علي الأصولي
لعل أكثر مدعى يراه المثبت للود والوئام بين أطراف النزاع - علي(ع) وغرمائه
- دليل ودلالة المصاهرة بين عمر بن الخطاب وبين علي ابن أبي طالب(ع) وقصة زواج أم
كلثوم بنت علي(ع) فهذه المصاهرة أن صحت فلا كلام وأن مشاكلهم أي مشاكل الإمام(ع) وغرمائه
مفتعلة بأيد تاريخية وألقت وبالتالي ظلالها على واقع الأمة الإسلامية منذ زمن بعيد
لحد كتابة هذه السطور .
ولكن قصة الزواج لم تكن محل وفاق بين الإمامية إذ نفاها جملة منهم وشكك بها
آخرون،
ومن المشككين هو شيخنا المفيد ومن النافين غير واحد ولكن العقبة التي واجهة
النافيين والمشككين هو وجود أحاديث عن أهل البيت(ع) صحيحة السند ووقوع هذا الزواج
ودونك الكافي - ج٥ - الذي عقد بابا في
المقام وأورد بالتالي حديثين صحيحين سندا عن الإمام الصادق(ع) في خصوص هذا الزواج
وملابساته. وما زاد الطين بلة أورد في أبواب عدة المتوفي عنها زوجها حديثين آخرين
بسند ينتهي للإمام الصادق(ع) أيضا. بل وقد أورد الطوسي في - تهذيبه ج ٩ - رواية
بإسناده عن الإمام محمد الباقر(ع) نصه: قال: ماتت أم كلثوم بنت علي وابنها زيد بن
عمر بن الخطاب في ساعة واحدة، لا يدرى أيهما هلك قبل، فلم يورث احدهما من الآخر
وصلي عليهما معا. انتهى:
ويرد عليه: إن صحة السند ليس علة تامة بثبوت الحديث إذ كم حديث وخبر له
إسناد صحيح وتام وعال. لا يمكن الركون لمخرجات متنه أما لمخالفته للمقطوع التاريخي
ونحو ذلك.
وكيف كان: ما يمكن وعدم قبول هذه الأحاديث أصل كبروي مفاده وجود خلاف
واختلاف قطعي بين الإمام(ع) وعمر .
إضافة لعدة مبررات يمكن أن تسجل كمناقشات استبعادية.
منها: عدم التوافق العمري بين الشيخ عمر وبين بنت الإمام فلا زواج بين صبية
لم تبلغ العاشرة من سنين مع شيخ في أواخر عقده السادس.
ومنها: ورد في المستدرك على الصحيحين - ج٣ - أن أم كلثوم كان عليها كلام من
قبل ابن عمها الشهيد جعفر الطيار.
وغيرها من المستبعدات التي في مضامينها مناقشات لا يمكن تجاوزها بجرة قلم. بصرف
النظر عن التاؤيلات التي طرحها بعض الإمامية بعد التسليم بصحة الزواج فهذا لم
نقدمه لعدم إيماني وهذه التاؤيلات كثيرا من قبيل تم الزواج تهديدا أو رعاية
للمصالح.
وكيف كان: المصاهرة لو تمت فهي لا تكشف عن صلح مسبق إذ ربما كان غرض الزواج
هو تصحيح مسيرة لاحقة وهذا ليس بالعزيز خاصة في الأعراف العشائرية التي تحصل بينها
مشاكل وفي سبيل وعدم استفحال المشاكل تتم المصاهرات ..
ومن المدعيات التي ادعي وكشفها عن علاقة طيبة بين الإمام(ع) والخليفة عمر
بن الخطاب. هو ما ذكر في النهج بلفظ - لله بلاء فلان لقد قوم الأود، وداوى العمد،
وأقام السنة، وخلف البدعة، وذهب نقي الثوب، قليل العبء. أصاب خيرها واتقى شرها،
أدى لله طاعته واتقاه بحقه. رحل وتركهم في طرق متشعبة .. الخ ..
وقد قيل بأن الشريف الرضي حذف اسم عمر وجعل بدلها فلان. وعلى ضوء هذا
الإبهام اختلف الشراح فقد قال بعضهم المقصود بفلان هو ابو بكر وقال جماعة هو عمر
وكيفما كان: هذا النص يشير بوضوح وحقيقة العلاقة من خلال هذا الثناء بعد الوفاة.
ويرد عليه: أولا: لو صح على أن الرضي حذف الاسم فما بال ابن الأثير الذي
أورد النص بعد حذف الاسم وقال: لله بلاء فلان!
ثانيا: استظهر بعض العلماء الإمامية بناء على بعض النسخ من نهج البلاغة أن
الإمام كان يقصد بهذا النص أحد أصحابه الذي ولاه أمر أحد البلدان ومن هنا رجح
الاشتر .
ثالثا: الغريب بأن ابن عساكر - تاريخ دمشق ج٤٤ - اخرج بسنده عن ابن بحينة
قال: لما أصيب عمر قلت: والله لاتين علي ولاسمعن مقالته. فخرج من المغتسل فاطم
ساعة فقال: لله نادبة عمر بن عاتكة وهي تقول واعمراه مات والله قليل العيب أقام
العوج وابرا العمد واعمراه ذهب بحظها ونجا من شرها واعمراه ذهب والله بالسنة وابقى
الفتنة. فقال علي(ع) والله ما قالت بل قولت؟! يعني أنها لم تقل بل كانت بوقا
دعائيا وهي من نادبات الموتى بالاجرة،
بل وقد أخرج الطبري بإسناده عن المغيرة بن شعبة - وهذا من ألد أعداء علي(ع)
- قال" لما مات عمر بكته ابنة أبي حثمة فقالت: واعمراه أقام الاود وابرا
العمد امات الفتن واحيا السنن خرج نقي الثوب بريئا من العيب .. وكما نلاحظ المقولة
منسوبة لغير الإمام(ع) .. وما يهمنا هو
قول المغيرة قال: لما دفن عمر أتيت عليا وأنا أحب أن أسمع منه في عمر شيئا فخرج
ينفض رأسه وقد اغتسل وهو ملتحف بثوب لا يشك بأن الأمر بصير إليه. فقال: يرحم الله
ابن الخطاب لقد صدقت ابنة أبي حثمة - وهذه كانت تندب الأموات بأجرة الملاية - لقد
ذهب بخيرها ونجا من شرها - أما والله ما قالت ولكن قولت. وكما نلاحظ المداحة ليس
هذا كلامها بل فرض عليها نص رثائي للندب!
وكيف كان: النص لا يمكن نسبته للإمام بحال من الأحوال بعد ملاحظة المصادر
المتقدمة على نهج البلاغة. وكيفما كان: هناك إجابات تكفلت بها مواقع عقائدية
بالانترنت وموقع السيد جعفر مرتضى العاملي تركتها للاختصار وعدم الإطالة وتوجيه
قصة الثناء ومناقشته والى الله تصير الأمور
..
0 تعليقات