آخر الأخبار

دك الحصون : رمزية علي(ع) الأخلاقية ودعوى عدم التعميم ..

 

 


علي الأصولي

 

المجتمعات أو الشعوب التي تعاني من مشاكل سلوكية وأخلاقية وبالتالي تنذر بالتفكك المفزع.

 

يتم تذكيرها ومن خلال قنوات وبرامج دينية وتنموية اجتماعية تربوية وضرورة الاقتداء بالعظماء من رجال تاريخهم من قبيل الملوك والحكماء والفلاسفة والفرسان ونحو ذلك. المهم تذكيرهم بوجود رموز أخلاقية قادرة على اخذ سلوكها على نحو الاقتداء.

 

وهذه المعالجة التربوية قد نبه عليها القرآن الكريم في جملة من آياته وتذكير الناس بالرسول(ص) كونه الأسوة الحسنة،

 

بينما نزيل ليفربول اختار عدم الانسياق مع التنبيه القرآني بل عدم قراءة المعالجات التربوية والسلوكية الأخلاقية للمجتمعات أو الاسر التي تعاني من هذه المشاكل. فذهب إلى محاولة إسقاط القدوة وقد اختار حظه العاثر أمير المؤمنين(ع) مثالا وضرب رمزيته الأخلاقية وعدم تعمييم أخلاقها بدعوى (أخلاقية علي بنت زمانها لا عابرة للقارات).

 

ومع أن هذا عنوانه خطأ إذ الصحيح اختيار مقولة (أخلاقية علي بنت زمانها لا عابرة للأزمنة) بالتالي لا علاقة الزمان بالجغرافيا وإرادة عدم التعميم ولكنه وقع في فخ الاستعجال وعدم الدقة في اختيار العنوان التجاري لمقاله.

 

ما يعنينا هو أن الخصم ذكر في مقال سابق ضرورة محاكمة أخلاقيات الإمام(ع) وفقاً للمنظومة الأخلاقيّة المتّفق على عقليّتها أو عقلائيّتها. وان كانت هذه دعوى فيها من الضبابية بلحاظ كونها غير بيّنًة ولا مبيّنًة لأن منظومة كل عصر بحسبه بالتالي ولا يمكن اسراء الجميع بحكم واحد أو جعلها بسلة واحدة. وهذا ما لم ينتبه اليه الخصم جهلا أو غفلة أو تغافلا ولا رابع،

 

المهم، العمود الفقري لدعواه وعدم تعمييم أخلاقية الإمام(ع) لغير زمنة هو استشهاد الخصم بأفعال وممارسات الإمام(ع) في الحرب من قبيل مواقعة الجواري ونحو ذلك.

 

وقد خلط الخصم بين الثابت والمتغير فقد خلط بين المتغيرات الزمانية لكل عصر من العصور وبعض الممارسات وبين الثابت الأخلاقي المفاهيمي. والأول تلحظ ببعض الأفعال والممارسات التي تكون صحيحة لكل عصر بحسبه والثاني المفاهيم الأخلاقية العابرة للأزمنة كالإنصاف والعدل وعدم الظلم وعدم الكذب وغيرها من صغريات الحسن والقبح العقليين. فأفهم وتدبر ولا تعر عقلك لغيرك والى الله تصير الأمور ..

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات