عز الدين البغدادي
ربما يستغرب بعض الأشخاص من الربط بين الأمرين، فما علاقة السيد
الزهراء (ع) بليلة القدر؟ الحقيقة انه وردت رواية رواها فرات الكوفي في تفسيره
بسند ضعيف عن الإمام الصادق (ع) انه قال: إنّ فاطمة هي ليلة القدر، مَن عرف فاطمة
حقّ معرفتها فقد أدرک ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن
معرفتها، ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها، وهي الصدّيقة الكبرى
وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى.
ورغم ان حديثا كهذا فيه من الضعف والنكارة ما لا يستحق معه ان يكون
موضوعا للنظر في سنده فان سنده ضعيف جدا، ومن حيث المتن فهو كما ترى إذ ما معنى
"إن فاطمة هي ليلة القدر"؟ لو قال قائل مثلا بان الصحابي الفلاني بغض
النظر عن اسمه هو يوم الجمعة، اما كان كلامه يرد رأسا لعدم وجود اي علاقة في
المعنى بينهما؟ فالأول شخص إنسان والثاني زمن.. لكن هذا الكلام وان لم يكن فيه ربط
الا انه ليس غريبا ان يتمسك به الغلاة وفق منهجهم الذي يقوم على أمرين:
الأول: طرح أمور غير منطقية من جهة لإضعاف العقل عن القيام بوظيفته
في التمييز، والثاني: زرع مفاهيم خاصة تفرق بين المسلمين فيما بينهم.
والعجيب أن تجد بعض من ينسب نفسه إلى العلم والفضيلة، وهو يفلسف
الحديث ويناقشه ويطرح معاني عجيبة غريبة لا قيمة لها ولا معنى. كما كتب احد الغلاة
المعاصرين ممن يدلس على الناس ويحاول طرح نفسه كعالم رسالة سماها "فاطمة
الزهراء (عليها السلام) ليلة القدر" ذكر فيها أربعة عشر وجه شبه بين فاطمة الزهراء
وبين ليلة القدر.
وبأي حال يكفي في رد هذه السفسطة ضعف السند اولا، وشذوذ الخبر
ثانيا، وعدم وجود تناسب بين الطرفين ثالثا….
والله المستعان
0 تعليقات