بقلم : عمرو صابح
- بكائيات كوادر تنظيم الإخوان ، وشبكة رصد الإخوانية ، وفضائية
الجزيرة منبر تيار الإسلام السياسي فى العالم العربي بخصوص كشف حقيقة فض اعتصام
رابعة العدوية الإرهابي المسلح، وتوثيق ما حدث فى مسلسل " الإختيار 2" ،
وتصاعد صياح الإخوانجية حول أن رابعة هى مجزرة القرن ومحرقة البشرية وأكبر مذبحة
تاريخية!!! ، والأرقام العجيبة التى يذكروها عن عدد ضحايا ضياع حكم الإخوان هى
تصدير مكرر لفكرة المظلومية التى يبرع الإخوان فى التظاهر بها من أجل الترويج
لضلالاتهم.
الحقيقة أن ما حدث هو صراع على السلطة بين مؤسسات الدولة المصرية
وبين تنظيم تأسس فى 1928 ،ووصل للسلطة فى عام 2011 بالسيطرة على مجلسي الشعب
والشورى ثم عبر احتلال رئاسة الجمهورية فى عام 2012 ، ولكن تلك السيطرة لم تمتد
لمؤسسات القوة بالدولة للدرجة التى تسمح لتنظيم الإخوان بتنفيذ مخططه لحكم مصر
والعالم العربي بعدها .
عندما فشل التنظيم الإخوانى فى تطويع مؤسسات القوة بالدولة المصرية
لخدمة مخططه ، رفع الشعارات الدينية للدفاع عن بقاءه ، وقام بتحويل الصراع السياسي
إلى احتراب أهلي ، وبعد عزل الرئيس الإخواني ، بدأت محاولة الإخوان لتأسيس دولة
داخل الدولة فى ميدان رابعة العدوية ، وسعى قادة التنظيم الإخوانى لحفر بحر من
الدماء من أجل الحفاظ على بقاء التنظيم ولو على حساب أرواح من شحنوهم للاعتصام
بميدان رابعة العدوية ، فرفضوا كل محاولات الحل السياسي للأزمة وبادروا بمهاجمة
رجال الشرطة والجيش بل وهددوا بالتصعيد الإرهابي ضد الدولة فى سيناء وعلى امتداد
محافظات مصر.
الصراع على السلطة قديم فى التاريخ البشري ، وهو صراع لا يراعي صلة
الدم ولو كانت بين الإخوة الأشقاء أو أبناء العمومة ، وحدث كثيراً أن سالت الدماء
بسبب الرغبة فى الوصول للعرش ، وبما إن الإخوان يقولون انهم على دين الإسلام وحتى
لا يوغلوا فى العبث بعقول الجهال ، فالوقائع التالية غيض من فيض تاريخ الصراع على
السلطة فى صدر الإسلام ، وقد حدثت بين كبار الصحابة والتابعين ورغم ذلك لم يقل أحد
انها أكبر مجزرة فى التاريخ أو محرقة القرن كما يعوي الإخوان وذيولهم ومراكيبهم ..
1- موقعة الجمل هي معركة وقعت في البصرة بجنوب العراق عام 36 هـ
بين قوات الخليفة الراشد الإمام علي بن أبي طالب وبين الجيش الذي يقوده الصحابي
طلحة بن عبيد الله والصحابي الزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين السيدة
عائشة بنت أبى بكر التي ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت
المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل ، كان سبب المعركة تأخر الإمام على فى القصاص
من قتلة سلفه الخليفة الراشد عثمان بن عفان ، انتهى القتال بانتصار جيش الإمام على
ومقتل الصحابيين طلحة بن عبيد الله ،والزبير بن العوام.
