هادي جلو مرعي
ليست للحب أجنحة مكسورة، ولكنها تبدو وهما للبعض لأنهم يرون كدمات
الأشقياء، وضربات الموتورين عليها تؤذيها وتضعفها، ولكن تلك الأجنحة تنتفض وهي تحت
رذاذ المطر، فتتهاوى على وجوههم ورؤوسهم، وتبعثرهم مع أنها غير مؤذية، ولكن
الأشرار دائما مغلوبون على أمرهم لأنهم مهزمون من أعماقهم الموتورة الحاقدة،
ولايفهمون روعة المنظر حين يتوقف المطر, ولايبقى
سوى ذلك الرذاذ الذي يهوي من أجنحة العصافير بعد المطر.
كتبت في ورقة صغيرة في المدرسة القصية:
دع عنك ضيق الجفا
وأرحم يافؤادي الحال
فهجر الثريا سماء عشقك
ليس إلا دلال
فجاء معلم الرياضة يسأل عن التلميذ العاشق، وتجاهل أن الكتابة ليست
مرهونة فقط باللحظة, وإنما هي تجربة, وفوق ذلك شعور, وبعده إنفجار، وماذا عرف عن الموهبة, وعن الحرفة، ولذلك أحزن حين تفتح أبواب الكليات
الإبداعية للعامة، وأن تترك لأصحاب المواهب، ولماذا أحشر آلاف الطلاب غير
الموهوبين في كليات الفن والصحافة وهم لايجيدون من فنون الكتابة، ولا التمثيل، ولا
الشعر، ولا النثر شيئا سوى أنهم يبحثون عن فرص حياة، بينما أصحاب المواهب الذين
يبحثون عن فرص لتنمية مواهبهم في الرسم والتمثيل والموسيقى والكتابة، وسواها من
فنون رهن الشارع، ورهن الحظ العاثر في بلد يأخذ الناس فيها فرص غيرهم، وحياة
غيرهم، ويبعثرون مستقبل أوطانهم المبعثرة.
0 تعليقات