علي الأصولي
الكل يعلم وأقصد بالكل المجتمع الآخوندي المنفتح والتواق لتهذيب
وتشذيب مقولات الفرق وزعاماتها ودعاتها ومنظريها ومفكريها، الذين عاصروا أئمة
الدين(ع) ومن جاء بعدهم من علماء ومحدثين وإضافاتهم الاجتهادية فقها وعقيدة وإسقاط
إفهامهم التاريخية على طول زمان عمر الإمامة الإلهية المتمثلة بأئمة الدين(ع)
وصولا لصدر الإسلام وما اكتنفه من غموض في بعض مقاطعه ومقاطعات في أخرى منه
وملابسات في بعض مفرداته،
أقول (الكل) تواق لهذه العملية النوعية وإزالة الرواسب وسوء الفهم
وإعادة النصاب إلى ميزانه وما يوافق بيانات الكتاب وإفادات المعصوم وما صح من
حديثه، إلا أن هؤلاء (الكل) مع إيمانهم وقناعتهم وضرورة خوض المغامرة في وسط
قناعات الناس المعاصرة وما فهموه من الدين والمذهب عن طريق رجال الدين وكتابات
الأقدمين ومؤلفاتهم وبالتالي آرائهم التي جاءت نتيجة كتب بالأصل عثر عليها
بالوجادة في الجملة كما هو المعروف في (بحار) المجلسي ورتبوا عليها آثار دينية
وعقيدية بعد فلترة صناعية معروفة بينهم،
أقول: أن هؤلاء (الكل) مع تطلعهم لهذه الأبحاث ومنهجتها إلا أنهم
يقفون بالتالي على مسافة واحدة بين من رام التحقيق وبين الخط المحافظ في الواقع
الشيعي لمعرفتهم الكاملة وطبيعة الفاتورة التي يدفعها المحقق وبالتالي من يتعاطف
معه، ولا أغال إذ قلت أن مهنة التحقيق في اعصارنا هذه أشبه إلى حد كبير بمهمة
التكليف برسالة سماوية في العصور الغابرة والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات