عرض وترجمة /
محمود جابر
الدراما المصرية دائما وأبدا هم محط اهتمام من المتابعين والمهتمين والساسة
وصانعى الدراما فى العالم أو العالم العربى والاسلامى، لأسباب كثيرة منها عراقة
الفن المصرى باعتبار مصر من أولى صناعة السينما والدراما فى العالم وان مصر كانت
صاحبت الريادة فى مجال الدراما المسرح وكانت وما تزال مقصدا للعديد من المبدعين
للعمل فى هذه الصناعة.
ولكن فى السنوات الأخيرة حدث نوع جديد من الدراما الى حلقة السباق
التلفزيونية والسينمائية وهى الدراما المخابراتية ودور أجهزة المخابرات فى مواجهة
الخطط الغربية والاختراقات والتنظيمات الإرهابية فى العالم العربى .
وكالة فارس أعدت تقريرا مطولا عن الأعمال المصرية فى شهر رمضان ووقع
الاختيار على مجموعة من الأعمال الدرامية منها ( هجمة مرتدة) و( الاختيار) و(
القاهرة كابول).
وقالت وكالة فارس ان الأعمال الثلاثة تمثل إدانة للنظام الايرانى، حيث ربط
صناع الدراما المصرية بين الاخوان والجماعات الإرهابية وداعش بينهم وبين الثورة الإسلامية
بقيادة الخمينى .
وبدأ التقرير باستعراض الأعمال الثلاثة وهم.
هجمة مرتدة
مسلسل (هجمة مرتدة) من تأليف باهر دويدار، والذى تدور أحداثه حول دور مصر
فى تتبع ومقاومة الدور التخريبى للجماعات الارهابية فى المنطقة العربية وتحديدا فى
العراق.
المسلسل إخراج أحمد علاء الديب وهناك شخصيتين محوريتين فى المسلسل هما (
سيف العربى) و( دينا) وهما عميلين للمخابرات المصرية التى تسعى من خلالهما لكشف
المؤامرات الارهابية التى تستهدف تقسيم العالم العربى ونشر الإرهاب فى العالم.
المسلسل يؤرخ لعام 2007، وتدور أحداثه خلال 30 حلقة التى تبدأ من (سيف
العربى) والذى يلعب دورة الممثل المصرى أحمد عز والذى كان يعمل فى العراق وقامت
القوات الأمريكية بالقبض عليه، وتحاول تجنيده ولكنها تفشل حيث ان ( سيف) كان يعمل
لصالح المخابرات المصرية، وكذلك الشخصية الأخرى (دينا) والتى تقوم بدورها الفنانة
هند صبرى.
ومن خلال دور كلا من سيف ودينا تتمكن المخابرات المصرية بتتبع حركة ودور
الجماعات الإرهابية فى المنطقة .
الاختيار 2
مسلسل الاختيار، وهو عمل امني سياسى، وهو الاكثر متابعة مشاهدة فى مصر
والعالم العربى منذ الجزء الاول الذى عرض العام الماضى، الجزء السابق كان من تأليف
باهر دويدار مؤلف مسلسل هجمة مرتدة، اما الجزء الحالى (2) فمن تأليف هانى سرحان
واخراج بيتر ميمى البالغ من العمر 34 عام .
الجزء الاول كان قد تناول قصة حياة ضابطين مصريين بالجيش وهما( أحمد صابر
منسى، وهشام عشماوى) الأخير قرر أن يترك مكانه فى الجيش المصرى وينضم الى الجماعات
الإرهابية، بينما الأول ظل مدافعا عن شعبه وبلاده حتى استشهاده، وهو قائد كتيبة
رقم ( 103)، وكان ذلك عام 2017 خلال اشتباكات مع الإرهابيين فى مدينة رفح المصرية
على حدود غزة .
فى هذا الجزء – الاول- صور صانع الدراما عشماوى وفق أحداث حقيقة وهو يقوم بالأعمال
الإرهابية من خلال انخراطه فى الجماعات الإرهابية والاخوانية ضد الجيش المصرى،
ولكن مؤلف العمل حاول ان يربط بين الجماعات الارهابية وبين الثورة الإسلامية فى
ايران كنموذج لتلك الجماعات !!
وفى الحلقة الخامسة عشر من الجزء الاول، يعرض المسلسل حوار بين الارهابى
عمر الرفاعى، أحد قادة الارهاب فى مصر وبين الارهابى( عشماوى) والتى يعبر فيها
الاول عن افتتانه بالثورة الاسلامية فى ايران ويعلن انها مثال جيد للمصريين "سبب
انتصار الثورة الإيرانية أن الشعب والجماعات الثورية اجتمعوا حول قيادة شخص واحد،
وإذا اجتمعت الجماعات والتيارات الإسلامية في مصر حول حازم أبو إسماعيل المرشح للرئاسة
وبايعوه فإن الثورة ستؤتي ثمارها".
فى النهاية تم اعتقال عشماوى فى ليبيا وتسليمه لمصر، ومن ثم حكم عليه بالإعدام
وتم تنفيذ الحكم عليه .
نقطة أخرى جديرة بالملاحظة فى الجزء الأول من "الاختيار" هي أن
كاتب السيناريو حاول تغيير نظرة الجمهور إلى ابن تيمية، الذي كانت الوهابية مبنية
على أفكاره وأفكاره ، من خلال ترتيب الحوارات. على سبيل المثال: "ابن تيمية
مثل غيره من البشر وليس معصوما من الخطأ". ومع ذلك ، لم تكن هذه الكلمات
محببة للسلفيين الجدد ، ونظموا موجة من الاحتجاجات حول هذه القضية في الفضاء
الإلكتروني. بعد هذه الاحتجاجات ، تم تخفيف هذا الموضوع في الحلقات التالية من
المسلسل. على سبيل المثال ، في إحدى حلقات مسلسل شخصي اسمه الشيخ رمضان عبد المعز،
وهو يلقي كلمة أمام جنود الجيش ، يقول: ابن تيمية كان رجلاً صالحًا ، لكن الجماعات
المتطرفة أساءت فهم أقواله.
الجزء الثاني من مسلسل "الاختيار؛ رجال الظل " حول شهداء الجيش
المصري في الفترة من 2013 إلى 2020. وتتناول الحلقات القليلة الأولى من المسلسل
الفترة التي أعقبت سقوط محمد مرسي وإضرابات واعتصامات المتظاهرين والإخوان
المسلمين والأحداث الإرهابية التي تلت ذلك.
في الحلقة الخامسة من المسلسل، وهو
الجزء الأهم حتى الآن، يدور الفيلم حول اعتصام رابعة المعادى للدولة المصرية،
وطريقة الدولة المصرية فى فض هذا الاعتصام الارهابى. وقد تضمنت الحلقات مشاهد حية
من حمل السلاح واعمال الارهاب ضد الدولة المصرية .
القاهرة – كابول
مسلسل "القاهرة - كابول" تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج حسام علي.
المسلسل من بطولة عدد من مشاهير الممثلين المصريين، من بينهم طارق لطفي ، الذي
يشبه أسامة بن لادن.
وكان من المفترض أن يتم تصوير أجزاء من هذا المسلسل في إيطاليا التي توقفت
لفترة بسبب تفشي فيروس كورونا، ولهذا السبب وصل بثه إلى شهر رمضان 2021.
المسلسل مؤلف من ثلاث قصص مترابطة ويحكي قصة مؤامرات حُكِّمت ضد دول عربية
، وخاصة مصر ، في السنوات الأخيرة. تركز قصة "القاهرة - كابول" بشكل
رئيسي على العمليات الإرهابية التي تتم في المنطقة ، وتحكي عن أشخاص يسافرون
باستمرار إلى القاهرة وكابول ويخططون لأعمال إرهابية في المنطقة تحت مسمى "
الجهاد".
تبدأ قصة المسلسل عندما يلتقي 4 أشخاص أصدقاء لبعضهم البعض بمصائر مختلفة
بمرور الوقت ويفصلون حتى يوم ما يرون بعضهم البعض في بلغراد ويستعرضون ذكريات
الماضي ويخبر كل منهم قصة حياته. أحد الأربعة "ضابط مخابرات" ، والثاني "مذيع
تلفزيوني" ، والثالث "مخرج" والرابع "عضو في جماعات إرهابية
متطرفة في أفغانستان".
في جزء من المسلسل يتحدث كاتب السيناريو عن الإسلام السياسي وتيارات الفكر
في العقود الأخيرة في العالم الإسلامي. في أحد مشاهد المسلسل عرضت صورتان للإمام
الخميني وتظاهرات الشعب الإيراني أيام الثورة ، فيما الراوي يتحدث عن الإسلام
المتطرف!
في مشهد آخر يجلس شقيق ضابط مخابرات مع صديق ويتحدث عن أن كل الناس مسلمون
ويذهبون إلى الجنة إلا إذا اتخذوا القرار الخاطئ وسلكوا الطريق الخطأ. ويضيف: إن
الذين يقولون إن الشيعة والصوفية والمعتزلة كفار مخطئون. عدد طرق الوصول إلى الله
هو عدد الناس.
المسلسلات الثلاثة ترتبط بخيط واحد، وهو طبيعة الجماعات الإرهابية ودورها
فى المنطقة وخطرها وهذا ما تحاول الدراما المصرية نقله الى الجمهور .
0 تعليقات