أصــول الفكر
الوهابـــي:
للفرقة الوهابية أصلان،
أصل معلن، وآخر خفي، أما المعلن، فهو: إخلاص التوحيد للّه، ومحاربه الشرك
والأوثان، ولكن ليس لهذا الأصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى.
وأما الأصل الخفي،
فهو: تمزيق المسلمين وإثارة الفتن والحروب فيما بينهم خدمه للمستعمر الغربي.
وهذا هو المحور الذي
دارت حوله جهود الوهابية منذ نشأتها وحتى اليوم، فهو الأصل الحقيقي الذي سخر له
الأصل المعلن من أجل إغواء البسطاء وعوام الناس.
فلا شك أن شعار (إخلاص
التوحيد ومحاربه الشرك) شعار جذاب سيندفع تحته أتباعهم بكل حماس، وهم لا يشعرون
أنه ذريعة لتحقيق الأصل الخفي.
ولقد أثبت المحققون
فى تاريخ الوهابية أن هذه الدعوة قد أنشئت فى الأصل بأمر مباشر من وزارة
المستعمرات البريطانية. انظر مثلا: (أعمدة الاستعمار) لخيري حماد، و(تاريخ نجد) لسنت جون فيلبى أو عبد الله فيلبى، و(مذكرات حاييم وايزمن) أول رئيس
وزراء للكيان الصهيوني، و(مذكرات
مستر همفر)، و(الوهابية
نقد وتحليل) للدكتور همايون همتى.
عقيدتهم فى
الصحابـــة
أ- ثبت فى ما تقدم أن
عقيدة الوهابية تقضى على جل الصحابة بالكفر والشرك.. هذا حكمهم على جل الصحابة
الذين عاشوا بعد النبي (ص) وأجازوا الاستشفاع به(ص)، أو أجازوا السفر لزيارة قبره
الشريف، أو راو من يجيز ذلك أو سمعوا به فلم يحكموا عليه بالكفر والشرك ولا هدروا
دمه ولا استباحوا أمواله!!
هذا هو لازم عقيدتهم،
وهذا هو حكمهم بالفعل. أما حين يراوغون عنه بالقول فى ما يزعمون من تعظيم الصحابة،
فإنما يريدون منه إغواء البسطاء وتضليل الناس، كما يخشون أيضا عواقب تصريحهم بذلك.
ب- لم تقف الوهابية
عند هذا الحد، بل تناولوا الصحابة الذين كانوا حول الرسول(ص) فى حياته أيضا.. فقال
محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية ما نصه: إن جماعة من الصحابة كانوا يجاهدون مع الرسول ويصلون معه
ويزكون ويصومون ويحجون، ومع ذلك فقد كانوا كفارا بعيدين عن الإسلام!!
جـ- مما يؤكد عقيدتهم
هذه فى الصحابة مبالغة كتابهم وعلمائهم فى الدفاع عن يزيد بن معاوية والثناء عليه، فى حين لم يعرف
التاريخ عدوا للصحابة كيزيد، ولا عرف التاريخ أحدا أباح دماء الصحابة وأعراضهم كما
فعل يزيد فى وقعه الحرة بالمدينة المنورة حيث أباحها لجنده ثلاثة أيام يقتلون
رجالها وكلهم من الصحابة وأبناء الصحابة، ويهتكون الأعراض وهى أعراض الصحابة
فافتضوا العذارى من بنات الصحابة حتى أنجبت منهن نحو ألف عذراء لا يدرى من آبائهم !!
وقبل ذلك كان فعله فى
كربلاء فى قتل ثمانية عشر رجلا من أهل بيت الرسول(ص)، فيهم سبطه وريحانته الحسين
بن فاطمة الزهراء، وأولاده وأولاد أخيه الحسن، ومن معه من أخوته وأبناءهم وحتى
الرضع منهم.
وبعد ذلك فعله فى مكة
المكرمة وإحراق الكعبة.. ذلك هو يزيد الذي يثنون عليه.. ومن يدرى لعلهم يثنون عليه
لأجل أعماله تلك وفعله ذلك فى الصحابة ونسائهم وذريتهم؟!
وأغرب من ذلك أن يزيد
كان لا يقيم الصلاة، وكان يشرب الخمر.. فهم بحكم انتسابهم إلى فقه الإمام أحمد
ينبغي أن يفتوا بكفره لأجل هذا وحده.. ولكنهم اثنوا عليه واعتذروا له..
فلأي شىء اثنوا على
يزيد مع علمهم بكل ما تقدم من فعله وخصاله، بينما كفروا من استشفع بالرسول أو قصد
زيارته وإن كان من كبار الصحابة والتابعين ومجتهديهم؟
هل لأن يزيد أفنى
صحابة رسول اللّه(ص) وهتك أعراضهم واستباح أموالهم وذراريهم؟!
الوهابيـون
والمسلمون (البدعة الوهابية الكبرى)
يعتقد الوهابية أنهم
وحدهم أهل التوحيد الخالص، وأما سائر المسلمين فهم مشركين لا حرمة لدمائهم
وأموالهم، ودارهم دار حرب وشرك!!
ويعتقدون أن المسلم
لا تنفعه شهادة أن (لا اله إلا اللّه محمد رسول اللّه) ما دام يعتقد بالتبرك بمسجد
الرسول - مثلا - ويقصد زيارته ويطلب الشفاعة منه!
ويقولون إن المسلم
الذي يعتقد بهذه الأمور فهو مشرك وشركه أشد من شرك أهل الجاهلية من عبدة الأوثان
والكواكب!
ففي رسالة (كشف
الشبهات) أطلق محمد بن عبد الوهاب لفظ الشرك والمشركين على عامة المسلمين عدا
أتباعه في نحو 24 موضعا، وأطلق عليهم لفظ: الكفار، وعباد الأصنام، والمرتدين،
وجاحدي التوحيد، وأعداء التوحيد، وأعداء اللّه، ومدعى الإسلام في نحو 20 موضعا. وعلى
هذا النحو سار أتباعه في سائر كتبهم.
فهل جاءوا بعقيدتهم
هذه من إجماع السلف، أم هي بدعة منكرة؟
لقد نقل ابن حزم
الأصل القائل: (أنه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاد أو فتيا) ثم عد
أئمة السلف القائلين به، إلى أن قال: (وهذا هو قول كل من عرفنا له قولا في هذه
المسألة من الصحابة، ولا نعلم فيه خلافا).
إذن ليس للوهابية سلف
يقتدون به فى بدعتهم هذه سوى الخوارج!!
عقيدتهـــم فــى
الصفـــات
عقيدة الوهابية فى
الصفات هي من صنف عقائد المجسمة..
فهم ينسبون إلى اللّه
تعالى الأعضاء على الحقيقة: كاليد، والرجل، والعين، والوجه.. ثم يصفونه تعالى شأنه
بالجلوس والحركة والانتقال والنزول والصعود، على الحقيقة كما يفهم من ظاهر اللفظ..
تعالى اللّه عما يصفون.
وهذه العقيدة قلدوا
فيها ابن تيمية.. وهى فى الأصل عقيدة الحشوية من أصحاب الحديث الذين لا معرفه لهم
بالفقه والثابت من أصول الدين، فيجرون وراء ما يفهمون من ظاهر اللفظ، وقد أخذوا
ذلك عن مجسمة اليهود.
فجاءوا بكلام لم
يستطيعوا أن ينقلوا منه حرفا واحدا عن واحد من الصحابة ولا وأحد من الطبقة الأولى
من التابعين، ثم زعموا أن هذا هو إجماع السلف، وزوروا ذلك بكلام طويل كله لف
ودوران خال من أي برهان صادق.
بل لم يجدوا إلا كلمة
واحدة أطلقها ابن تيمية جزافا، وهى محض افتراء لا ينطلي إلا على البسطاء الذين لا
يتثبتون مما يسمعون، وعلى المقلدين المتعصبين..
يقول ابن تيمية فى
حجته الكبرى على مصدر هذه العقيدة ما نصه: إن جميع ما فى القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف
فى تأويلها، وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث، ووقفت
على ما شاء اللّه من الكتب الكبار والصغار، أكثر من مائة تفسير، فلم أجد إلى ساعتي
هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف
مقتضاها المفهوم المعروف.
وقال فى نفس الموضع
أنه كان يكرر هذا الكلام فى مجالسه كثيرا..
لكنه كـلام باطل يشهد
على بطلانه كل ما ورد فى تفسير آيات الصفات، وخاصة فى الكتب التي نقلت تفاسير
الصحابة، والكتب التي كان يؤكد عليها ابن تيمية ويقول: أنها تروى تفاسير الصحابة
والسلف بالأسانيد الصحيحة وليس فيها شيء من الموضوعات والأكاذيب، وأهمها: تفسير
الطبري، وتفسير ابن عطية ، وتفسير البغوى ، وابن كثير ، والزمحشرى ، والرازي،
والنسفى .
فهذه التفاسير جميعا
نقلت عن الصحابة تأويل آيات الصفات بخلاف ظاهرها، وهذا جار فى جميع آيات الصفات.
انظر مثلا تفسير آية
الكرسي عند الطبري وابن عطية والبغوى، فهم جميعا يبدأون بقول ابن عباس: كرسيه علمه.
وهكذا مع جميع الآيات
التي جاء فيها ذكر الوجه: (وجه ربك) أو(وجهه) أو (وجه اللّه)، فأول ما ينقلونه عن
الصحابة هو التأويل بالقصد أو الثواب أو نحوها كما يقتضى المقام.
إذن فبرهانهم الوحيد
على عقيدتهم فى التجسيم هو افتراء على الصحابة، وتزوير فى الحقائق الدينية، ونسبه
الباطل حتى إلى كتب التفسير المتداولة بين الناس رغم سهوله التحقق من ذلك.
فهل سيحاول القارىء
أن ينظر فى هذه التفاسير ليقف على الحقيقة بعينه؟ خذ مثلا تفسير البغوى الذي عظمه
ابن تيمية كثيرا وقال أنه لم يرو الموضوعات، وقف على تفسير هذه النبذة من آيات
الصفات: البقرة: 115 و255 (آية الكرسي) و272، الرعد: 22، القصص: 88، الروم: 38- 39،
الدهر: 9، الليل: 20.
لترى بعدئذ عظم ما
ارتكبه هؤلاء من افتراء وزيف وبهتان نسبوه إلى هذا الدين العظيم وإلى السلف.
وقد رأينا تشابها
كبيرا بين اعتقاد الخوارج الوهابية فى الذات الإلهية وبين عقائد اليهود.
2 تعليقات
اتمنى أن تصل كلماتك إلى البسطاء المخدوعين فى الوهابية
ردحذفالوهابية أدت اغراضها للذين قاموا على صناعتها ولم تعد ذات فائدة ،، تخلصوا منها ومن مشايخها واتجهوا إلى صناعة أخرى
ردحذف