آخر الأخبار

قبسات من كتاب فيض العليم في معرفة التقويم (3)

 





 

فرقد الحسيني القزويني .

 

 

بعد أن ذكرت الأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام التي تقول ان شهر رمضان تام لا ينقص.

 

أورد لكم في هذه الصفحة والصفحات التي تليها نص ما ذكره شارح كتاب الكافي الشيخ محمد هادي المازندراني رحمه الله.

 

قال: باب نادر

 

يذكر فيه ما دلّ على أنّ شهر رمضان تامّ أبداً.

 

أراد قدس سره ويقصد به الكليني بالنادر الغير المتكرّر في الأصول

و يحتمل أن يريد الحكم الشاذ قائله من الأصحاب و الظاهر أنّ ذلك مذهبه لعدم ذكره الأخبار المعارضة لما ذكر و صرّح الصدوق رضى الله عنه به.

 

و اعلم أنّ الأخبار الدالّة على ما ذكر أكثرها مرويّة عن حذيفة بن منصور كروايتي ابن سنان والظاهر أنّه محمّد عن حذيفة بن منصور وما رواه الشيخ عن ابن رباح عن حذيفة بن منصورعن معاذ بن كثير، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ الناس يقولون إنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله صام تسعة و عشرين أكثر ممّا صام ثلاثين؟.

 

فقال: كذبوا ما صام رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إلى أن قبض أقلّ من ثلاثين يوماً و لا نقص شهر رمضان منذ خلق اللّٰه السماوات من ثلاثين يوماً و ليلة.

و عن الحسن بن حذيفة عن أبيه عن معاذ قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ الناس يروون أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله صام تسعة و عشرين يوماً؟

 

قال: فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: لا واللّٰه ما نقص شهر رمضان منذ خلق اللّٰه السماوات من ثلاثين يوماً و ثلاثين ليلة.

 

وعن محمّد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: شهر رمضان ثلاثون يوماً لا ينقص أبداً.

 

وعن الحسن بن حذيفة عن أبيه، عن معاذ بن كثير، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام:إنّ الناس يروون عندنا أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله صام هكذا وهكذا وهكذا

 

وحكى بيده يطبق أحد كفّيه على الأخرى عشراً و عشراً

 

وتسعاً أكثر ممّا صام هكذا وهكذا يعني عشراً وعشراً وعشراً، قال: فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: ما صام رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أقلّ من ثلاثين يوماً وما نقص شهر رمضان عن ثلاثين يوماً منذ خلق اللّٰه السماوات و الأرض.

 

وعن أبي عمران المنشد عن حذيفة بن منصور قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام:لا واللّٰه ما نقص شهر رمضان ولا ينقص أبداً من ثلاثين يوماً وثلاثين ليلة.فقلت لحذيفة: لعلّه قال لك: ثلاثين ليلة و ثلاثين يوماً كما يقول الناس الليل قبل النهار؟ فقال لي حذيفة: هكذا سمعت.

 

وعن سماعة عن الحسن بن حذيفة عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى:وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ:قال: صوم ثلاثين يوماً.

والظاهر سقوط عن أبيه بعد الحسن بن حذيفة من قلم النسّاخ.وبعض منها مرويّ عن محمّد بن يعقوب بن شعيب كخبر محمّد بن إسماعيل عن بعض أصحابه.

 

والظاهر أنّ بعض الأصحاب هنا هو محمّد بن يعقوب بن شعيب فإنّ الشيخ قد روى مثله عن محمّد بن إسماعيل عن محمّد بن يعقوب بن شعيب عن أبيه قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ الناس يقولون: إنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله صام تسعة وعشرين يوماً أكثر ممّا صام ثلاثين يوماً؟. فقال: كذبوا ما صام رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إلّا تامّاً وذلك قوله تعالى:وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ فشهر رمضان ثلاثون يوماً وشوّال تسعة و عشرون يوماً وذو القعدة ثلاثون يوماً لا ينقص أبداً لأنّ اللّٰه تعالى يقول: وَوٰاعَدْنٰا مُوسىٰ ثَلٰاثِينَ لَيْلَةً» وذو الحجّة تسعة

 

وعشرون يوماً ثمّ الشهور على مثل ذلك شهر تامّ و شهر ناقص و شعبان لا يتمّ أبداً.

