علي الأصولي
للآخوند الشيخ كاظم
الخرساني الهروي المعروف بالملا مصنف شهير في بابه معنون ب - كفاية الأصول - وهو
بمثل خلاصة أفكاره الأصولية من باب التعريف إلى باب الاجتهاد والتقليد ، ويتصف هذا
الكتاب بعبارات مضغوطة وغامضة وضمائر فيها من الأرباك مما تخفى على الحصيف إلا من
جاس الديار ، ولذا تعددت شروحات وتعليقات هذا المصنف الأصولي على يد مهرة الفن حتى
عد في عرف اجيال من بعده بأن شرحه كأنه الفصل المقوم لاجتهاد المجتهد كما هو الحال
مع كتاب - العروة الوثقى - للسيد الفقيه الطباطبائي وكثرة شروحاته وتعليقاته لمن
جاء بعده من تلامذته وتلامذة تلامذته،
للآخوند الخرساني
عبارة شهيرة ذكرها في باب - اتحاد الطلب والإرادة ومبحث الجبر والتفويض - مفادها {قلم
اينجا رسيد سر بشكست} ثم أردف بعد هذا النص الفارسي قوله: قد انتهى الكلام في
المقام إلى ما بما لا يسعه كثير من الأفهام، ومن الله الرشد والهداية والاعتصام.
ومعنى هذا النص هو
لما وصل القلم هنا انكسر رأسه،
وبصرف النظر عن طبيعة
توقف قلم الآخوند وهل هو لأجل تأثره بالمدارس الفلسفية الكلامية في الجبر أو بلحاظ
رعايته لطلبته وإفساح المجال لهم والمزيد من التحقيقات أو بالأصل هو لم يقف على
حقيقة الخروج من إشكالية الجبر بعد التزامه بنظرية السعادة والشقاوة الذاتيين ( والتي
فصلناها مع الرد في منهج الأصول ج٣) وعلى ما ذكر النائيني أن الآخوند وقع في شبهة
الجبر لأنها كانت نتيجة مترتبة على ما ذهب إليه - واتحاد الطلب والإرادة - وبالتالي
يفترض أن يذهب للتغاير إلى آخر قوله ..
ما يعنينا في المقام:
أن الآخوند عندما أوقف قلمه بصرف النظر عن طبيعة هذا الوقوف هل وقع بشبهة الجبر أو
لم يفهم المطلب بصورة تحقيقية مع علو كعبه بالفلسفة أو رعايته لطلبته. أقول بصرف
النظر عن طبيعة إمساك القلم وإرساله في الكتابة،
فإن جملة من الأقلام
التوعوية والتثقيفية والإرشادية ربما تتوقف في ظل إهمال وعدم اهتمام وعدم مبالاة
وعدم جدية متابعيها، فإن كتبت على طريقة الرموز والإشارة فاتت الكثير من المصالح
وان كتبت بالحقيقة والصراحة خسرت كثير من الأصدقاء الذين تعايشوا مع الأوهام
السعيدة ومن الصعوبة تقبل الحقائق المرة والتي ربما لا يجدون أنفسهم وكياناتهم إلا
في ظل وجود هذه الأوهام ، وبالتالي {قلم اينجا رسيد سر بشكست} وقد انتهى الكلام في
المقام إلى ما بما لا يسعه كثير من الأفهام ومن الله الرشد والهداية والاعتصام ..
0 تعليقات