علي الأصولي
حاول الخصم وأن يدعي الواقعية والإنصاف بشهادة نفسه والتي لا قيمة
لها من الناحية القانونية والشرعية والعرفية كونه خصما للدين ككل، حاول وأن يمرر
فكرة وأن الإسلام بعموم مذاهبه وفرقه لم يُكرم المرأة قطّ،
بل تعامل معها بتعاملات سمجة وزهيدة إبتداء بأصل خلقتها، ومرورا في
توريثها، في ديّتها، وعروجا في استعبادها والتّسرّي بها، في خطبتها ومهرها
والزّواج منها، وفي كونها عيّاً وعورة...إلخ،
واستنتج بالتالي إلى إرجاع هذا التعامل الفج إلى طبيعة النّشأة
والتّكوين الجغرافي القبلي للإسلام ورموزه، وليس له علاقة بأصل النّظرة السماويّة
الحقيقيّة إليها، انتهى موضع الشاهد:
ويرد عليه:
أولا: أن الحكم على الشيء فرع تصوره ولا تصور إلا بعد الوقوف على
أساسات منطلقه ومنطلقاته، ويفترض بالخصم أن ينطلق والاستنتاج من النظرة القرآنية
للمرأة اولا وبالذات كون الروايات فيها الصحيح والغث ومع فرض الصحة على الكل يلزم
قراءة الجو والمناخ الذي صدرت فيه بعض المرويات لا كيفما كان وكيفما اتفق:
ثانيا: يبدو بأن الخصم لم يفرق [جهلا] بين أصل الخلقة وطبيعتها
التي رافقت النصوص القرآنية والروائية وضرورة إكرامها بالتالي، إذ أن وصف الخلقة
لا يعني أو يلازم عدم الإكرام،
ثالثا: تبجح الخصم وكون هذه النظرة الزهيدة منشأها الجغرافية
والقبلية لرموز الإسلام، ولا علاقة له بأصل النظرة السماوية الحقيقية، على أن
ادعاء نزيل مدينة الضباب اول الكلام، إذ كيف له أن يعرف أصل النظرة السماوية
الحقيقية وهو قد طبل مرارا وتكرارا وكون أصل الدين قراءة بشرية اجتهادية وأحكامه
ليس فيها أطلاقات ازمانية !؟
وكيف كان: اخذ النتائج العلمية لا يمكن أخذها من الأقلام المعروضة
للإيجار أو من أقلام [الكع] التي فشلت في مشورها العلمي والأخلاقي، والى الله تصير
الأمور ..
0 تعليقات