علي الأصولي
ما زال نزيل مدينة الضباب وجوقته من المطبلين يجول في صولاته
الافتراضية على طريقة اذا خلى الجبان بأرض فلاة تذكر وحده النزال والقتالا. إذ هو
تارة يعرض موضوعة الشخصيات المذهبية من أئمة الدين(ع) وتقزيمها. وتارة وعدم
دستورية القرآن ودائمية تعاليمه بدعوى النظرية البعيدية.
إلا أن وصلت النوبة إلى تحديد شهر رمضان بدعوى لا تهتموا بهلال
رمضان ولا تسألوا أصحاب الدكاكين ويقصد فقهاء الدين. وصوموا بالتالي كما يصوم
الناس فالله لا يعاقبكم أن فعلتم ذلك.
إذ نص في متصفحه من يشرّع فريضة عباديّة لعموم بني البشر حتّى
نهاية الدّنيا فعليه أن يحدّد بدايتها ونهايتها بطريقة واضحة محدّدة لا تقبل الشكّ
ولا الارتياب، لا أن يجعلها بدويّة متناسبة مع أهل البراري والصّحاري غائمة عائمة
متغيّرة متلوّنة لا يعرف رأسها من رجليها، ويضع البشريّة بتطوّرها وعمرانها واتّساعها
تحت رحمة روايات هذا واجتهادات ذاك... انتهى:
ولا أعرف كيف لمن يدعو إلى عدم أخذ الأحكام على نحو الإطلاق
الإزماني وبالتالي ضرورة اخذ أحكام ثبوت الهلال من الفلكيين حصرا لأن فرض البقاء
على تحري الهلال بالعين المجردة لا تناسب إلا للمجتمعات القبلية البدوية وساكنوا
الصحاري. وفي نفس الوقت لا يرى للأحكام ومنها الصيام نصوص اطلاقية بل وأن أول وأهم
مصدر تشريعي وهو القرآن لم تهتم السماء به تدوينا ونصا دستوريا بحال من الأحوال.
وهذا لا يصدر إلا من وقع في فخ التناقض.
وكيف كان: في عقيدتي أن أول من فتح ثغرة للاختلاف بين الناس هو ليس
هلال الله الذي كان منذ غابر الازمان مقياسا لبداية الشهور القمرية. ولو كنا نحن
والواقع فالتطورات الفلكية المعاصرة ليست لها علاقة بثبوت الهلال وقد حصل خلط عام
عند الكثير بين ثبوته وولادته والمعني هو الأول لا الثاني وعليه النصوص وظواهرها.
والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات