محمود جابر
لعلنـا جميعا عرفنا
وطالعنا الايدولوجيا الصهيونية الجديدة التي تسمى بـ "المسيحية الصهيونية"،
إلا أننا لم نسمع عن الصهيونية الإسلامية، لكن هناك من يتحدث عن أنه من الممكن أن
يحدث اختراقا ما للفكر الإسلامي المعاصر، أو للإسلاميين من قبل الصهاينة أو
الصهيونية، وخاصة فى قضايا الصراع مع العدو الصهيوني والأمريكي ، هذا فى الوقت
الذي يدعى آخرون أن هذا الاختراق حدث بالفعل، بشكل أو بآخر من قبل هؤلاء الذين
دخلوا الإسلام وهم متأثرين بثقافتهم اليهودية، ومن هنا كان للثقافة اليهودية
والتشريعات اليهودية أثرا فى الاعتقاد والفقه، بل ومجمل الثقافة الإسلامية ، بيد
أننا نرى مثل مجموعة أخرى من الباحثين والكتاب والمفكرين أن هناك اختراقا وليس
تأثرا،وهذا الاختراق اختراقا صهيونيا وليس تسربا يهوديا حدث،إلا أن الخلاف بين هذا
الفريق ليس حول الاختراق من عدمه بل حول الوقت الذي حدث فيه هذا الاختراق، ومدى
التأثير الصهيوني اليهودي على مجمل الأوضاع والثقافة والاعتقاد الإسلامي ككل.
وبناء على ما سبق ،
فنحن نعتقد أن التيار الفكري الذى يبلور الرؤية الإسلامية الصهيونية هم " الوهابية"
حصرا بكل تياراتهم وأشكالهم، وقد انطلقت "الوهابية" فى العصر الحديث والمعاصر
من العربية السعودية إلى كافة أرجاء المعمورة .
النظام السعودي يمثل
الحالة السياسية التي أنتجتها الوهابية، وقد جاء النظام السعودي الوهابي ،في ضوء
عملية تزاوجية بين حركة دينية أسسها محمد بن عبدالوهاب بمساعد العميل المخابراتي
الإنجليزي اليهودي"مستر همفر"وقوة مسلحة كانت على هيئة عصابة غزو وقتل
وتدمير وتآمر بقيادة محمد بن سعود ، استطاعت أن تلحق بها كل مناطق شبه الجزيرة بعد
أن قضت على النفوذ الهاشمي في منطقة الحجاز، وبعد أن انتهت وعود الإنجليز للشريف
حسين إلى "سايكس بيكو"، ووعد بلفور،وتم إجهاض المشروع الوحدوي العربي ،
وبعد استولى آل سعود على مقاليد السلطة في شبه الجزيرة العربية بدأت ممارستهم
الخيانية خدمة لحلفائهم وعلى رأسهم الإنجليز ثم الأمريكان والصهاينة ، وقد ساهمت
الثروة النفطية في استخدام المال لشراء الذمم والضمائر العميلة والدنيئة وجاءت كل
ممارستهم في الاتجاه المضاد لأي مشروع مقاوم وضد أي حركة نهضوية عربية، يضاف إلى
ذلك أنهم مارسوا العدوان على كل ما وصلت إليه أياديهم السوداء القذرة.
الوهابيـــــــة
الوهابية هي الفرقة
التي تنسب إلى محمد بن عبد الوهاب التميمى النجدي، وقد تبع خروجه هو و فرقته
انتشار التكفير والقتل بين المسلمين، و تخريب البلاد والمقدسات، وأخيرا انتشار
ظاهرت التفجير والتفخيخ فى الأسواق والتجمعات.
ويسميهم الناس في
مصر " السُنيين" أو " السلفيين" أو " الإخوان " أو "
الجماعة الإسلامية " ..... ألخ، وظل الناس إلى عهد قريب يتعامل معهم بخوف
وخشية من سلوكهم الفظ الغليظ....
وهم الفتنة التي
حذّر منها الرسول – صلى الله عليه واله وسلم, فقد أخرج البخاري, الحديث (936) , قال
:اللهم بارك لنا في شأمنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال
قال اللهم بارك لنا في شأمنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال
قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان.
وفى البخاري, الحديث
(6342), عن ابن عمر قال: ذكر النبي - صلى الله عليه واله وسلم- " اللهم
بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا " قالوا يا رسول الله
وفي نجدنا. قال : "اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا".
قالوا " يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة " هناك الزلازل
والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ".
وفي مسند الإمام
أحمد بن حنبل, الحديث (5384), فقال رجل وفي مشرقنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى
الله عليه واله وسلم: من هنالك يطلع قرن الشيطان ولها تسعة أعشار الشر .
إذا علمت ذلك أخي
العزيز, فقد أتضح لك القوم الذين حذّر منهم الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم.
ففي الحديث الذي
أخرجه البخاري, الحديث (3230), عن علي (عليه السلام) إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما
بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول:
"يأتي في آخر
الزمان قوم حدثاء الأسنان, سفهاء الأحلام, يقولون من خير قول البرية, يمرقون
من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية, لا يجاوز إيمانهم حناجرهم, فأينما
لقيتموهم فاقتلوهم, فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة".
وقد دأب البعض بحسن
نية أو جهل بتفسير هذا الحديث بالخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب, ولكنهم
غفلوا عن قول الرسول (في آخر الزمان) وأولئك الخوارج لم يكونوا في آخر الزمان كما
لا ينطبق عليهم أنهم حدثاء الأسنان أي صغار السن.
ولكن هذا الحديث ينطبق تماماً على خوارج هذا
العصر هم (الوهابية) .. أو السلفية ، أو الإخوان ....
وللحديث بقية
0 تعليقات