بقلم : عمرو صابح
- محاولة السيطرة على نهر النيل وتحويله لنهر إثيوبي من أجل تعطيش
وتجويع المصريين هى هدف قديم للأحباش ، وسد النهضة ليس أول محاولاتهم لخراب مصر
وإن كان أخطرها.
- فى 8 يوليو من عام 1497 خرج أسطول برتغالي من لشبونة بقيادة
القرصان فاسكو دي جاما يضم عشرين سفينة مسلحة مدعوماً من بابا الكنيسة الكاثوليكية
ألكسندر السادس الذى بارك دي جاما ورجاله وأمرهم بالسيطرة على الشرق وتجارته وكسر
شوكة المسلمين، وتحطيم مصر التى أنهت الوجود الصليبى فى القدس،عندما وصل دي جاما
إلى سواحل موزمبيق بجنوب شرق أفريقيا كتب للبابا فى روما :
« الآن طوقنا
المسلمين ولم يبق إلا أن نشد الخيط».
وعندما وصل إلى الحبشة رحب به ملكها خاصة عندما أطلعه دي جاما على
مشروعه بتحويل مجرى النيل الأزرق إلى البحر الأحمر لمنع وصول المياه لمصر لكي يموت
شعبها جوعاً وعطشاً ، ولكن المشروع فشل لاستحالة تنفيذه.
- فى عام 1513 وفى إطار الحرب بين مماليك مصر والبرتغاليين للسيطرة
على طريق التجارة من الهند، دخل القرصان البرتغالى ألبوكيرك إلى البحر الأحمر
واتفق مع ملك الحبشة على تحويل مجرى النيل الأزرق نحو البحر الأحمر ليحرم مصر من
الماء ويقضي على شعبها، وانتظر فى جزر كمران لحين وصول مجموعات كبيرة من العمال
التى طلبها من جزر ماديرا لقطع صخور البحر الأحمر وتحويل مجرى النيل الأزرق ولكن
المشروع فشل ولم ينجح.
- فى عام 1705 حاول ملك فرنسا لويس الرابع عشر تحويل مجرى النيل
الأزرق للبحر الأحمر مرة أخرى، حيث اتفق مع ملك الحبشة على ذلك ، وأرسل المبعوث
الفرنسي لانوا ردى رول محملا بالهدايا إلى مملكة سنار للقيام بالمهمة ، ولكن محمد
باشا والي مصر أرسل فرقة من المماليك اعترضت مسار المبعوث الفرنسي عند وصوله إلى
سنار وقتلته هو ومن معه، وتسبب اغتيال البعثة الفرنسية فى اندلاع الحرب بين الحبشة
وسنار والتى انتهت بهزيمة الأحباش.
- فى نوفمبر عام 1856 فى عهد الوالي سعيد باشا حدث نزاع بين مصر
والحبشة على الحدود الشرقية للسودان ، فحاول الإمبراطور الحبشي تيودور تحويل مجرى
النيل الأزرق صوب البحر الأحمر ولكنه فشل.
- فى عام 1935 أثناء الاحتلال الإيطالى للحبشة ، فكر الإيطاليون فى
تحويل مياه النيل الأزرق إلى البحر الأحمر ومنعها من الوصول الى مصر، لكنهم
اصطدموا بالتضاريس التى جعلت عملية التنفيذ مستحيلة بالنسبة لهم.
- إنشاء سدود أثيوبية على نهر النيل فكرة أمريكية خالصة موجودة منذ
ستينيات القرن العشرين ، ولكن الرئيس عبد الناصر أعاقها بعلاقاته بالإمبراطور
الحبشي هيلا سيلاسي وبإستخدام عرقية الأرومو ضده ، وعبر دعمه لثوار إريتريا ،
واستخدامه لنفوذ البابا كيرلس السادس ، وبجعل مقر منظمة الوحدة الأفريقية
"الاتحاد الأفريقي" فى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا.
- الرئيسان السادات ومبارك أعاقا فكرة إنشاء سدود إثيوبية بالتهديد
المباشر بشن ضربة عسكرية لنسف أى سد إثيوبي على نهر النيل ، ولكنهما لم يشنا أى
ضربات عسكرية ضد إثيوبيا ، كما تحالف السادات مع الصومال ضد إثيوبيا ، وتحالف
مبارك مع إريتريا ضدها.
- لم يبدأ العمل فى سد النهضة إلا بعد ترك الرئيس مبارك للسلطة
بشهرين وفى ظل حالة الفوضى وعدم الاستقرار التى ضربت مصر عقب انتفاضة 25 يناير
2011 .
بإذن الله سوف
تفشل هذه المحاولة أيضاً يا أحباش .
0 تعليقات