2- موقعة صفين هي معركة جرت بين جيش الخليفة الراشد الإمام علي بن
أبي طالب وجيش أمير الشام معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ؛ قرب الحدود
السورية العراقية، سبب المعركة رفض معاوية مبايعة الإمام علي بالخلافة قبل أن يقتص
من قتلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان ، عندما أحس عمرو بن العاص قائد جيش معاوية
باقتراب الهزيمة ، نصح معاوية برفع المصاحف على أسنة الرماح ومطالبة الإمام على
بتحكيم كتاب الله.
انتهت عملية التحكيم بخداع عمرو بن العاص مندوب معاوية لأبي موسى
الأشعري مندوب على واستمرار الانقسام فى دولة المسلمين.
3 - معركة النهروان وقعت سنة 38هـ ، بين الخليفة الراشد علي بن أبي
طالب وبين الخوارج والنهروان موقع غربي نهر دجلة، وكانت المعركة واحدة من نتائج
معركة صفين بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، والتي انتهت بالإتفاق على
التحكيم بعد رفع جيش معاوية للمصاحف على أسنة الرماح إشارة إلى ضرورة التحاكم إلى
كتاب الله، وحينها رفض إثنا عشر ألفًا من جيش الإمام على بن أبي طالب بقيادة عبد
الله بن وهب الراسبي إجراء التحكيم ، ورفعوا شعارهم الشهير: لا حكم إلا حكم الله.
انتهت المعركة بانتصار جيش الإمام علي بن أبي طالب عليهم. ولم ينج
منهم إلا أربعين شخصا فقط..
شعار الخوارج تحول إلى الشعار الرسمي لكل جماعات الإسلام السياسي
بدءً من تنظيم الإخوان وصولاً لتنظيم داعش.
4 - معركة كربلاء وتسمى أيضاً واقعة الطف هي معركة وقعت على ثلاثة
أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة كانت بين الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب-
ابن فاطمة بنت النبي محمد عليه الصلاة والسلام- ومعه أهل بيته وأصحابه وبين جيش
الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، والذي يقوده عمرو بن سعد بن أبى
وقاص ، سبب المعركة رفض الإمام الحسين مبايعة يزيد بن معاوية بالخلافة ، واعتراضه
على توريث الحكم من معاوية ليزيد.
تكون الجيش الأموى من 4 ألاف مقاتل بينما كان جيش الإمام الحسين
مكوناً من 32 فارسا و40 راجلا من المشاة ، قتل فى المعركة من آل البيت النبوي :
علي الأكبر ابن الإمام الحسين .
وأخوة الإمام الحسين : العباس ، عبد الله، عثمان، جعفر، محمد.
وأبناء أخيه الحسن : أبو بكر، والقاسم، والحسن المثنى، وابن أخته
زينب: عون بن عبد الله بن جعفر الطيار.
تم قتل الإمام الحسين في يوم الجمعة 10محرم سنة 61هـ ، وقام شمر بن
ذي الجوشن قائد ميسرة الجيش الأموي بقطع رأسه وتم دهس جسده الشريف تحت خيول الجيش
الأموى ، وحُملت رأسه إلى الخليفة الأموى يزيد بن معاوية.
قام جيش يزيد بن معاوية بسبي نساء البيت النبوي وساقهن أسرى إلى
دمشق مقر الخلافة الأموية.
تسببت ثورة الحسين على يزيد فى حدوث صدع ممتد منذ وقتها حتى الأن
بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة.
5 - وقعة الحرة فى عام 63 هـ ،وكانت بين أهل المدينة من طرف
والخليفة الأموي يزيد بن معاوية والأمويين من طرف اخر، بسبب أن أهل المدينة نقضوا
بيعة يزيد بن معاوية لما كان عليه من سوء ولما حدث في معركة كربلاء ومن مقتل
الحسين بن علي، فطردوا والي يزيد على المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان ومن معه
من بني أمية من المدينة، فأرسل لهم يزيد جيش من الشام وأمر عليهم مسلم بن عقبة
المري فوقعت بينهم وقعة الحرة وانتهت بمقتل عدد كبير من الصحابة وأبناء الصحابة
والتابعين .
