علي الأصولي
كثيرة هي المشاكل في عالم السياسة ومثلها في عالم الدين والمذاهب
والفرق ذات المعتقدات المتباينة.
ومرجعية كل المشاكل لا تخلو من وجود التطرف الممزوج بالجهل المكعب،
مفهوم التطرف من المفاهيم العائمة وبالتالي يصعب تحديدها بشكل جامع
مانع. وغاية ما يمكن أن نعرف ماهية ومعنى مفهوم التطرف هو التجاوز عن حد الاعتدال.
فإذا أخذنا المفهوم اللغوي لمعنى التطرف فسوف نقف على مفاد ما يدل
على حد الشيء وطرفه. وبالتالي يمكن تصويره وهذا المعنى اللغوي هو الوقوف في الطرف الأبعد
عن خط ومكان الوسط. كتطرف مجلس الجلوس أو تطرف القرية ونحو ذلك مما يمكن حسابها
ماديا وهندسيا. بالتالي كل ما ابتعد عن المركز فهو تطرف وهذا معنى يمكن توظيفه حتى
على مستوى الأفكار والمعتقدات والنظريات. التي ذكرت تحت عنوان الغلو والمغالاة.
وهو الشعور المطلق بحقانية وصوابية الطريق والمعتقد والفكرة على المستوى الديني
وعلى المستوى السياسي. وبالتالي كل من خرج عن نطاقها وخيمتها ومعقدها فهو ضال مضل
وعدو لدود ضمن القناعات التي هي مخرجات التطرف والغلو . ومنه فلا معنى لوجود الآخر
المختلف إذ يجب اقصائه وتهميشه إذ لم يكن القضاء عليه بكل ما تعني هذه الكلمة.
بيد أن هذا الشذوذ لم يقتصر وجوده بين صفوف جهلة الأمة الإسلامية
والأمة الشيعية بل تعدى ذلك حتى في صفوف متعلميها وأصحاب الشهادات منهم. فهم
بالتالي ليسوا ببدعا عن غيرهم من البشرية وبعض افكارها المتطرفة.
حاول أن تنظر إلى الشارع السياسي لترى طبيعة الأفكار الغلوية ودونك
جملة من المنشورات في عالم التواصل الاجتماعي. وانتشار التطرف السياسي فضلا عن
الديني والمذهبي. بل زاد التطرف حتى شمل أسماء شخصيات دينية كانت أو سياسية إذ أن
الأطراف المتنازعة مرجعية نزاعاتها التطرف في الجملة.
لست في هذه الأسطر معنيا بتشخيص المشكلة فهي شاخصة ولست مكلفا
وبيان لوازمها الكارثية فهي واضحة ولست داعيا لحلحلتها فهي معقدة. بقدر ما أدعو
الكل إلى الملاحظة والتأمل وما وراء التطرف واعني من المستفيد الحقيقي وتغذية هذه
المقولة وعندها ينجلي الغبار وتعرف تحتك فرس أم حمار .. والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات