آخر الأخبار

دك قلاع التايمز : أهل مكة أدرى بشعابها ..

 



 

علي الأصولي

 

أن حصل أمر في بيت ما، أي بيت مشكلة أو سوء فهم أو حدث أو نحو ذلك، فلا يمكن معرفة ما حدث بناء على اخبارات الآخرين وإشاعات الناس ما لم نذهب صوب أهل البيت أنفسهم ومعرفة القصة، ولذا قيل في الحكمة(أهل البيت أدرى بما فيه) وبما أن قصة إخفاء القبر الشريف والذي وصفه الجاحظ بقول - أول إمام خفي قبره - لما كانت مسألة مخفية بوصية والدفن كان سرا ولاعتبارات أمنية إذا صح التعبير وليس نفس اعتبارات إخفاء قبر السيدة الزهراء(ع).

 

فلا يمكن أن نأخذ بروايات الأبعدين زمانا ومكانا وحسبا ونسبا من أهل الحدث - وهم خاصة أهل البيت(ع) –

 

نعم: حدثتنا المصادر على أن القبر زاره الإمام الحسن(ع) بمعية أخيه الإمام الحسين(ع) وزين العابدين (ع) وولده الباقر (ع) وأنشأ زيارة عرفت بزيارة (أمين الله) وزاره الإمام الصادق(ع) بمعية ابيه، وكذا زاره زيد بن علي واصطحب أبي حمزة الثمالي، وأبي قرة وهو من أصحاب زيد الشهيد، إلا أن تم الإعلام والإعلان على عهد الإمام الصادق(ع) بعد أن زاره أكثر من مرة وفي بعضها كان معه إسماعيل ابنه، وبعدها توالت زيارات الأصحاب كأبان بن تغلب ومحمد بن مسلم وصفوان ومحمد بن معروف الهلالي وسليمان بن خالد، وابو الفرج السندي والمعلى بن خنيس وزيد بن طلحة وعبد الله الرضوي والمفضل بن عمر ويونس ظبيان ناهيك عن الأئمة المتأخرين(ع)

 

وأما قصة تعدد الأماكن للقبر فقد بينها المعتزلي في (شرح نهج البلاغة) بقول: قصد بنوه أن يخفوا قبره بوصية منه خوفا من بني أمية - لأحظ - من بني أمية والمنافقين - وهم الخوارج بطبيعة الحال ومن له عداء مع الإمام(ع) .. ثم قال:

 

ثم اوهموا الناس في موضع قبره تلك الليلة - ليلة دفنه ايهامات مختلفة - فشدوا على جمل تابوتا موثقا بالحبال يفوح منه رائحة الكافور واخرجوه من الكوفة في سواد الليل بصحبة ثقاتهم. يوهمون أنهم يحملونه للمدينة فيدفنونه عند فاطمة الزهراء(ع) واخرجوا بغلا وعليه جنازة مغطاة يوهمون أنهم يدفنونه بالحيرة وحفروا له حفائر عدة - لأحظ - منها في - رحبة مسجد الكوفة - ومنها في - برحبة قصر الإمارة - ومنها - في حجرة في دور آل جعدة بن هبيرة المخزومي ومنها في - اصل دار عبد الله بن يزيد القسري بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد، ومنها - الكناسة - محلة بالكوفة - ومنها الثوية - وهي مكان مرقد زياد بن كميل الحالي، فعمي على الناس قبره الشريف لفترة طويلة، انتهى نص المعتزلي .

 

وكما نلاحظ أن اختلاف الروايات مرجعها للتمويه ليس إلا.

 

فلا يمكن التذرع باختلاف المدافن أو الروايات أو بالتمسك بقصة هارون والغزالات بمعزل عن إعلان الإمام الصادق(ع) وموضع القبر الشريف بالتالي فأهل البيت أدرى بما فيه ولا من مزيد ..


دك قرع التايمز : هارون وقبر أمير المؤمنين(ع) بين الحقيقة والوهم ..

إرسال تعليق

0 تعليقات