آخر الأخبار

قراءة الدعاء ورفع الصوت

 


 

عز الدين البغدادي

 

هذا، ومن أدب العبادة اللفظية أن يبتعد الإنسان في هذه العبادة عن رفع الصوت لما في ذلك من أذى الغير وابتعادا عن الرياء ذلك المرض القاتل، وقد قال تعالى: ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ) ، قال القرطبي  في تفسيره: ( خُفْيَةً ) أي: سرّا في النفس ليبعدَ عن الرياء، وبذلك أثنى على نبيه زكريا عليه السلام إذ قال مخبرا عنه: ( إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً ) ونحوه قول النبي (ص): خيرُ الذكر الخفيّ، وخيرُ الرزق ما يكفِي.

 

كما روي عن أبي موسى قال: كنا مع رسول الله (ص) في غَزاةٍ فجعلنا لا نصعد شرَفا  ولا نعلو شرفا، ولا نهبط في وادٍ إلاّ رفعنا أصواتنا بالتكبير، قال: فدنا منّا رسول الله (ص) فقال: أيّها الناس، أربِعوا على أنفسكم (اي هونوا على انفسكم وارفقوا بها)، فإنكم ما تدعون أصمَّ ولا غائبا إنّما تدعون سميعا بصيرا.

 

وللاسف تجاوز الامر رفع الصوت، حيث شاع في العصور الاخيرة رفع الصوت بالدعاء وقراءة القرآن في المساجد والحسينيات عبر السماعات الخارجية بشكل مبالغ فيه وفي اوقات غير مناسبة، ويزيد ذلك بشكل كبير في شهري رمضان ومحرم خصوصا، واذكر ان هناك مسجدا كان قرب بيتنا وكان امام المسجد يبدا بقراءة الادعية في شهر رمضان قبل منتصف الليل بقليل ويستمر دون ان يحسب حسابا لمريض او نائم او غير ذلك.

 

هناك من يدعو الى قصر الاذان في المسجد على السماعات الداخلية وهذا ما حدث في اذربيجان وشخصيا ارفض هذا الامر تماما، لكن ما عدا الاذان وربما شيء من القرآن قبله اعتقد ان الصحيح هو الاقتصار على السماعات الداخلية.

إرسال تعليق

0 تعليقات