آخر الأخبار

مذهبيات : علي(ع) وغرمائه ..

 


 

علي الأصولي

 

في الجملة لا أتدخل في التجاذبات المذهبية التاريخية منها والكلامية إلا لوجود مصلحة ملزمة قاضية بحسب ملاكها. وإلا فالأصل عدم طرح هذه المسائل ترجيحا لملاك التعايش السلمي وضرورة تفويت الفرصة على المتربصين بالأمتين العربية والإسلامية العداء وتغذية التطرف الطائفي الذي يصب بالتالي في مصالح الدول الكبرى.

 

وبعد بيان هذه المقدمة المختصرة أجد من المناسب ذكر موضوعة تاريخية مسلمة في الواقع الشيعي ومفادها أن هناك مشكلة تاريخية وقعت بين علي(ع) والخلفاء إبتداءا بمشكلة الخلافة وما ترتب عليها بالتالي من آثار كادت أن تطيح بالنظام الإسلامي وزعزعة السلم الأهلي لولا حصافة أمير المؤمنين(ع) وحكمته وتعامله مع الأزمات. ومن يتحدث عن وجود وئام تام وعلاقات بمعزل عن المصلحة فهو يقفز على الحقائق التاريخية الثابتة في كتب الفريقين.

 

ما أريد بيانه: هناك جملة من المدعيات التي يحاول خلالها من يحاول وترقيع العلاقة وتصويرها بالتالي وكونها طبيعية ولا وجود لمقولة الخلاف والاختلاف الذي جرى منذ يوم السقيفة.

 

المدعى الأول: هو تصوير العلاقة بعد الاستشهاد بأسماء أولاد الإمام(ع) بأسماء من يدعى بغرمائه كعمر بن علي وعثمان وأبو بكر الذين قضوا بطف كربلاء.

 

ويرد عليه: الأصل في الأسماء هو تداولها في ذلك العصر فهي ليست من مختصات الخلفاء الثلاثة حتى يصار إلى ترجيح علاقة الإمام(ع) الودية بهم بحال من الأحوال. نعم: لو فرضنا عدم وجود مسمى لعمر غير ابن الخطاب مثلا أو لعثمان غير ابن عفان لاحتمالنا العلاقة. ومع عدم الاختصاص. اختصاص أسماء الخلفاء بهم فالاحتمال بعيد ولا يمكن الركون إليه بمجرده. علاوة على أن لم يثبت للإمام(ع) ولد يسمى أبو بكر إماميا.

 

وان ذكره بعض أعلام الجمهور . وما هو الثابت في الأدبيات الإمامية هو أن أبا بكر كنية لمحمد الأصغر بن الإمام(ع) مع أن هذه الكنية لم يثبت كون الإمام هو الذي كناها لابنه كما في الإرشاد للمفيد.

 

وحتى لو تنزلنا جدلا وكون هذه الأسماء سماها الإمام(ع) بلحاظ الاعتزاز بشخوصها غير أن إثبات هذه الشخوص بحسب ما يدعيه المدعي دونه خرط القتاد. وكيف كان: يحتمل أن الإمام(ع) سمى أبناءه مثلا عمر على اسم عمر بن أبي سلمة الذي كان من خلص أصحابه الذي ولاه البحرين وبلاد فارس آنذاك وشهد معه معركة الجمل. وبدخول هذا الاحتمال يبطل الاستدلال.

 

وكذا اسم عثمان تيمنا باسم عثمان بن مظعون على ما حكى الأصفهاني أبو الفرج كما في (مقاتل الطالبين) إذ قال: سميته باسم أخي عثمان بن مظعون:

 

وإذا شئت أن تتنزل عن كل ما ذكرناه أعلاه يمكن القول بأن التسمية جاءت بناء على مصالح عليا من قبيل المدارات ونحو ذلك وان كنت لا أميل أو أتفاعل وهذا التوجيه الذي ذكره بعضهم بعد أن بينا أعلاه وما أفهم.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات