أحمد مبلغي
♦️ العلاقة بين رمضان وزمان
🔹️ يجد الإنسان معناه وكيانه في الزمن ومع الزمن، ورمضان زمان خاص
تراكمت فيه طاقات وإمكانيات عظيمة للتواصل مع الله، ولذلك هو أفضل وأهم "عامل
للتحول الروحي البشري"، وهو "الحجر الأساس للتكامل الإنساني".
🔹️ البعد الزمني لشهر رمضان ليس مجرد وعاء تكويني، بل الزمان هنا
نفسه ثمين للغاية، فللزمان المتجسد في رمضان قيمة استثنائية للغاية، لهذا السبب لم
تقل الآية رمضان ، بل قالت شهر رمضان، مما يشير الى ما له من ماهية زمنية، فرمضان زمان
غير أنه زمان خاص عظيم، وضعه الله داخل الأزمنة كفرصة موهوبة للبشر.
🔹️ العلاقة بين الإنسان والزمان في هذا الشهر تصل إلى ذروة قدرتها
الوجودية وتتشكل على مستوى يفوق المألوف ويفوق الخيال. رمضان نافذة زمنية مفتوحة
للنظر الى مصير الإنسان ومآلاته وعمق علاقاته مع الله.
♦️ كلمة شهر رمضان رمز حصري:
🔹️ظهرت
كلمة "شهر رمضان" في القرآن ككلمة رئيسية وبمثابة رمز حصري لهذا الشهر.
هذه القضية تعرف بشكل أفضل عندما نرى أن هذه الحالة فقط قد تم على
وجه التحديد لشهر رمضان في كتاب الله ولا توجد لأي شهر آخر.
🔹️ من المثير للاهتمام أن كلمة "شهر رمضان" في هذه الآية
جعلت كموضوع وفي بداية الجملة (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي ....) ؛ مما يحكي عن أن
الآية ركزت عليها بهدف إبرازها وإبراز أهميتها وأصالتها.
♦️ ليلة القدر تجعل الإنسان يمتد ويستمر
🔹️يجب
اعتبار ليلة القدر "فرصة زمنية" لإزالة غبار الغفلة والإهمال من وجه
الحياة. هذه الليلة النبيلة هي قطعة فريدة من نوعها وإمكانية عظيمة لتعزيز الإرادة
البشرية، ولها القدرة على إيجاد حالة السعة الوجودية في الإنسان، وإذا انتبهنا لها
بوعي ، يمكن أن تستمر وتمتد آثارها فتنعكس في أفق مصير الإنسان.
♦️ العلاقة بين القرآن ورمضان:
🔹️ إن شهر رمضان، بالإضافة إلى قيمته الزمنية الجوهرية ، هو شهر نزول
القرآن وعلى الإنسان أن يترجم العلاقة بين القرآن ورمضان في حياته بالاعتماد على
الصلة الإلهية القائمة بين رمضان والقرآن بعد الكشف عنها.
🔹️ إذا تمكنا من تحديد وتنفيذ الأسرار الخفية في الصلة بين رمضان
والقرآن ، فسنكون قادرين على صنع حياة قائمة على التوفيق بين الأرض والسماء
والوصول الى أسمى وأثمن جوهر لطبيعتنا البشرية ، ألا وهو التقوى ؛ والتقوى هي محور
اقتراب رمضان والقرآن.
♦️التقوى فلسفة رمضان الوجودية:
🔹️ التقوى هي الفلسفة الوجودية لرمضان (لعلكم تتقون).
🔹️لا
ينبغي اعتبار التقوى مجرد شكل أو صورة ذهنية أو حتى مجرد شعور داخلي ، بل التقوى ،
على الرغم من تكوينها في الداخل ، ولكنها بشكل جدي وواضح، لها امتدادات خارجية
ومظاهر سلوكية تنعكس في الحياة، حيث يستفاد من القرآن أن للتقوى علاقة وثيقة
بالعدل والبر والعفو.
لذلك، يجب على كل من يسعى إلى خلق التقوى في هذا الشهر الفضيل في
حياته ، أن يأخذ بجدية توسعة نطاق التقوى الى ساحات اجتماعية ويربطها بالصفات
الإنسانية والأخلاقية.
؛
0 تعليقات