مالك العقيلي
إيجازٌ لمسائل الفصل الأوّل من الجزء الأوّل
أوجزنا الحديث في المقالة السابقة عن عدد من المسائل ممّا تناوله
السيّد الحيدري(فرّج الله عنه) في هذا الفصل، وهي : القرآن لغةً واصطلاحاً ،
والتفسير أيضاً لغةً واصطلاحاً ، والمنهج وأهميته. والآن نُوجز الحديث عن مسائل
أخرى ممّا عَرضَ له السيّد ( دام ظله ) في الفصل نفسه :
خطورة الاتجاهات على العملية التفسيرية
توضيح المراد من الاتجاه:
في مقام التوضيح للمراد منه يقول السيّد ما نصه:(إنّ جميع
الاسقاطات الفردية والاجتماعية والعقدية والظروف الآنية المحيطة بكلّ عصر تُسهم في
تكوين الاتّجاه الذي يسوق المُفسّر إلى توجيه النصّ نحو نتائج قبليّة أملتها
الالتزامات السابقة...) انظر منطق فهم القرآن، ج١، ص٤٣. ومنه يتّضح المراد من
الاتجاه وهو أن يُفسّر النص وفق تلك الإلتزامات القبلية.طبعا السيد يشير إلى عدم
إمكان التجرد التام من تلك الإلتزامات ولكن قدر المستطاع ينبغي ذلك ؛ إذ هو ما
يكلّف به العباد( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ).
الفرق بين الاتّجاه والمنهج:
وقال السيّد ( فرّج الله عنه ) في مقام التفريق بينهما،ما نصه
أيضاً:(الاتجاه يتخلّف موضوعياً عن المنهج في التعاطي المعرفي مع النصّ القرآني،
ففي الوقت الذي يُؤدّي فيه المنهج دوراً إيجابياً في السير مع النصّ القرآني
لاستجلاء معانيه، يقوم الاتّجاه بدور مغاير ومختلف تماماً حيث يقوم صاحب الاتّجاه
بالسير مع مرتكزاته واعتقاداته القبلية في تطويع النصّ القرآني باتّجاه نتائج
حدّدتها قبلياته، ممّا يعني أنّ الحصيلة التفسيرية التي يخرج بها صاحب الاتّجاه في
مساحة واسعة منها تمثّل انعكاساً فعلياً لمتبنّياته القبلية).منطق فهم القرآن،
ص٤٣-٤٤.
بيان بعض مخاطر الاتّجاه:
* الاتّجاهات تُحاول عابثة تقديم رؤية كونية إلهية مدّعيةً أنّها
قائمة على النصوص الشرعية.
* أنّ الاتجاه يأخذ بصاحبه قسراً نحو التفسير بالرأي الذي تظافرت
الروايات الصحيحة على ذمّه وتحريمه.
*أنّ المجاميع التفسيرية الداخلة في دائرة الاتّجاهات عادةً ما
تشكّل ثقلاً كبيراً ومساحة واسعة في تكوين الشهرة بل والإجماع أيضاً؛ ممّا يُوحي
للخاصّة فضلاً عن العامّة شرعية مدّعياتهم وصحّة متبنيّاتهم، وبذلك توفّر الدواعي
للالتزام بها من قبل المتأخّرين عنهم.
يتبع إن شاء الله تعالى.
قِرَاءَةٌ تعريفيّةٌ مُوجَزةٌ بِكِتَابِ:( مَنْطِقِ فَهمِ القُرآن ). (4)
١٥/ شهر رمضان المبارك/ ١٤٤٢هجرية.
3 تعليقات
احسنتم النشر وبارك الله بالشيخ مالك العقيلي ودام عطائه لخدمة الدين والانسانية
ردحذفالله يبارك بجهودك أخي العزيز أبو رقية
ردحذفجزاكم الله خيرا
ردحذف