مالك العقيلي
إيجازٌ لمسائل الفصل الأول من الجزء الأوّل
أوجزنا الحديث في المقالة السابقة عن مسألتين ممّا تناوله السيّد
الحيدري(فرّج الله عنه) في هذا الفصل، وهما: القرآن لغةً واصطلاحاً ، والتفسير
أيضاً لغةً واصطلاحاً .والآن نُوجز الحديث عن مسائل أخرى ممّا عَرضَ له السيّد (
دام ظله ):
*المنهج وأهميته :
المنهج لغةً: الطريق الواضح. واصطلاحاً : طريقة الاستدلال أو
الكيفية المعتمدة في الاستدلال على إثبات المطلوب. فمن يعتمد الأدلّة العقلية في إثبات
المطلوب منهجه عقلي، ومن يعتمد الأدلة النقلية فمنهجه نقلي، ومَن يعتمد التجربة في
إثبات مدعاه فمنهجه تجريبي، وهكذا.
بعبارة أخرى : المنهج هو مجموعة القواعد أو الضوابط المُفضية إلى
نتائج حتمية لها عند عدم وقوع الخطأ في استعمالها.
ممّا تقدّم تتّضح لنا أهمّية المنهج في البحث العلمي، فمن سلك
طريقاً بحثياً علمياً دون أن يُحدد منهجاً في رتبة سابقة، وقع في الهلكات المعرفية
ولا يزيده البحث في إثبات مدعاة إلّا بُعداً عنه، و كذلك فاقد المنهج يقع في فوضى
معرفية عارمة كما هو ملموس في العملية التفسيرية القائمة برمتها و بجميع مراحلها
،إلا من بعض العيّنات المحدودة جدّاً التي حاولت جادّة أن تُمنهج أبحاثها وتسلك
طريقة مُثلى في تقصّي الحقائق القرآنية، ولعلّها قد نجحت بنسب مختلفة، ولذا فهي
وإن كانت محاولات ناجحة وجادّة إلّا أنّها لا زالت فتيّة في عالم التفسير....
يتبع
١٢/شهر رمضان/ ١٤٤٢هجرية
0 تعليقات