علي الأصولي
حاول السيد الشهيد الصدر الثاني(رض) الإجابة على هدفيه خلق الشيطان
في عالم الإمكان والوجود في بحث إلقاءه على جملة من طلبته في النجف الاشرف.
حاول الإجابة على هذا السؤال الحيوي. بإجابة حدسية لا برهانية على
ما صرح في بحثه.
بعد أن ساق كبرى لصغرى انتهاء بالنتيجة. وحاصلها: أنه (رحمه الله)
اعتمد على {قانون الترابط الوجودي} ومفاد هذا القانون ناص على (حد تعبيره) أن كل
المخلوقات مترابطة , فيما بينها بمكانها وزمانها ومرتبتها وتجردها وماديتها كل
المخلوقات مترابطة فهناك علاقات بين أي مخلوق واي مخلوق مهما تباعدا زماناً او
مكاناً او قل سواءاً تقاربا زماناً او تباعدا , سواءاً تقاربا مكاناً او تباعدا ,
سواءاً تقاربا رتبة او تباعدا , سواءاً تقاربا سنخاً او تباعدا بمعنى من المعاني
احدها يحتاج الى الاخر في وجوده , ولولا وجود هذا المجموع لما وجد المجموع , اما
باي برهان تبرهن عليه هذا غير مسبوق على انه برهان فلسفي او منطقي يدل عليه ,
ولكنه بالحدس يكون هذا صحيحا" ان صحت هذه الكبرى ,على أي حال كان ابليس
واحدا" من صغرياتها , معنى ذلك انه لولا وجود إبليس لما وجد المجموع لما خلق
شيء,
وعلل ذلك. بأن المجموع يتوقف على الفرد او على المخلوق الواحد
ويحتاج اليه كل الكون كما ان يحتاج الى محمد الصدر ويحتاج الى الشيخ فلان ويحتاج
الى فلان ويحتاج الى مسجد الرأس ويحتاج الى محمد ويحتاج الى علي تتوقف كل الأشياء
على الأشياء بما فيها فلان وفلان من أعداء الله وأعداء رسول الله , ولكن كل واحد
في مرتبته وكل واحد حسب استحقاقه واستحقاق الآخرين.
وعلى ضوء هذه الكبرى أن صدقت فقد طبق صغراها وصغرياتها (رض) إذ نص
على: أن صغراها محرزة أكيدة،
وساق رواية حاصلها: طلب جماعة من نبيهم أن يحجب عنهم
الشياطين. لا أن تموت فتم ذلك لهم بعد دعاء نبيهم. فكانت النتيجة
ترك الناس لأعمالهم والجلوس في مقابرهم نتيجة عدم الإغراء وعدم تدخل الشيطان
وتفاصيل أمانيهم.
أقول: وأن ساق السيد هذه الرواية مرسلا واعتذر في مجلس درسه وعدم
تذكر مصدرها. إلا أنها بالتالي لا تفيد استدلاله وطبيعة الفراغ الذي خلفته الشياطين
بعد الأغلال. أغلال أيديهم. فهذا شهر رمضان وقد غلت فيه أيد الشيطان إلا أن نشاط الإغراءات
قائم بقيام النفس وآثارها الملحوظة خارجا.
نعم وفق السيد وبيان الكبرى إلا أن صغراه وأن كان يمكن إحرازها لكن
لا بهذا المثال الذي ذكره.
ولذا أن هذه المقدمة أردفها بإجابة عنوانها بالجواب الأول وحاصلها:
ان هذا السؤال او هذا الكلام وهو ان الشيطان لماذا وجد ؟ - ناشي ء من الاعتقاد بان
وجود الشيطان سوء , والله تعالى خير ولا يوجد سوءاً او شراً , في هذا الجواب نقول
ان وجود الشيطان خير , لنفسه كل شيء من المخلوقات هو خير لنفسه كائنا" من كان
بشر ملائكة جن جماد نبات حيوان , كلهم هكذا خير لنفسه , وجوده خير من عدمه وهذا
ينبغي ان يكون مسلما" , فاذا خطونا خطوة أخرى في نفس الجواب لا حاجة الى
عنوان جديد وهو ان إبليس تكامل انتفع من وجوده ذلك , وتكامل عبد الله ردحا"
طويلا" من الزمن لعله بعبادة لم يعبدها من النوادر , كما في بعض الروايات صلى
ركعتين في الف سنة ونحو ذلك من الامور حتى وصل الى مرتبة الملائكة أصبح ملكا فعلا
يصدق عليه بالحمل الشائع انه ملك بدليل على انه ( قلنا للملائكة اسجدوا ) فإذا كان
خاص بالملائكة , فإبليس غير مشمول للأمر واذا كان غير مشمول , لأنه من الجن غير
مشمول للأمر اذن فحقه ان لا يسجد لم يعص , لان الأمر لم يتوجه إليه , لان الخطاب
لم يتوجه إليه فلنأخذه من وجهة نظر فقهية او أصولية , اذن هو ليس في ذمته شيء حتى
يطيعه , لانه يقول انا لست من الملائكة وإنما الملائكة مأمورون . جوابه من قبل
الله – لو صح التعبير – انه لا أنت من الملائكة فيجب عليك السجود , فأن قال انا من
الجن لا من الملائكة – قل لا - هذا الجهد الذي بذلته والعبادة التي بذلتها والإخلاص
الذي بذلته في ذلك الحين رباك حقيقة وتكوينا" من قبلك جنيا" الى كونك
ملكا" , فانت الان بالحمل الشايع وخارجا ملك , فتكون مشمولا لما امر به
الملائكة من السجود ونحو ذلك من الامور , اذن المقصود ليس قصة آدم وانما انه تكامل
وجوده تفاعل وتاكد نتيجة لجهاده الذي نسميه الآن سلوكه من قبيل بعض الناس يسموه
وسلك هذا الطريف ووصل الى مراتب عالية , ولكنه طبعا" مراتب محدودة ولو كان
وصل الى المراتب العالية حقيقة لما امكن الرجوع , لان رحمة الله تعالى اعلى من
ذالك (( انت ارحم من ان تضيع من ربيته او تشرد من اويته او تسلم الى البلاء من
كفيته ورحمته )) – محل الشاهد –
لكنه لا , هذه الدرجة لم يصلها ابليس لم يؤخذ بهذا المعنى اوكل الى
نفسه في لحظة هيجان شهوته والعياذ بالله وكل واحد منا جربها –
محل الشاهد –
ان وجوده خير ومستفيد من هذا الخير فعلا ولولا هذا الوجود لما
استطاع ان يعبد الله ولما استطاع ان يستفيد من الكمال , لانه يلزم من عدمه عدم هذا
, وهو ان يكون واضحا" .
الجواب الثاني :
وفي بالي انه وارد في الروايات وان كان ايضا" انا بعيد العهد
عن المصادر ايضا" , نطبق عليه الكبرى , حسب فهمي انها صحيحة والى حد ما يمكن
اقامة البرهان عليها انا شخصيا" مثلا" يحجون من اجل التجارة حينئذ يذهب
يوم القيامة ويقول: يا ربي اين ثوابي انا حججت اليك ؟ يقال له : انت اخذت ثوابك
وهو مطلوبك وهو ارباحك التجارية انت لم تكن تطلب في الحج الا الارباح التجارية وقد
حصلت وكان في الا مكان ان لا تحصل , وانا يسرتها وهذا ثواب من يصلي صلاة الليل ,
لاجل سعة ا لرزق فيقول : ياربي اين ثواب صلاة الليل ؟ فيقال له : انا وسعت عليك
رزقك كما تطلب وهو هذا ثوابك الآن وذمتي فارغة من ثوابك في الآخرة , وهكذا من يطلب
ثوابا في غير رضا الله او في غير الجنة يعطي اعتيادي يعطى على عمله ثوابا"
وليس ثوابا" آخر , وهذا انا طبعته في بعض مؤلفاتي وان كان هو له درجة من
السرية , لكنه السر لا زال محفوظا" , لان من لا يستحقه لا يفهمه او يستنكره
ويكذب السيد محمد الصدر جزاه الله خيرا" , هذا اصلح له – محل الشاهد –
هذا صغرى الشيطان وفيه رواية وهذه الرواية ايضا" تدل على
القاعدة عبد الله وسلك وتصاعد . البلاء اليس بلاء ؟ لا بد من ثوابه , الله تعالى بمقتضى
الرحمة ان يعطيه ثوابه مسؤول عن هذه المشكلة ان يعطيه طلبه بصلاة الليل , اطلب سعة
الرزق في الحج اطلب التجارة ... الخ , يعطيه طلبه ما هو طلبه ؟ طلب امرين اعطاه
كثواب على عمله اولا" طول العمر ( قال انظرني الي يوم يبعثون , قال انك من
المنظرين )ثوابا" له على ما عمل وليس له ثواب آخر , فليسمع اذا كان
موجودا" هنا , والشييء الأخر التسلط على قلوب بني آدم وعلى نفوس بني آدم
ايضا" ( ولأغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين ) وليس المخلصين , فاذا
قلت ان المخلصين متسلط عليهم ابليس بالرغم انهم يستحقون اكثر من ذلك , المهم فهذه
اطروحة في الجواب انه اعطيك ذلك من اجل ثوابه وكان مستحقا" لذلك وانما يعطى
بمقدار طلبه وهذا هو طلبه .
الجواب الثالث :
ان السؤال انما حصل مثلا" , وان كان نستطيع ان نسميه الاعتراض
على الله سبحانه وتعالى انما لاستيائه من تسلطه علينا , والا لوكان ياكل ويمشي نحن
لا يهمنا , فمن هذه الناحيةنجيب ان تسلطه علينا كان في الحقيقة معده وشرطه هو
قابلية النفس لاطاعة الشيطان واخذ هوى الشيطان كما تأخذ الساحبة الحليب او الماء –
محل الشاهد ليس هذا – هذه القابلية وهذا هو الجواب ان هذه القابلية خير في النفس
وليس شرا" واضحا" , لان هذه القابلية عبارة عن أي شيء ؟ عبارة عن
الشهوات المركوزة في النفس حاجة الطعام وحاجة الجنس وحاجة الكيت والكيت , والامور
الضرورية وغير الضرورية وكلنا نحس بها , هل وجود الشهوات سوء محض ؟ لولا الشهوات
لما عاش الانسان انما يعيش الانسان كأنسان اذا وجدها خيرا" محضا" , خير
وليس شرا" وهي التي سببت قابلية النفس لاطاعة الشيطان .
الجواب الرابع : ان تسلط الشيطان على اولاد آدم امتحان لهم , أي
بالامتحان الالهي المعنوي بالجيل السابق ما كان يفهمون هذا المعنى سبحان الله –
المتشرعة – امتحان ماذا ؟ امتحان مدارس موجود ام امتحان الهي لا في هذا الجيل وعوا
هذا المعنى حتى العوام جملة منهم , طبقة تفهمه – محل الشاهد ليس هذا – هذا
الامتحان ايضا" ليس عبثا" وانما لكي يميزه لنا ( ما كان الله
ليذرالمؤمنين على ما انتم عليه – ما مضمونه – حتى يميز الخبيث من الطيب ) وفي كلام
آخر ( ليهلك من هلك عن بينة ويحى من حي عن بينة )كلام آخر ان الامتحان سبب التكامل
في طريق الله سبحانه وتعالى , كالذهب يموع بالنار كي تخرج منه الاجسام الصلبة
الغريبة عنه ويتصفى من الشوائب مائة بالمائة وينصقل مائة بالمائة ونحوذلك من
الامور او كسربالمائة , المهم انه يتصفى ولو بالجملة , وهذا ايضا" بنص القرآن
يعني تقريبا" يستفاد من القرآن ( لعلهم يتفكرون ) ( لعلهم يتذكرون ).
اولا" :
ينظرون في آيات الله الكونية والآفاقية والأنفسية .
وثانيا" :
انه يرسل عليهم البلاء ( لعلهم يتذكرون ) و (لعلهم يتفكرون ) ,
وبالتجربة ان النفس الانسانية تعرف الله عند البلاء , نسير في هذا المخاض (ملحدة )
, ملحدة عمليا" لا تنكر الله اطلاقا" , لكنه عند البلاء لماذا تقولون -
ياربي دخيلك – ( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم
بريح طيبة )... الخ.
(ضل من تدعون الا اياه ) اذن فالبلاء مقرب , اضيف ايضا" ذوقية
تقبلوها اولا تقبلوها انا لا دخل لي , ان الكمال كمالان : كمال عالي وكمال سافل
كمال في عالم النور وكمال في عالم الظلمة , والبلاء سبب لكلا الكمالين انت كمؤمن
تعبد الله وتحمد الله ايضا على الايمان يكملنا من جهة الاعلى , وفلان وفلان يكملهم
في الكمال الذي يطلبونه , وهو تمرس حقيقي في عالم الظلام والظلم والخطيئة , ولماذا
لا ايضا" نتيجة للبلاء نكمل للدنيا توصل الى تلك النتيجة وهذه من معاجز
الدنيا ليس هناك عالم الا مثل هذه النتائج الغريبة - محل الشاهد - , فأذا كان
للبلاء هذه النتائج الطيبة واللطيفة , او هي لطيفة على كل الجهتين , المؤمن يلتذ
بتكامله , والساحر يلتذ بتكامله , والفاسق يلتذ بتكامه ... الخ , فمن هذه الناحية
ماذا يكون الحال اذا نتج خيرا لهذا ولهذا بمعنى من المعاني وان كان خيرا
وهميا" لبعض الناس , فهذه ككبرى منتهين منها كانها صحيحة , وبالتأكيد صحيحة
اذن الشيطان صغراها ومن اهم اجزائها الشيطان اكيدا" لماذا ؟ لان البلاء –
لاحظوا – ان البلاء بوجوده الواقعي , النفس يعني كشيء مثلا" حاصل افترضه
الحصار على العراق او قلة الموارد او قلة الرز مثلا" أي شيء كوجوب واقعي ليس
له دخل بي , وانما البلاء لا الانعكاس النفسي ورد الفعل النفسي هو البلاء البلاء
الحقيقي , حينئذ يكون له رد فعل عقلي حتى يتكامل الانسان , الصراع الباطني بين
جنود الشيطان وجنود الله هو البلاء الحقيقي , شرطه ومؤداه هو الذي نسميه البلاء
الدنيوي وليس هو , هو , نعم , بالحمل الشايع لماذا ؟ لان سببه القريب وانما البلاء
هنا , فأذا علمنا ان الشيطان يجري منا مجرى الدم ويؤيد الاعتراض بهذا البلاء أي
الاعتراض على الله وقلة الصبر يدعو الى الفقر والى الفسق , فلنتخلص من هذا البلاء
الا تستطيع ان تسرق , لتأكل وتشرب وتلبس ... الخ , هذا الذي تعرفونه اذا كان
المطلب هكذا , اذن انا كيف أصير مؤمنا" , دونه خرط القتاد كما يعبر الشيخ
الانصاري (قدس الله روحه) . خير لك من ان تدمي يدك بخرط القتاد من ان تنجح
بالامتحانات القانونية المتتابعة فضلا" عن (الكلنك) بأستمرار لا يهم , كالميت
بين يدي الغسال افعل ما شئت يا رب العالمين (( ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى )
وزد , خذ حتى ترضى , ابو ذر ماذا يقول ؟: (( اللهم تعلم اني احب لقاءك - فما هي
اولها -اخنق خنقتك , فانك تعلم اني احب لقاءك )) .
إلى أن ختم بحثه بما افاد: كما ان المؤمن بالمعنى المتكامل افضل من
الملك من جنس الملائكة , كذلك الفاسق والكافر اسواء من الشيطان هذه الحقيقة
الثانية :
الحقيقة الأولى في محلها لا أريد التعرض لها وان كان هي حسب حدسي
ان كلاهما صحيح مائة بالمائة _ محل الشاهد _
الان اريد التعرض الى المعنى الثاني في الحقيقة الثانية , لان
الكلام عن الشيطان , فالكافر والفاسق والظالم المتمرس في المحرمات اسواء من
الشيطان لعدة امور ثابتة قطعا للشيطان أي من نقاط القوة والجودة , ويفقدها هولاء
البشر شياطين الانس مثلا ان شياطين الانس احيانا يوجد منهم نماذج لم يذكر الله
طرفة عين في حياته , والشيطان ذكر الله ردحا من حياته , شياطين الأنس لم يعبدو
الله طرفة عين في حياتهم لم يطيعوا الله طرفة عين في حياتهم , الشيطان أطاع الله
ردحاً طويلا من حياته .شياطين الأنس لم يوح لهم الله شيئا ولم يكلمهم بشي الشيطان
خاطب الله وسمع منه الجواب (( قال انك من المنظرين )) هذا جوابه بعد فسقه وبعد إعراضه
عن السجود وليس حال صلاحه خاطبه الله وهو فاسق , فليخاطب شخصاً فاسق من البشر لا
هذا أحقر من أن يخاطبه الله بشيء , الشيطان حسد آدم لكن أنا قلت لكم و أقول بأنه
لم يحسده على أمور دنيوية بل على أمور معنوية لا اقل من مجرد الالتفات ان الدنيا
بتمامها لم تكن موجودة في حين نحن نتحاسد على أي شي على ما هو اقل من ذلك بكثير ,
على حطام الدنيا وجيفتها لا اكثر ولا اقل , إنما في هذه القضية الأخبارية كثير منه
لا اقل أو نقول انه نحو القضية الأخبارية والإنشائية , ألان نظري إلى الأخبار حسب
قابليتك أو قابليتي أو قابلية أي فرد يخبرني أن الله غير موجود , او انه يشك في
وجوده الا يقول ذلك يقول مع العلم هو مؤمن بالله وسامع لكلام الله يقول ما لا يفعل
مثلا" يشكك بالنبوة يشكك بالقرآن بيوم القيامة مع العلم انه يعتقد بيوم
القيامة ( انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ) هذه واحدة .
وثانيا"
ورد في الروايات انه حتى الشيطان يطمع برحمة الله , وذلك بأنه يقول
له ما مضمونه (( انك تفي بوعدك بادخالي في جهنم , ولكنك لم تعدني بالخلود في جهنم
, فانا اطمع بك وبرحمتك ان تخرجني ولا تجعلني خالدا" فيها )) , فاذا كان
لايعتقد بجهنم - ما هذا الكلام - سالبة لانتفاء الموضوع , اذن فهو يعتقد اذن فهو
يعتقد بالمعاد وهم يشككوني بالمعاد , ويعتقد بالله ويشككوني بتوحيده , ويعتقد
بتوحيده ويشككني بتوحيده , ونحو ذلك من الامور , شيء آخر ايضا" بنفس المضمون
انه يلعب ايضا" بفروع الدين كما يلعب بأصول الدين حاصله بانه يجند , الصلاة
واجبة علي او على أي واحد من البشر ( يايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا"
) ثم يقول لي ويحاول ان يقنعني بأن الصلاة غير واجبة عليك , او ان الصوم غير واجب
عليك , او غير هذه من الأمور , انه المحافظة على الاموال خير من دفع الخمس والزكاة
والصدقات ومصالح الفرد خير من قضاء حوائج الاخرين و …الخ , فينهي عن الواجبات ويصد
عن المستحبات و … الخ , بهذا الشكل , فمن هذه الناحية هو دائم الحرام هناك ان قلت
مع جوابه لم يلتفت اليه احد , لم اسمع عن احد التفت اليه على الاقل ان قلت انه
حينما قال ابليس لله ( لاغوينهم اجمعين , الا عبادك منهم المخلصين ) لم ينهاه الله
سبحانه وتعالى عن ذلك قال له بلسان حاله ربما انه اذهب وافعل ما شئت , اذن ولو
ضمني , وكان يستطيع ان ينهاه ولم ينهه , اذن فعمله مباح ربما جملة من الصوفية حتى
هذا ايضا" يستنتجوه , اذن فهو بنهيه وصده عن المعروف وامره بالمنكر هو لم
يعمل حراما" , انا المكلف الذي تورطت بالحرام , لا انا هذا انكره , كلانا
تورط بالحرام , اما هو فصده عن المعروف وترغيبه بالمنكر وكذلك صده عن اصول الدين
(( لان يهدي الله بك رجلا واحدا" خير لك مما طلعت عليه الشمس )) فأن اضل الله
بك رجلا" واحدا" او جماعة , كل البشر و اكثر البشر ماذا تكون النتيجة ؟
مسؤوليتنا اين ؟ (( كسرته وعليك جبره )) أي يا إبليس كما انه انا اذا كسرت
واحدا" وضليته ولو بشبه صغيرة اتحمل مسؤوليته , كذلك كل عاقل مختار كذلك ,
وابليس عاقل ومختار اكيدا" , فمن هذه الناحية يتحمل هذه المسؤولية بالتأكيد ,
فحينئذ ان عمل ابليس محرم لماذا ؟ .
لانه هكذا , فأن قلت ايضا" كأنه دفاعا" عن ذاك الذي قلته
لماذا لم ينهاه الله سبحانه وتعالى في الحقيقة جوابه انه لا يحتاج الى نهي , لانه
البقاء على القاعدة حرام انه تحدي لله وتعدي لخلقة الله العالية التي هي خلقة آدم
هذه واحدة .
وثانيا" :
انه امر بما نهى الله ونهي عما امر الله وهذا كله حرام ليس علي فقط
بل على كل المخلوقين لو جبريل عمل هذا العمل لسقط , ليس فقط الشيطان فمن هذه
الناحية على القاعدة حرام مع مع الالتفات الى نكتة وهو ان الله وتعالى لم يصرح به
, لم يصرح بالنفس , لاجل ان يوكله الى نفسه اعتمد على القاعدة العامة وتركه على
حال سبيله , وجعل حبله على غاربه , كما يعبرون انه تكوينيا" افعل ما شئت لكي
تنال استحقاقك , كما انه اعطى الحرية لو صح التعبير الى شياطين الانس والفسقة
والآخرين كذلك , اعطى الحرية له لم يصرح له بالنهي بمعنى من المعاني اكتفى ان
الشيطان من هذه الناحية ملتفت الى انه يعمل حراما" , وهذا يكفي كما ان واحد
منا ملتفت الى انه يعمل حراما" , وهذا يكفي .
الشيء الاخر الذي اريد الالفات اليه قضية ما ورد او حسب تفسير ما
ورد يجري من اولاد آدم او منا مجرى الدم في العروق , أي يؤثر فينا كتأثير الدم
وكذلك كما ان الدم سائر وسائل ومتحرك من اعلانا الى اسفلنا من قمة الرأس الى اسفل
القدم ومن اقصى اليمين الى اقصى الشمال لو صح التعبير , كذلك له من هذا التأثير
الاقتضائي كلاما" يعطي نفسه لابليس – محل الشاهد-ليس هذا فقط والله العالم
انه له سلطة على النفس وسلطة على القلب وسطة على الذهن , وليس له سلطة على العقل
كما انه ليس له سلطة على الروح التي فوقنا , الآن اريد ان اعطي صورة موضوعية يعني
لبحث الموضوع لفرق بين هذه العناونين , النفس هي التي طبعا" نعرفها بأثرها لا
بوجودها وان كان نعلم بها علما حضوريا" , لكن علم حصولي لا يوجد هو الذي
نستفيد منه واحد كان يقول لي العلم الحضوري خطأ وانما الحصولي هو الصح , هذا كلام
الغافلين – محل الشاهد ليس هذا – فالنفس هي سبب الشهوات الجوع والعطش والجنس ونحو
ذلك من الامور و والقلب هو سبب العواطف كالحب و البغض ومثلا" أي شيء من هذا
القبيل والغضب والرضا والفرح , والذهن هو سبب التفكير والنسيان كل شيء موجود في
الذهن , اذن انا افكر فيه , الصورة الذهنية التي تحدث عنها الشيخ المظفر وكل
المناطقة , والنسيان اذا كان شيء ما موجود فيه فهو النسيان والعقل , العقل النظري
ادراك ما ينبغي ان يعلم , والعملي ادراك ما ينبغي ان يعمل , حسب فهمي ان الثلاثة
الاولى مسيطر عليها النفس بالدلالة المطابقية مسيطرة عليها , لانه هناك اتحاد
سنخية ما بين النفس وما بين ابليس حتى لعله جملة من بعض اهل المعرفة يقولون انه هي
عينه التي تسيره , القلب ايضا" مسيطر عليها في الحقيقة انما يسيطر على
المصاديق وليس على الكبريات , نستطيع ان نسمع الجوع كبرى وهذا الطعام الذي هو
دواءه وسد حاجته صغرى , وجود الجوع ليس بيدي ولكنه يحثني على اكل الطعام الحرام
ونحو ذلك من الامور , وكثير ملايين الامثلة الاخرى الذهن هذا نعرفه تعبدي ( وما
انسانياه الا الشيطان ان اذكره ) ليس بالتجربة الا لمن يعيشها ويلتفت اليها , هذا
باب آخر اذا" , فبيده النسيان وكذلك بيده التذكير أي التسبيب الى تذكر فكرة ,
اليس انه يؤثر في النفس انها ترغب في الحرام فتستخدم الذهن لاجل الوصول الى الحرام
, وهذا يكفي اما العقل في حدود فهمي انه ليس له اثر مباشر عليه , والذهن غير العقل
الذهن او التفكير معلول للعقل , وليس هو العقل القوة الداركة للكليات
النظريةوالعملية , لا شغل لي بها السماء لا يدخلها الشياطين يرجمون بالنار لكن له
تسبيب بالواسطة اليه اكيد , فلذا نجد ان شياطين الانس يستخدمون عقولهم بأدق ما
يستطيعون في سبيل تمشية شهواتهم الشيطانية لا اكثر ولا اقل , وانا ايضا" كذلك
وانت ايضا" كذلك , لكنه في حدود مستواهم , المتشرعة شكل و غير المتشرعة شكل –
محل الشاهد ليس هذا – فهو يستخدم قاعدة معينة انا ادركها وهو ان العقل والنفس لها
تجاوب وتبادل نشاط , ان العقل يمكن ان يؤثر على النفس , والنفس تستطيع ان تؤثر على
العقل فالشيطان له باب من هذه الناحية , وهو ان يؤثر على النفس , والنفس تؤثر على
العقل او مثلا" هو يؤثر على القلب والقلب يؤثر على النفس , والنفس تؤثر على
العقل , بالنتيجة له طريق الى العقل وليس الى مرتدا" بابه , نعم , في مقابل
ذلك ان العقل الذي يعرف جمله من الحقائق له قوة ارادة ضد هذا المعنى , هذا باب آخر
, لانه كما ان النفس تؤثر على العقل فتستعبده , كذلك العقل يؤثر على النفس
فيستعبدها , وهذا ايضا" قلما يلتفت اليها الناس , بعض العارفين كان يقول بأنه
خادمة أي تعين علي طاعة الله وترغب حقيقة بالزهد مثلا" والبعد عن الدنيا ,
وتشمئز حقيقة مما يخالف ذلك , اليس الاشمئزاز من شغل النفس , فأذا كانت النفس تبقى
امارة بالسوء على طول الخط اذا" هي فهي بلاء دائم بلاء لا فكاك منه , لا تصبح
طاهرة واذا اصبحت طاهرة تصبح خادمة للعقل , لا ان العقل خادم لها , اذا اصبح العقل
خادما" لها , فهو خادم خادمه وذليل ذليله في حين ان مقتضى القاعدة التكاملية
هي ان النفس تخدم العقل ومن اجل ذلك خلقها الخالق جل جلاله وليس العكس كما هو
متعارف عليه .
