علي الأصولي
لعل أبرز إشكال طرحته النظرية {التاريخانية} هو إشكال أسباب النزول
المفضي إلى دليل كون النص ابن بيئته. وبصرف النظر عما ذكرناه سابقا في هذا الشأن.
فإن المتخصصين والشؤون القرآنية ذكروا بأن ليس جميع آيات القرآن الكريم نزلت لسبب
ما. بل هناك آيات كثر نزلت بلا سبب معين ولا أعرف ماذا يفعل أنصار النظرية إزاء
هذه الحالة. خذ مثلا ذكر يوم القيامة وأحوالها وقصص الأنبياء(ع) وأوضاع مجتمعاتهم
وما إلى ذلك.
ناهيك على أن قصة أسباب النزول فيها من الإشكالات التي توقف عليها
غير مفسر من ناحية معارضتها بعضها ببعض وضعف روايات أسباب النزول وغير ذلك من
المشاكل إلا أن توقف فيها السيد الشهيد الصدر الثاني في كتابه - منة المنان وغيره.
بالتالي لا يمكن رهن النص بقول مطلق ومقتضيات الظروف التاريخية
وحوداثها ولو سلكنا هذا المسلك لافضينا حتى للمنظومة الأخلاقية والمبادىء السامية
التي نادى بها الإسلام من خلال نصه العام على طول الزمان وهل يلتزم بانهدام
الأخلاق ملتزم!؟
نعم: جملة من النصوص القرآنية انقرضت إذ كانت تعبر عن ثقافة مرحلية آنذاك كآيات
الرق والعبيد والإماء ونحو ذلك.
ولكن آيات آخر كثيرة نعتبرها قواعد وكليات عامة منهجية وضرورة
المضي على خطاها. وبالتالي الأصل في الألفاظ الإطلاق والعموم ما لم تقم قرينة على
التقييد هذه أصول موضوعية لا ينبغي إهمالها ومن يرى عدم الإطلاق الزماني عليه
إبراز الدليل بشرط أن يكون دليله عاما وشاملا لكل القرآن لا في بعض آياته التي لا
نجد لها مصداق خارجي لعوامل موضوعية اقتضى تغييرها.
وقد كتبت جملة من هذه الأصول الموضوعية في مجمل نقاشاتي مع نزيل
مدينة الضباب إلا أن ذهب نحو إنكار القرآن من أصل وسماويته وهنا انقطع الحوار
بالمرة إذ أنه جدل بيزنطي لا طائل تحته والحمد لله رب العالمين .. كتبت هذه
الأوراق على عجالة مع قلة المصادر إلا اللهم الاعتماد على بعض ما ذكر هنا وهناك من
خلال الشبكة العنكبوتية والى الله تصير الأمور ..
تاريخية وتأريخانية النص .. أوراق علمية ..(2)
0 تعليقات