علي
الأصولي
كثيرة هي الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي معنية بسير الفقهاء
والعلماء وتراثهم ومآثرهم وبعض قصصهم وطرائفها وأحداثها. غير أن جملة من الصفحات
لا تعتني والتراث العلمائي العراقي شخصيات وسير وكأن هذه الصفحة أو تلك موقوفة على
استعراض حياة الآغوات وغرائب قصصهم التي لا نعرف لها شاهد أو مشهود.
هذا التهميش والإقصاء ليس وليد اليوم ومواقع الانترنت بل له جذر
ليس بالقريب عندما سلطت الأضواء على المشاهير بمعزل عن أقرانهم لغايات لا يعرف
واقعها إلا الله والراسخون في معرفة دهاليز الأمور .
ومن الشخصيات العلمية العراقية التي لا أجد لها مساحة وافية ومعرفة
الناس بها إلا ضمن حلقات مصغرة في هذا العالم الافتراضي. بل لم تجد في حياتها فرصة
لأخذ فكرة عنها المساحة الكافية وإبراز الجوانب الاثباتية ونبوغ قلمها مع علو
شأنه.
لنتعرف على الفقيه الأصولي أستاذ المراجع المعاصرين الملقب
(بالعلامة الحلي الثاني) فيلسوف الحوزة وأستاذ أصولها الأديب البارع السيد مسلم
حمود العزام آل العالم الحسيني الحلي ثم النجفي (قدس سره).
فقد تتلمذ هذا العالم الكبير على يد أكابر أساطين الفقه والأصول
أمثال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وأقرانه. وتخرج من تحت منبر بحثه جملة من
الفقهاء المعاصرين منهم المرحوم السيد الهاشمي ومنهم الشيخ الغروي التبريزي والسيد
الغريفي والسيد الحيدري وغيرهم مما لا يسعنا المقام لإحصائهم.
وللسيد الحجة آية الله مسلم الحلي(رض) جملة من المؤلفات الفقهية والأصولية
والعقدية والأدبية.
ولنقف هنا لقراءة ما سطره أحد أفراد أسرته الكرام وما يناسب المقام
إذ نقل السيد العلامة الحجة علاء آل العالم الحسيني .
ما لفظه:"من منا لا يعرف السيد مسلم أو لايعرف فضله ، وقد
بُتٌ في بيته ليله ".. الإمام السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره الشريف)
بعد صلاة العشاء، يقوم العديد من العلماء بالمباحثه والنقاش
"بحث خارج ". وبعد انتهاء البحث من قبل الأستاذ يقوم الطلبة بمناقشة
البحث فيما بينهم، سواء كان في المجلس أو عند الخروج، فتح السيد الخوئي باب
المناقشة مع السيد مسلم، وكان موضوع البحث في علم الأصول، وهما يتمشيان في الطريق
وأخذ المسألة العلمية من جميع حيثياتها بين النقض والإبرام، طال وقوفهما حتى ساعة
متأخرة من الليل، عند مفترق طرق، وقد خلت الطرقات من المارة، عندها عرض سيدنا الجد
(قدس سره الشريف) على السيد الخوئي (قدس سره الشريف) أن يكملا المناقشة في البيت،
لبى الإمام الخوئي دعوة سيدنا الجد، في أن يكون ضيف عليه، وبقيا حتى الفجر. هذا ما
ذكره لي الإمام الخوئي شخصيا. عندما تشرفت بلقائه، في بيته في حي كنده/الكوفه. يوم
حصولي على شرف الإنتساب للحوزة العلمية سنة (١٩٩١) شهر ربيع الأول - رضي الله
عنهما - انتهى:
اجل: كان السيد الحلي آية في الذكاء والفطنة وهذا ما ذكره السيد
المرحوم رضي المرعشي وهو أحد محصلي دروس آية الله العظمى السيد الحلي. إذ قال:
نقلا عن الشيخ جاسم السلطان الاحسائي. إذ قال: إن السيد الحلي كان عبقريا ذكيا
نابغا نال الاجتهاد المطلق مبكرا. وكان ذو حافظة عجيبة وذاكرة مدهشة فقد كان يحفظ
كتاب - كفاية الآخوند - وكتاب - منظومة السبزواري - وكتاب - العروة للسيد اليزدي -
كان يحفظها عن ظهر قلب. وفي درسه لا ينظر لهذه الكتب البتة.
إلا أنه وللأسف الشديد أن تهمل هذه الشخصية وغيرها من الشخصيات
العلمائية لأسباب من المخجل وذكرها في هذا المقال.
وهذا ما مثله الشاعر - عباس الشميسي - مخاطبا أمير المؤمنين(ع)
وحال الناس من حول معاوية.
لم تبقى فينا لا وحقك باقية.
إلا زخارف من كلام حاوية.
القول قولك والفعال فعالهم.
هذي الحقيقة والمواقف بادية.
فوق المآذن يعتليك ولاؤنا.
ولكننا في النهج ولد معاوية.
وأخيرا وليس آخرا من أراد ورغب والتعرف على الشخصيات الحلية من
أسرة آل العالم وخصوصا من عنوانا المقال باسمه نسبه وأسرته. أساتذته. تلامذته.
إجازاته. مؤلفاته مقالاته صوره. مواقفه الوطنية دوره الحوزوي. دوره في المجتمع
الحلي وغير ذلك فليقصد صفحتهم ففيها ما يسر الناظرين والحمد لله رب العالمين.
2 تعليقات
نشكر كاتب لهذه النبذة المختصرة والوافية بالذات الوقت في ايصال المعلومة الدقيقة والاشارة لهذه المجموعة التي تختص بجمع تاريخ وتراث فيلسوف الحوزة السيد مسلم الحلي ونتمنى ان تكون هذه المجموعة محطة طيبة يستقي منها الباحثين عن تراث وتاريخ هذا العالم الجليل رحمة الله .
ردحذفشكرا لمروركم حاج امين جعفر
ردحذف