المطلب الاخر الذي وددت التعرض له قضية الامر ( يأمركم بالفحشاء )
هذه واحدة , والثانية ( وان اطعتموهم انكم لمشركون ) مشركو طاعة , أي تطيعون الله
من ناحية وتطيعون الشيطان من ناحية , فهو شرك طاعة بل اكثر من ذلك وهذا ايضا"
اسمه شك في القرآن , لانه من اهمل طاعة الله بالمرة وأخذ بطاعة الشيطان
تماما" اذا" يسمى شركا" , لانه ليس له في اللغة ,شيء آخر نحن يستحق
ان نسميه ملحدا" او معطلا" أي معطل لطاعة الله تماما" , فله باب
وجواب.
– محل الشاهد ليس هذا –
فهناك امر يتوجه من الشيطان او نهي يتوجب من الشيطان , وهذا الامر
والنهي الانشائيان لهما طاعة ولهما عصيان , الكلام ليس في الطاعة والعصيان اذا كان
الامر امرا" ونهيا" , فيطاع ويعصى , لكنه يوجد احتمال ان هذا انما هو
امر ونهي مجازي وليس حقيقة , هكذا امر ونهي مجازي لماذا ؟ ,
لانه لا يقول لي اشرب الخمر ولا يقول لي لا تصلي ولا تتصدق ولا
تخمس ولا تزكي حتى تكون طاعة وحتى تكون معصية , اعصي الشيطان لا هذه تعبيرات صحيحة
مائة بالمائة لكنها ليس من الاستعمال الحقيقي , بل من الاستعمال المجازي , هو يزين
لي الهوى ويعطيني همة لتنفيذ هواي واهدافي الشخصية والدنيوية والمحرمة , هذا كل ما
في الموضوع , ليس له قابلية اكثر من ذلك , فهي طاعته أي بتعبير اننا نطيع الشيطان
, كالتعبير باننا نطيع الهوى , فهل انه اطعنا الهوى بمعنى الاطاععة الفقهية لم تطع
الهوى , لان الهوى لم يامرنا بهذا المعنى الانشائي.
, نعم , هو امرنا بالمعنى الاخلاقي , والشيطان ايضا" امرنا
بالمعنى الاخلاقي , اما اذا اردنا ان ناخذها من الناحية الفقهية فلا ذاك صدر منه
امر ولا نهي , ولا هذا صدر منه امر ولا نهي , ولكنه انما هو مجازي.
, نعم , اذا دخلنا الى مستوى الاخلاق او مستوى الباطن ولو
قدما" واحدا" نشعر حقيقة انه امرنا ونهانا وكذلك ان الهوى والشهوات تأمر
وتنهى والشيطان يزيد هذا الامر اهمية وفاعلية حتى يصبح – كما ان المؤمن لا تاخذه
في الله لومة لائم –
يصبح الفرد الفاسق لا تاخذه في الهوى والشهوات والشيطان لومة لائم
, ولماذا لا , بالحقيقة كل واحد وهمته واستحقاقه لا اكثر ولا اقل , فلينظر السيد
محمد الصدر أي الطريقين اتى من سبيل جزاكم الله خير جزاء المحسنين. انتهى:
وكيف كان: عمدة بناء بحث السيد كان في وحدة العالم وترابطه وعلى حد
تعبير أرسطو: الوحدة التشاكلية لاجزاء العالم. ومفاد هذه الرؤية هي أن العالم وحدة
واحدة لا تتجزأ وهو معنى الترابط بين الأجزاء وكل بحسبه. فالغاء البعض إلغاء الكل
وابقاء البعض إبقاء الكل. ولذا صحت المقولة المشهورة (الكل للواحد والواحد للكل)
حاولنا عرض رأي السيد المرجع الشهيد الصدر لبيان وما نروم بحثه في هذا العرض .
فهم فلسفي : لماذا صار الشيطان شيطانا ..
.
0 تعليقات