محمود جابر
فى البداية أحب أن أسجل .... ان كاتب هذه السطور ليس لدينه مشكلة
مع اهل اى معتقد دينى سماوى او أرضى، وإنما التعامل على قاعدة الإخوة الإنسانية
والتعاون والتواد وعدم العدوان، وقد ولدت وتربيت فى بيئة لا نعرف فيها فرق بين
مسلم ومسيحى على الإطلاق بل نتعامل بكل ود وحب وتعاون وتواصل .
وقد ازداد يقيننا المعرفى بما تعلمناه من
القرآن العظيم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن
نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ) النساء .
وقول النبى صلى الله عليه وآله كلكم لآدم
وآدم من تراب .
وقول أمير المؤمنين : الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك الخلق...
هذا الكلام مقدمة لما سوف يأتى تعليقا
وتحليلا وقراءة لزيارة البابا فرنسيس لزيارة العراق ...
وحيث انتهت مدينة (أور) من كافة
الاستعدادات والأعمال التحضيرية، وبالتنسيق مع محافظة ذي قار، من تنظيف وترميم
وتزيين، وتمديد شبكات الكهرباء والهاتف والإنترنت – الخدمات التى قتل فى سبيلها
مئات الشباب ولم يحصلوا عليها، وغيرها من تفاصيل خدمية ولوجستية – فى ايام معدودة
وبقدرة هائلة تعكس كذب الحكومة المحلية والفيدرالية وتعمدها فى تعطيل كافة الخدمات
سابقا، ووضع اللمسات الأخيرة على موقع، ومنصة حفل الاستقبال، وذلك في سياق الإعداد
المتكامل، لتوفير مختلف وسائل الاتصال والتواصل، خاصة أن زيارة بابا الفاتيكان
تحظى بتغطية مئات وسائل الإعلام، ووكالات الأنباء العراقية والعربية والدولية.
ويتجه البابا إلى إقامة صلاة الأديان (من
أجل أبناء وبنات إبراهيم) وفق للتصريحات البابا نفسه، وبمشاركة أتباع مختلف
الديانات والطوائف العراقية، تأكيدًا على قيم السلام والتعايش والتسامح والأخوة
الإنسانية، لاسيما أن تلك الصلاة، وما ستحمله من معان ورسالات، تتم في مهد الديانة
الإبراهيمية.
ويقول ميرزا دنايي، الناشط المدني
العراقي، إن ممثلًا عن اليهود سيتلو جزءً من سفر «التكوين»، وأجزاء من قصة سيدنا
إبراهيم، أما ممثل المسلمين سيقرأ آيات من القرآن الكريم، بينما يلقي بابا
الفاتيكان البابا فرنسيس خطبة في أور.
وأضاف: الصلاة الإبراهيمية للبابا هي تجمع
للديانات، حيث اجتمع بابا الفاتيكان بممثلي الديانات الخمسة الأساسية في العراق
بما فيها الإسلام واليهودية"، مشيرًا إلى أنها رسالة للإنسانية أن جميع من
يؤمنون بالديانات المختلفة لابد وأن يسود بينهم المحبة والاحترام، فالهدف من
العبادة هو التقرب إلى الله، وفي النهاية الجميع بشر وأخوة في الإنسانية.
وبما ان مشروع البيت الإبراهيمي بدأ فى
دبى – الخليج – وهم الرعاة الحقيقيين للزيارة ونفقاتها، فكان الاستقبال الرسمي
استقبالا خليجيا من خلال الشماخ الخليجى الأحمر والسيوف الخليجية .
وبما أن الزيارة زيارة دينية، وان وضع
برتوكولات الزيارة يكون بالاتفاق بين طرفى الزيارة الزائر والمزور، وبما ان ارض
العراق فيها ضريح غير مختلف عليه، وهو يمثل عمق الاسلام وفلسفته، فكان من الاجدى
ان يكون زيارة ضريح أمير المؤمنين رمز السلام والمحبة العشق الالهى جزء من الزيارة،
لانها زيارة اديان، ولكن بما ان البرتوكول قد تم إملاءه على الجميع فل يتم وضع
ضريح الامام على قائمة الزيارة ولا استطاع اكبر رأس فى النجف ان تدعو البابا
للزيارة بما انه جاء الى النجف والبابا – عفوا – المرجع الاعلى يستمد علمه من امير
المؤمنين فكان يجب ان يكون الضريح جزءا من البرتوكول هذا ان كان للعراق حرية
الاخيتار دون املاء سواء الساسة او المرجع .
اخيرا ادعو الحميع الى قراءة هذه الفقرة
من خطاب البابا والتى يقول فيها :
"" على مدى العقود الماضية،
عانى العراق من كوارث الحروب وآفة الإرهاب ومن صراعات طائفية تقوم غالبا على
أصولية لاتستطيع أن تقبل العيش معا في سلام، بين مختلف الجماعات العرقية والدينية،
بمختلف الأفكار والثقافات. كل هذا جلب الموت والدمار، وأنقاضا ما زالت ظاهرة
للعيان، وليس فقط على المستوى المادي. فالاضرار أعمق بكثير في القلوب، إذا فكرنا
في الجروح التي مست قلوب الكثير من الناس والجماعات، التي تستغرق سنوات للشفاء. وهنا
من بين الكثيرين الذين عانوا وتألموا، لا يسعني إلا أن اذكر الايزيديين، الضحايا
الأبرياء للهجمة المتهورة وعديمة الإنسانية، فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب
انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر"".
وهنا البابا يتهم المجتمع العراقى بأنه
مجتمع أصولي متعصب لا يقبل الآخر وهو من قام بقتل بعضه البعض وقتل التنوع الدينى
والمذهبى فيه، وكانه يقول ان داعش خرافة والقاعدة خرافة والدعم الدولى والغربى
والخليجى والأصولي للتطرف لا أصل له ولكن انتم أيها العراقيين من قتلتم أنفسكم
......
كل هذا ولم نجد ردا رسميا ولا روحيا على
سماحة البابا الذي جاء رغما عن انف الجميع .........
والسلام
0 تعليقات