هادي جلو مرعي
تجربة الشيخ خميس
الخنجر في العمل السياسي ليست وليدة المرحلة الانتخابية الراهنة التي جمعت طيفا
سياسيا وفرقت أخر، وأدت الى قطيعة بين البعض، ولقاء لم يكن متوقعا بين آخرين،
وكانت البداية إشارات من الخنجر قوبلت بحملة تشهير وتسقيط من طيف إعلامي وسياسي شبيهة بالحملة التي يقوم
بها البعض من المنافسين من داخل المكون، ويتم دفع مبالغ كبيرة مقابل ذلك، تقابلها
تعليمات مشددة من الخنجر نفسه بعدم مهاجمة أي سياسي، أو جهة، وعدم الرد على حملات
التشهير تلك.
دخول الخنجر الى المعترك السياسي لافت ومهم
للغاية في ظل تطورات الأحداث، وغياب لقادة سنة مبرزين، وحيث المعركة استنزفت
الفاعلين الأساسيين، وتبلور شكل جديد من المشاريع تتوافق مع تحولات كبرى، وهي جزء
من مشروع أوسع دولي وإقليمي يفترض أن يتحول العراق فيه الى الاستقرار، والتماهي مع
تلك التحولات التي منها حسم بعض الملفات العالقة، ووضع قواعد اشتباك جديدة غير
تقليدية تفترض وضعا سياسيا مغايرا يدمج فيه العرب السنة في إطار تعاون إقليمي،
وبرغم قرب المشروع الذي يقوده الشيخ خَميس الخنجر من محور ما إلا إنه يتواصل مع
دول عربية أخرى على قاعدة ( القرب من قطر لايعني البعد عن السعودية) وهو الأمر
الذي يجعل المرحلة المقبلة مرحلة المشاريع، وليس الأشخاص.
ووفقا للمعادلة
الجديدة فإن الخنجر يختلف مع بعض الزعامات السنية في (إنه صاحب مشروع) وليس صاحب
رغبة في منصب، وهذا أمر لاحظته لدى بعض القادة الذين وجدوا إن التركيز على
المشاريع الشخصية لايساعد في تنمية العمل السياسي، ولايساهم في بلورة حلول للمشاكل
المعقدة التي عانى منها العراق طوال سنوات حيث الرمزية التي تطبع العلاقة بين
الجمهور والقائد، مع الانتباه الى أن ذلك مرض مزمن في الحالة العراقية حيث الالتصاق
بالزعيم الرمز الديني والسياسي، وتغليب مصلحة جماعة، أو حزب، والمنافسة بين
الطوائف والقوميات، والتي أدت الى خسارات كبرى، في حين إن الواجب يقتضي الشراكة،
وليس العداء، وبضمان الحقوق الخاصة، والتفاعل مع الحق العام الذي هو في صالح الوطن
كله، وليس الطائفة التي يمكن أن تضمن الحقوق دون سلبها من طائفة أخرى، والتنبيه
الى إن الطائفة لاتعني الطائفية، مثلما إن العشيرة والقوم والجماعة والحزب لاتعني
سلب حقوق النظائر وإقصائها.
مشروع الخنجر (إنقلاب)
داخل المكون السني يتمثل بتحجيم الأشخاص لصالح المشاريع الكبرى، وهو مايثير حنق بعض
المنافسين، وإذا استمر الخنجر في إدارة مشروعه بهذه الطريقة فهو في الاتجاه الصحيح.
0 تعليقات