 

وروى الصدوق رضى الله عنه عن محمّد بن إسماعيل عن محمّد بن يعقوب بن شعيب عن أبيه عنه عليه السلام قال: قلت له: إنّ الناس يروون أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله صام شهر رمضان تسعة وعشرين يوماً أكثر ممّا صام ثلاثين؟ فقال: كذبوا ما صام رسول اللّٰه صلى الله عليه

 

وآله إلّا تامّاً ولا تكون الفرائض ناقصة إنّ اللّٰه تعالى خلق السنة ثلاثمائة و ستّين يوماً و خلق السماوات والأرض في ستّة أيّام فحجزها من ثلاثمائة وستين يوماً فالسنة ثلاثمائة.

 

وأربعة وخمسون يوماً وشهر رمضان ثلاثون يوماً لقول اللّٰه عزّوجلّ: وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ والكامل تامّ وشوّال تسعة وعشرون يوماً وذو القعدة ثلاثون يوماً لا ينقص أبداً؛ لأنّ اللّٰه تعالى يقول: وَوٰاعَدْنٰا مُوسىٰ ثَلٰاثِينَ لَيْلَةً وذو الحجّة تسعة وعشرون يوماً ثمّ الشهور على مثل ذلك شهر تام و شهر ناقص وشعبان لا يتمّ أبداً.

 

و عن ياسر الخادم- و هو مهمل الذكر في كتب الرجال قال: قلت للرضا عليه السلام: هل يكون شهر رمضان تسعة وعشرين يوماً؟ فقال: إنّ شهر رمضان لاينقص من ثلاثين يوماً أبداً.

 

........................

 

بالغ الصدوق رضى الله عنه في ذلك حيث قال:من خالف هذه الأخبار و ذهب إلى الأخبار الموافقة للعامّة في ضدّها اتّقي كما يتّقى العامّة و لا يُكلّم إلّا بالتقيّة كائناً مَن كان إلّا أن يكون مسترشداً فيرشد و يبيّن له فإنّ البدعة إنّما تماث و تبطل بترك ذكرها و لا قوّة إلّا باللّٰه.

.................

 

الرد على الصدوق.

قد عرفت أنّ هذه الأخبار مع تظافرها راجعة إلى خبرين لانتهائها إلى حذيفة بن منصور وقد قال الشيخ قدس سره ويقصد الكليني:وهذا الخبر لا يصلح العمل به من وجوه.

 

أحدها: أنّ متن هذا الخبر لا يوجد في شيء من الأصول المصنّفة وإنّما هو موجود في الشواذّ من الأخبار.

 

ومنها:أنّ كتاب حذيفة بن منصور عري من هذا الخبر وهو كتاب معروف مشهور فلو كان هذا الخبر صحيحاً عنه لتضمّنه كتابه.ومنها: أنّ الخبر مختلف الألفاظ ومضطرب المعاني؛ ألا ترى أنّ حذيفة تارةً يرويه عن معاذ بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السلام وتارةً يرويه عنه عليه السلام بلا واسطة وتارةً يفتي به من قِبل نفسه و لا يسنده إلى أحد.ولو سلم من جميع ما ذكر لكان خبراً واحداً لا يوجب علماً ولا عملًا وأخبار الآحاد لا يجوز الاعتراض بها على ظاهر القرآن والأخبار المتواترة. انتهى........... نعم قد روى في الموثّق عن أبي بصير أنّه سأل أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّٰه عزّ و جلّ: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ قال: ثلاثين يوماً .

 

ورواها الشيخ عن الحسن بن حذيفة بن منصور وهو غير صريح في المدّعى و لعلّه مبنيّ على الغالب.

 

وهذه الأخبار مع ضعفها مضادّة للمشاهدة معارضة لأخبار كثيرة معتمدة منها: إطلاق الأخبار الدالّة على اعتبار الرؤية

وعمومها وقد سبق.

 

وخصوص ما دلّ على أنّ شهر رمضان يصيبه النقص كسائر الشهور وقد سبق نبذٌ منها ومنها: رواية محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال:شهر رمضان يصيبه ما يصيب الشهور من النقصان فإذا صمت تسعة و عشرين يوماً ثمّ تغيّمت السماء فأتمّ العدّة ثلاثين يوماً. وعن محمّد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن اليوم الذي يشكّ فيه ولا يدرى أ هو من شهر رمضان أو من شعبان؟ فقال: شهر رمضان شهرٌ من الشهور يُصيبه ما يُصيب الشهور من الزيادة والنقصان فصوموا للرؤية و افطروا للرؤية ولايعجبني أن يتقدّمه أحد بصيام. وعن هارون بن حمزة عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا صمت لرؤية الهلال و أفطرت لرؤيته فقد أكملت صيام شهر وإن لم تصم إلّا تسعة وعشرين يوماً فإنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قال: الشهر هكذا و هكذا و هكذا وأشار بيده إلى عشرة و عشرة و تسعة. وعن إسحاق بن جرير عنه عليه السلام قال: إنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قال: إنّ الشهر هكذا

 

وهكذا وهكذا يلصق كفّيه ويبسطهما ثمّ قال: وهكذا وهكذا

 

وهكذا ثمّ يقبض اصبعاً واحداً في آخر بسطه بيديه وهي الإبهام فقلت: شهر رمضان تامّ أبداً أم شهر من الشهور؟

 

فقال: هو شهر من الشهور ثمّ قال: إنّ عليّاً عليه السلام صام عندكم تسعة و عشرين يوماً فأتوه فقالوا: يا أمير المؤمنين قد رأينا الهلال فقال: افطروا.

 

وفي الموثّق عن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: صمت شهر رمضان على رؤيته تسعة و عشرين يوماً وما قضيت قال: فقال لي: و أنا صمته و ما قضيت قال: ثمّ قال لي: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: الشهر كذا وقال بأصابعه بيده جميعاً فبسط أصابعه كذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا فقبض الإبهام و ضمّها قال: وقال له غلام له وهو معتب: إنّي قد رأيت الهلال قال: اذهب فاعلمهم

 

وعن أبي خالد الواسطي قال: أتينا أبا جعفر عليه السلام يوم يشكّ فيه من رمضان فإذا مائدته موضوعة وهو يأكل و نحن نريد أن نسأله فقال: ادنوا الغذاء إذا كان مثل هذا اليوم ولم تجئكم فيه بيّنة رؤية الهلال فلا تصوموا. ثمّ قال: حدّثني عليّ بن الحسين عن عليّ عليهم السلام: أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لمّا ثقل في مرضه قال: أيّها الناس إنّ السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرم قال: ثمّ قال بيده فذاك رجب مفرد و ذو القعدة و ذو الحجّة والمحرّم ثلاثة متواليات ألا و هذا الشهر المفروض رمضان فصوموا لرؤيته و افطروا لرؤيته فإذا خفي الشهر فأتمّوا العدّة شعبان ثلاثين يوماً وصوموا الواحد وثلاثين وقال بيده: الواحد واثنان وثلاثة واحد واثنان وثلاثة ويزوي إبهامه ثمّ قال: أيّها الناس شهر كذا

 

وشهر كذا. وقال عليّ عليه السلام: صمنا مع رسول اللّٰه صلى الله عليه وآله تسعة وعشرين يوماً ولم يقضه ورآه تامّاً.

..................

أما صاحب كتاب مرآة العقول: فلم يقصر في الرد على من قال وعمل بالروايات التي تقول بكمال وتمامية شهر رمضان الكريم

قال المجلسي:



قبسات من كتاب فيض العليم في معرفة التقويم (2)

 

إرسال تعليق

0 تعليقات