتها المعتادة، وجه أردوغان رسالته لتل أبيب، التي ستحول اتجاه أنبوب غازها الى مصر، بعد ان كان مخطط له ان يتجه لتركيا، بتغيير اسم دائرة "خدمات العمرة" إلى "خدمات العمرة وزيارات القدس"، والدلالات سهلة وواضحة من العنوان.

.

أخيرا لا يفوتنا المد التركي الرهيب على صعيد "المشروع الطوراني"، والساعات القليلة الماضية شاهدة على البوسنة وجورجيا، وهو المشروع المدعوم أيضا من الغرب كحال مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، وأن كان الفرق أن المشروع الأول على حساب روسيا، فالثاني على حساب العرب، ولكن في كلاهما الانجلوسكسون يريد للإسلام الأطلسي أن يحكم من المغرب وحتى أطراف الصين، وهو الحلم الذي من أجله يسابق اردوغان الزمن مع إقتراب عام 2023م حيث مرور مئة عام على معاهدة لوزان وإنتهائها، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية بتركيا.

 

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات