علي رجب
اليوم شاركت في ندوة حول فن "العدودة" المصرية، كتاب
للصديق الدكتور هاشم الكومي ، بمشاركة نخبة من الباحثين والمفكرين، من التراث
الشعبي أو الفنون الشعبية، على أرسهم الاستاذ الكبير حسن سرور، رئيس تحرير سلسلة
الدراسات الشعبية، حيث كان لي ملاحظتان هو اندثار "العدودة " أو العديد
وهو فن مصري انتشر في صعيد مصر وترجع أصوله الى العصر الفرعوني ، عبارة جزء من
مراسم توديع ودفن "العزيز" و"العزيزة" التي فقدتها الأسرة،
وهي عبارة مقطوعة شعرية بكائية قصيرة تتكون من عدد قليل من الأبيات أقلها بيتان في
ذكر مناقب المتوفي، وكثيراً ما تصل إلى أربعة أشطر لتشبه الرباعية، بطلتها المرأة
المصرية .
الملاحظة الأولي هي ان التراث الشعبي القائم على الحزن ، وخاصة
مراسم "الجنازة" تندثر في مصر والصعيد لعدة عوامل أهمها انتشار التعليم
، والواعظ الديني، وكذلك العولمة بكل مجالاتها.
الملاحظة الثانية بقاء كل ما يتعلق بالجانب "المبهج"
والفرح، كلعبة "التحطيب" وفن "الكف" وفن الإنشاد. وغيرهما من
الفنون الشعبية، اذا كان التعليم والدين والعولمة ساهم في اندثار مظاهر"
الحزن" كـ"العدودة" فأنه حدث العكس تماما في الفنون المتعلقة بـ"الفرح"
و"البهجة"، وهي دارسة يمكن للباحثين في الفنون الشعبية تناولها بصورة
أوسع وأعمق ..
0 تعليقات