جورج جرداق والإمام علي

 

أمين ناصر

بغداد

 

زارني رجلان.. مصري وسعودي، احدهما من الأزهر والآخر من مطاوعي الحرم المكي .. بعد صدور مجموعتي الفكرية والسيرة عن علي بن ابي طالب عليه السلام (عليٌ من المهد الى اللحد) زارني هذان الرجلان ..

 

وقالا:

كتبتَ والفت عن علي بن أبي طالب الكثير ومنها (علي صوت العدالة الإنسانية، بين علي والثورة الفرنسية، علي وسقراط، علي والطفل، علي والمرأة، علي وحقوق الإنسان، علي وعصره، مقتطفات من نهج البلاغة ..)

 

وأنت رجل "نصراني" ولبنان يعيش صراعاً طائفيا ومذهبياً وحرب إلغاء بين الجميع ..

 

نسألك الآن ان تضع المبلغ الذي تريد

وتألف كتابين اثنين فقط احدهما عن أبو بكر الصديق والآخر عن عمر بن الخطاب

وهذه مئة الف دولار مقدماً

ونحن سنتكفل بطابعة الكتب وتذهيبها بل ترجمتها لكل لغات الدنيا وتوزيعها وصرف مرتبٍ شهري لك ازاء ذلك.

يكمل لي الراحل الكبير جورج جرداق

في تلك الفترة كان المال الطائفي والسياسي هو المقود الذي يقود لبنان ويتحكم ببوصلة كتابها واعلامها وطوائفها بل يؤثر على الرأي العام العربي والعالمي حتى .

 

رفضت طلبهما وقلت:

 

"لم أجد من هو أهل للكتابة بعد علي ولهذا عقرت قلمي" .

 

الصورة المرفقة هي أول وآخر صورة سيلڤي

 

في حياة الشاعر والأديب الكبير جورج جرداق قبل رحيله بعامين

وصور خاصة لمكتبته بعدستي.

 

وهنا لابد من كشف سر أبوح به للمرة الاولى

 

سألني اخي الكبير الاستاذ المحقق الحاج حامد الخفاف الناطق باسم سماحة المرجع السيستاني وممثله ومدير مكتبه في لبنان، سألني عن صحة جرداق وامكانية زيارته

 

وذهبنا لزيارته اذ كانت الزيارة بناءً على رغبة سماحة المرجع السيستاني وتحت كنفه واهتمامه ورعايته وحدث اتصال لست مخولاً بكتابة تفاصيله .. لكن المرجعية متمثلة بالاخ المحقق الخفاف كانت قد عكفت على الاهتمام بالراحل الكبير جرداق والوقوف معه لاسيما في الفترة التي تخلى عنه بها الجميع.

 

يقول جرداق ذات لقاء

 

ولدي أمين لا املك حق العلاج

ولم يصلني اي مردود من مؤلفاتي التي يعاد طبعها وتوزيعها في عموم الدول الإسلامية والغرب، بل لا املك نسخة واحدة من مؤلفاتي عن علي عليه السلام ..!

 

رحم الله الراحل الكبير جورج جرداق الرجل المسيحي العاشق لعلي والذي اقتدى واهتدى به بوعي وفكر وإنسانية ومحبة .