علي الأصولي
بعد إيماننا على أن طرق الهداية محصورة بين بيان القرآن الكريم من
جهة وبيان مطلق المعصوم من جهة أخرى نبيا كان أو رسولا أو وصيا،
ان مشكلة الناس مع أنبيائهم السابقين هو عدم التصديق بصرف النظر عن
منشأ هذا الرفض والعناد وعدم الإذعان لكبرى الدعوات الإلهية،
ومن هنا سلك الله طريقا للهداية، هداية الناس وتطمينهم وصدق دعوات الأنبياء(ع)
فكانت المعاجز التي جرت على يد غير واحد من الأنبياء والرسل(ع) إلا أن الجو العام
رفض المعجز مع وضوحه التام واثاروا بوجه هذه الدعوات ادعاءات حقيقتها صرف الناس ومحاولة
خلق حالة من التشكيك بحقيقة المعجزة فكانت خير وسيلة عندهم هو اتهام الأنبياء
بالسحر حيث أن الناس غالبا لا تفرق بين المعجز والسحر كون مقولة السحر من نفس عالم
مقولة المعجز غايتها هذه من عوالم عليا وتلك من عوالم سفلى،
ببساطة حاول أرباب أهل الانحراف أن يرسخوا في أذهان الناس أصل مسلم
به في الجملة عند الجميع، وهذا الأصل هو أن القدرة البشرية محدودة ولا تستطيع تخطي
حدود المادة ومن يتخطاها فهو ساحر مشعوذ،
نعم: هذه الحجة نجدها اليوم وبوضوح عند ارتاب الحداثة والتنوير
المتطرف فهم يستبعدون الخوارق إما بتكذيب الروايات بذريعة الأصل البشري، أو توجيه
هذه المعاجز أو الخوارق إلى قوة النفس والعلوم البارسكلوجية، هذا إذا لم يكذبوا
القرآن الكريم من أصل وكونه بشري المنشأ،
بالتالي القرآن أشار لحقيقة هؤلاء الناس قديما وحديثا بقول(بل
كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأؤيله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف
كان عاقبة الظالمين) فالتكذيب هو لعدم العلم والإحاطة بهذه المقامات وإيمانهم أن
لا غيب ولا قدرة للبشر على أفعال الأمر الخارق، ويفترض ان يتعاملوا مع هذه المسائل
في صقع عالم الإمكان ولهم أن يطلبوا ويطالبوا بالدليل أما أنفي بجرم قلم فهذا خلاف
منج العلم ومنطق المعرفة،
وهذا ما عاناه الرسل(ع) آنذاك وكذا ما عاناه أئمة الدين - ع - وكذا
ما نعانيه في العصور المتأخرة حيث نجد الإسراع إلى نفي مقامات المعصوم بنحو
الفتوى، بدل أن يذهبوا ناحية الفحص والقراءة المنظمة للدين وبيانات الكتاب والعترة،
نجدهم يسارعون بالنفي ويتهمون الآخر بالغلو المطلق،
هذه هي مشكلة المعصوم مع الناس قديما وحديثا والى الله تصير الأمور
..
0 تعليقات