أباح قائد الجيش الأموى مسلم بن عقبه بعد انتصار جيشه المدينة
المنورة لمدة 3 أيام لجنوده يقتلون الناس فيها بغير حساب ويأخذون المتاع والأموال
ويعتدون على النساء والأطفال.
6 - رمي الكعبة بالمنجنيق للمرة الأولى :
رميت الكعبة بالمنجنيق في سنة 64 للهجرة عندما تولى يزيد بن معاوية
الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 للهجرة، وحينما بويع له بالخلافة امتنع عن مبايعته
عددٌ من الصحابة منهم عبد الله بن الزبير، وقد بعث يزيد إلى واليه على المدينة حتى
يأخذ من لم يبايع أخذاً شديداً، إلّا أنّ عبد الله بن الزبير أصر على موقفه وتعنت
ولاذ بالحرم حتى سمي بعائذ الحرم، وقد أمر الخليفة الأموي باستخدام القوة معه فقام
الحصين بن نمير أحد قادة الأمويين بنصب المنجنيق وضرب الكعبة حتى احترق جزءٌ من
جدارها، وبعد وفاة الخليفة عادت تلك الحملة العسكرية إلى الشام دون أن تحقق هدفها
في القبض على عبد الله بن الزبير.
قام عبد الله الزبير بعد هذه الحادثة بهدم الكعبة وإعادة بنائها
على أسس إبراهيم عليه السلام.
7 - رمي الكعبة بالمنجنيق للمرة الثانية :
تعرضت الكعبة للرمي بالمنجنيق مرة أخرى في سنة 73 هـ فى عهد
الخليفة الأموي عبد الله بن مروان، حيث قرر عبد الملك القضاء على سلطان عبد الله
بن الزبير فى مكة والمدينة ، فأمر القائد الأموي الحجاج بن يوسف الثقفي للتوجه
بجنده إلى مكة المكرمة للقضاء على ثورة ابن الزبير، فقام الحجاج بنصب المنجنيق على
جبل أبي قبيس ثم رمي الكعبة، فكانت نتيجة هذا الأمر القضاء على ثورة ابن الزبير
والقبض عليه وصلبه، وبعد دخول مكة والمدينة تحت ظل حكم عبد الملك بن مروان ، قام
الحجاج بإعادة بناء الكعبة مجدداً.
- هذه الوقائع قطرة فى بحر الصراع على السلطة فى الإسلام.
- لم يقل أحد إن ما جرى فى تلك الوقائع هو حرب على الإسلام أو بهدف
إبادة المسلمين ، بل تم فهمها فى سياق الصراع على السلطة.
- تنظيم الإخوان مغلق ،أحادي الفكر ،غير مرن ،ولاء أفراده الوحيد
للجماعة ومرشدها ، تنظيم ظل يسعى للحكم لمدة 83 سنة ،وعندما حاز على السلطة فشل فى
كل شي ، تنظيم أدمن المظلوميات والبكائيات ، تنظيم من الخوارج.
- دماء من ماتوا فى رابعة فى رقبة قادة التنظيم الإخوانى وفقهاءه ،
فهم من ساقوهم للموت لخدمة أهداف التنظيم المتاجر بالدين ، ومن اختار الموت فى
رابعة رغم نداءات الشرطة للمعتصمين لمغادرة الاعتصام وفتح ممرات أمنة للمغادرين ،
اختار أن يموت خادماً للمشروع الإخوانجي وحسابه عند ربه.
- مسلسل الاختيار عمل درامى توثيقى رائع لحفظ الذاكرة الجمعية
للشعب ولكشف حقيقة الإرهابيين القتلة .. تجار الدين.
____________
- المصادر :
- تاريخ الخلفاء : السيوطي.
- البداية والنهاية ج7 : ابن كثير.
- تاريخ الأمم والملوك للطبري ، ج3 : محمد بن جرير الطبري.
- الوجه الأخر للخلافة الإسلامية : سليمان فياض.
0 تعليقات