آخر الأخبار

حقائق غير مكتملة

 





 

أحمد عابدين

 

فيه حوار دار عن المقاتلين في أفغانستان وعلاقتهم بالأمريكان على لسان الضابط المصري (خالد الصاوي) في مسلسل القاهرة كابول وان الأفغان استعانوا بالأمريكان وفلوسهم، لكن - وكما هي العادة -تم تقطيع الحقائق لتناسب الرواية المراد تسويقها.

.

الجزء المقطوع من الحكاية هو الدور المصري في هذه اللعبة، وانه بعد أيام معدودة من الغزو السوفيتي لأفغانستان في نهاية 1979، وصل للقاهرة زبيجنيو بريجينسكي مستشار للأمن القومي للرئيس الأميركي جيمي كارتر كأول محطة في جولته لتشكيل الحلف الأمريكي، وانطلق بعدها للرياض وإسلام آباد، والتي اتفق فيها مع أنور السادات على أن تكون مصر محطة انطلاق لتنفيذ الخطة وذلك عبر عدة وسائل أولها مشاركة الدولة في الحشد والتعبئة الدينية للقتال في أفغانستان ونصرة المسلمين ضد القوات الروسية، والأمر الأهم هو شحن الأسلحة السوفييتية المخزنة في المخازن المصرية وتقديمها إلى المقاتلين الأفغان لتظهر بأنها أسلحة تم اغتنامها من القوات الروسية، وبذلك يتم طمس أي بصمة للتدخل الأمريكي المباشر في الحرب.

.

وصباح اليوم التالي للقاء، وبعد صلاة الجمعة قال السادات للصحفيين بأن العالم الإسلامي يجب ألا يكتفي بإدانة الغزو السوفيتي ولكن يجب أن تكون هناك إجراءات فعلية، وعلى الدول الإسلامية والزعماء المسلمين الذين لزموا الصمت أن يقولوا كلمتهم الآن، مع التأكيد على أن جميع المصريين قد صلوا صلاة الغائب على أرواح أشقائهم الأفغانيين الذين سحقتهم الدبابات السوفيتية، وبعد يومين فقط كانت مصر تدعو لعقد مؤتمر قمة إسلامي لبحث الغزو السوفييتي، مع إجراءات دبلوماسية تجاه روسيا وبعض الدول العربية التي انحازت لها، ثم بدأ العمل لشحن السلاح الروسي من مصر لأفغانستان والذي تم تخصيص مطار قنا له والذي كان معظمه من طرازات قديمة مع بدء الإنتاج بأحد المصانع الحربية في حلوان لينتج نفس هذه النوعية من الأسلحة.

.

وبدأت الدعوة بكلمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، والذي علق على التدخل الروسي في أفغانستان بأنه "صراع بين الملحدين الأقوياء وبين المسلمين المستضعفين"، ومن بعده السعودية التي بدأت الحشد والدعم لـ"الجهاد" في أفغانستان، وبدأ نزوح المقاتلين إلى هناك من مواطنيها وباقي الراغبين من باقي الدول حيث وفرت لهم تذاكر السفر وخطوط الطيران الدائم إلى بيشاور وإسلام آباد، كما دفعت هيئات الإغاثة السعودية إلى العمل في بيشاور وأفغانستان. ومن الجدير بالذكر أن أحد أبرز هؤلاء كان قائد تنظيم "القاعدة" الأسبق "أسامة بن لادن" الذي غادر السعودية نهاية عام 1979 إلى أفغانستان حيث استطاع تأسيس مكتب خدمات.

.

وبدأت عملية التمويل والتي كان من ضمنها تقديم السعودية مبلغ 800 مليون دولار إلى باكستان لدعمها في مناصرة المجاهدين الأفغان، وتم تكليف أمير الرياض وقتها والملك الحالي سلمان بإنشاء هيئة لدعم وجمع الأموال لصالح "الجهاد" في أفغانستان. وأصبح سلمان مديرًا للجنة جمع التبرعات من العائلة المالكة والسعوديين لدعم المقاتلين بشراكة السادات الذي استقبل قيادات المقاتلين في القصر الجمهوري وقتها.

.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات