اضطراب كبير فى إثيوبيا وتصاعد الخلافات بين ابى احمد و اسياس
افورقى لرفضه سحب الجيش الارتري من إثيوبيا .
رئيس الأركان الارتري يرفض طلب رئيس الأركان الإثيوبي برهانو جولا
سحب الجيش الارتري من إثيوبيا ..
التنسيق بين المعارضة الارترية والتجراى .
تقرير : عبدالقادر الحيمى
الغضارف
26 مايو 2021
إثيوبيا تتجه إلى منعطف مجهول وغير معروف إلى اى حد ستكون مآلاته، الأوضاع
الداخلية هشة يفعل الحرب فى تجراى والحرب التى تدور فى كل من بنى شنقول واوروميا،
كلها أسهمت فى تدهور الأوضاع السياسية فى المشهد الإثيوبي العام.
أدت الحرب التى شنتها أديس ابابا ، وفق حسابات خاطئة تماما، اذ كان
الاعتقاد الذى ساد ان إعادة السيطرة على إقليم التجراى المتمرد باسم حملة أنفاذ
القانون، لن تستغرق وقتا طويلا ، وفعلا سيطرت الحكومة على الإقليم فى خلال ثلاثة أسابيع
، لكن حتى الآن ومنذ سبعة أشهر تنشط قوات دفاع التجراى TDF فى حرب عصابات قوية أثرت بشكل قوى على
القدرات العسكرية للجيشين الفيدرالى والارترى والميليشيات الحليفة .
لعب افورقى دورا كبيرا ورئيسيا مع حلفائه الامهرة لإقناع ابى احمد
فى شن الحرب على التجراى .
لكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن ، وصار التجراى أشد قوة وتمترس
فى عملياتهم العسكرية ، فتحولت الحرب ضد التجراى الى حرب إبادة وتطهير عرقى ،
وتدمير البنى التحتية والاغتصاب والتحرش الجنسى، واستعمال السلاح الكيماوى المحرم
دوليا بواسطة الجيشين الارترى والاثيوبى وميليشيات الامهرة ، مما أدى الى تصاعد
الاعتراضات و الانتقادات من المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة والتى طلبت
انسحاب الجيش الارترى وعدم تقييد ومنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين لدرء خطر
المجاعة .
كانت الولايات المتحدة تدعم نظام اسياس افورقى بشدة نظرا للسياسة
التى كان ينتهجها التجراى TPLF عندما كانوا فى السلطة والتى تتعارض مع السياسة الامريكية، اذ رفض
ملس زيناوى وقتها التدخلات الامريكية فى إفريقيا ونادى ان يحل الفرقاء الأفارقة
مشاكلهم بأنفسهم بدون تدخلات الولايات المتحدة , وبديهى تلك سياسة تناهض مصالح
الولايات المتحدة فى إفريقيا فكان ان دعمت افورقى و هو الحليف المفضل للولايات
المتحدة التى عملت على إسقاط TPLF واتت بابى احمد.
حرب أديس أبابا فى التجراى فرضت وأبرزت اسياس افورقى كلاعب مؤثر
وفاعل فى المشهد الاثيوبى ، خاصة بعد انخراط جيشه فى حروبات التجراى واروميا وبنى
شنقول وكان لجيشه الفضل فى سيطرة إثيوبيا على إقليم التجراى .
فى آخر زيارة لابى احمد إلى أسمرة طلب من افورقى يسحب جيشه بناءا
لطلب الولايات المتحدة والأمم المتحدة ولكن رفض ، ومع تزايد الضغوط والعقوبات
الدولية على إثيوبيا مثل وقف وتقليص المساعدات المالية وتقييد إصدار تأشيرات المسئولين
الإثيوبيين . أرسل ابى احمد مذكرة الولايات المتحدة ذكر فيها أن اسياس افورقى يرفض
سحب جيشه وطلب من الأمريكان التصرف حياله..
أمس الثلاثاء طلب رئيس الأركان الاثيوبى من نظيره الارترى سحب
الجيش الارترى فرد عليه : ( هذا شىء أكبر منك وليس بيدك أنت وهو بيد رئيس وزراءك)
ويقال حدثت مشادة بينهما .
هذا الرفض الارترى وضع المشهد الإثيوبي أمام واقع جديد وغير معروف
الى أين تتجه الأمور لكن الوضع معقد ومتوتر وفى غاية الخطورة .
لان افورقى خرج عن الخط المرسوم له كما أرادته له الولايات المتحدة
،وهو خط يناهض ويتقاطع مع المصالح الامريكية فى إثيوبيا والقرن الافريقي ككل.
لذا المستقبل فى غاية الغموض فى إثيوبيا .
يتجه التجراى الى ارتريا لإقامة دولة منفصلة لكن المعارضة الارترية
اعترضت خوفا من العمليات الانتقامية وترى بوجوب التنسيق بينهم لإسقاط اسياس افورقى
وسيجدون دعما دوليا خاصة من الولايات المتحدة ، وتركز قوات الدفاع التجراى حاليا
الى السيطرة على الشريط الحدودى مع السودان وبتنسيق مع المعارضة الارترية وفعلا
هناك تنسيق على الأرض بدا ، وهو ما يخشاه افورقى ويعنى سقوط نظامه وبالتالي سقوط
نظام أديس أبابا...
0 تعليقات