علي الأصولي
حاولت في الأيام الخوالي ما قبل وما بعد زيارة البابا للعراق،
حاولت والإمساك عن الكتابة لقراءة الخارطة بشكل أقرب ومتابعة بعض الأقلام الدينية
والثقافية السياسية المؤدلجة منها والمستقلة وما تحاول إيصاله للآخر بحسب قراءاتهم
وهذه الزيارة، وبالتالي كل قلم أدلى بدلوه وكل حسب فهمه وجهده وطاقته،
وقلم الصفحة ليس ببدعا عن الأقلام الأخرى في ابدأ ما يمكن إبداءه
على هذه العجالة سواء وافقت هذا الطرف أو اختلفت عن ذاك بالنتيجة هذه قراءتي وحدود
فهمي القاصر،
أقول: الأصل بالزيارة [النوعية] للبابا فرنسيس عدم العفوية أي أن
قرار الزيارة [لزقورة آور] لا تخلوا من تخطيط مسبق فهي لم تأتي من فراغ أو أن
المزاج المسيحي الأوربي ارتأى الزيارة عفويا، خاصة نحن نعرف والكل يعرف بأن المزاج
المسيحي العام وبمختلف مذاهبه لا سيما الكاثوليكي مزاجهم العبادي لا يتعدى حدود
الكنائس وطقوسها المتعددة.
بعبارة أوضح: الزيارة الزقورية ليست مطلبا قائما بالديانة المسيحية
وهذا الأمر ينبغي أن يكون واضحا للمتتبع هذا الأصل الأول،
الأصل الثاني: الرحلات المكوكية التي قام بها البابا في الفترة
السابقة والذي يعتبر أعلى سلطة دينية روحية للمذهب الكاثوليكي مع شيخ الأزهر سبق
وهذه الرحالات الحديث عن ديانة أو مشروع ديانة إبراهيمية، وهذا المشروع هو محاولة
انتخاب من كل دين مجموعة تعاليم ووصايا في بوتقة واحدة على أن القائمين على هذا
المشروع هم رجال من كل دين وطائفة يؤمنون بالمشتركات الإبراهيمية وبالتالي نحن
بإزاء أطروحة دينية جديدة في المنطقة، لا مشروعا تطبيعيا مع الكيان الغاصب كما
حاول البعض فهمه بل وحاول المرجع السيد السيستاني أن يغلق الباب في وجهه،
الأصل الثالث: عادة في مثل كبرى هذه المشاريع وان كانت دينية
ظاهرها غير أن مضمونها قائم على قراءة سياسية .
والتي اتفقت القراءتان الدينية والسياسية على أن نقطة انطلاق
القاعدة هو العراق وهذا ما أشار إليه البابا في كلمته المقتضبة في [زقورة آور]
والتي سبق وهذه الإشارة إليها النصوص الدينية الإمامية وهذا ما نبه عليه مرارا
وتكرارا السيد الشهيد الصدر الثاني في موسوعته وكون العراق القاعدة الأساسية
للمشروع المهدوي،
الأصل الرابع: نحن نؤمن كما أن الآخرين وأعني بهم قادة العالم
الروحي والديني يؤمنون، بأن التخطيط الإلهي جار على قدم وساق، وكما نحن نؤمن
بضرورة المخلص وضرورة التمهيد للمخلص كذلك هم يؤمنون بضرورة المخلص وضرورة التمهيد
ضمن البقعة الجغرافية الشرق أوسطية، غاية ما في الأمر اختلافنا معهم في هوية هذا
المخلص، بينما نحن نؤمن بالمهدي(ع) فالأخر يؤمن بأن المنقذ منهم ومهدينا مدع بل
ومعرقل للتخطيط الإلهي وارض الميعاد، وبالتالي العراق فيه وعليه الرهان ولذا تجد
الكل من حيث يعلم أو لا يعلم مشترك بإنجاز التخطيط وأكيدا هو لصالح المعذبين
المضطهدين المستضعفين في العراق وخارجه بصرف النظر عن أديانهم ومذاهبهم ومشاربهم
وتوجهاتهم،
هذه قراءتي: أن بدأت لك قريبة لعقلية المؤامرة فهذا شأنك والأساسات
التي كانت نقطة ارتكاز القراءة دينية عقدية سياسية وعلى كل حال نحن نتأمل بوعي
الواعين لا سيما علمائنا العاملين، وهذا لا يعني غلق الباب أمام الضيوف ولا
معاداتهم ولا هم يحزنون فالعراق موضع عناية إلهية وان اصطكته الخطوب والى الله
تصير الأمور ..
0 تعليقات