صدر حديثًا عن دار روافد للنشر والتوزيع٬ كتاب جديد بعنوان
"المجلات القبطية..دراسة تاريخية ومختارات" من تأليف الكاتب الصحفي روبير
الفارس٬ وتقديم الدكتورة نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة٬
وإسحاق الباجوشي مدرس علم المخطوطات بمعهد مارمرقس لليتولورجيا، ورئيس تحرير
مجلة "الصخرة القبطية".
وفي مقدمتها لكتاب "المجلات القبطية"، تقول الدكتورة
نيفين مسعد: «هذا العمل أظنه الأول من نوعه الذي يتناول المجلات القبطية، قبل
ذلك كان هناك تناول جزئي لهذه المجلات في تقرير الحالة الدينية الذي كان يعدُّه
المثقف المحترم نبيل عبد الفتاح، وكان يصدر عن مركز الدراسات السياسية
والاستراتيجية بالأهرام، كما تشاركت مجموعة من الباحثين في مشروع الحالة الدينية
المعاصرة في مصر الذي صدر عن مركز دال للأبحاث بالتعاون مع مؤسسة "مؤمنون
بلا حدود للدراسات والأبحاث"، لكن هذا المشروع ركَّز على الفترة المعاصرة من
٢٠١٠- ٢٠١٤».
وأضافت: «وعلى مستوى الصحف القبطية هناك أعمال دكتور رامي عطا
الله التي تناولت صحافة الصعيد، ودور الأقباط في صناعة الصحافة المصرية، وصحافة
الأقباط، وقضايا المجتمع المصري، لكن ما يميِّز الكتاب الجديد للأستاذ روبير
الفارس، أولًا: أنه يجعل المجلات القبطية هي بؤرة اهتمام الكتاب ومحور تركيزه،
وثانيًا: أنه يتعامل مع المجلات القبطية التي تُطرَح للتداول حصريًّا بين أبناء
شعب الكنيسة، ومن ثم فما كان لغير القبطي أن يطَّلع عليها لولا جهد المؤلف».
وتستطرد نيفين مسعد عن كتاب "المجلات القبطية": «أقسِّم
تقديمي لهذا العمل الدسم إلى مجموعة من المحاور الأساسية: المحور الأول: يخص
خريطة المقالات التي اختارها المؤلف، وهي حوالي ٥٠ مقالًا، استخرجها من ٧٦ مجلة
قبطية على قاعدة: "من كل بستان زهرة"، وبطبيعة الحال كانت النصوص أو
المقالات المأخوذة من مجلات الطائفة الأرثوذوكسية هي الأكثر عددًا بما لا يقاس
من مجلات الطائفتين الكاثوليكية والإنجيلية لاعتبارات تتعلق بكثافة الإنتاج
الأرثوذوكسي من جهة وبكون الأرثوذوكس هم الطائفة القبطية الأكثر عددًا من جهة أخرى».
ولقد تطرق إسحاق الباجوشي لأهم عناصر المقارنة بين المجلات التي
رجع إليها المؤلف، منها طريقة حصولها على الترخيص وموضوعاتها، ويمكن إضافة
محاور أخرى للمقارنة، ومنها تاريخ الصدور، حيث كانت أقدم المجلات الأرثوذوكسية
هي "النشرة الدينية الأسبوعية" الصادرة عام ١٨٩٢ للقمص يوسف حبشي،
وأقدم مجلة كاثوليكية هي مجلة "الأسد المرقسي" عن جمعية الوحدة
المرقسية عام ١٨٩٩، وأقدم مجلة إنجيلية هي "النشرة الإنجيلية
المصرية" في عام ١٨٦٤؛ أي بعد عشر سنوات فقط من بدء العمل الإنجيلي في مصر عام
١٨٥٤.
وتابعت: «نحن أمام دولة كبيرة لها تاريخ صحفي عريق أسهم فيه
الأقباط بإصدارات صحفية عامة، مثل جريدة "المقطم" مثلًا التي صدرت
لأول مرة في عام ١٨٨٨، كما أسهموا بإصدارات خاصة بالشعب القبطي كتلك المجلات
التي سبقت الإشارة إليها».
وتوضح نيفين مسعد عن كتاب "المجلات القبطية": «عود جذور
الصحافة القبطية إلى القرن التاسع عشر، حيث لم يكن كثير من دول المنطقة قد ظهر
إلى الوجود، فهذا أمر يدعو للإعجاب، أما المشاركة القبطية الصحفية الكثيفة
فربما تعود إلى ما ذكره قداسة البابا شنودة حين قال: "هذه المجموعة الكبيرة من
المجلات والجرائد إنما تدُلُّ على الروح الصحفية عند الأقباط"، وهو نفسه
كان يمتلك الموهبة الصحفية بامتياز».
وأوضحت أن بعض المجلات القبطية كان يندثر وبعضها الآخر كان
يستمر، وعلى سبيل مثال فإن "مجلة الكاهن" الكاثوليكية التي كان يصدرها
الأنبا إلكسندروس إسكندر استمرت من عام ١٩٤٩ حتى عام ١٩٥٣ ثم توقَّفَت.
0 تعليقات