علي الأصولي
لا ثبوت للفرع إلا بعد إثبات الأصل ..
لا يمكن إقناع الآخر بمهدوية الإمام الثاني عشر بحسب ما ورد في الأدبيات
والمصادر الإمامية الاثنى عشرية،
إلا بعد إثبات إمامة علي بن أبي طالب وبنيه(ع)، أو قل إثبات فكرة الإمامة
عند الشيعة الإمامية، إذ أننا لا يمكن المضي قدما وعرض القضية المهدوية الفرعية
إلا بعد إثبات أصل الإمامة مفهوما ومصداقا،
إذ تمثل الإمامة بحسب المرتكز الإمامي الاثنى عشري، حول القيادة السياسية
والدينية معا ولا يمكن فصل القيادتين واقعا الأولى عن الثانية، وأن تم تعطيل
الإمامة السياسة لظروف قاهرة غير أن الإمامة والمرجعية الدينية المطلقة للإمام
ثابتة ولا تنفك عن مصداق وشخص الإمام وأن عطل نشاطه السياسي أو تم تحجيمه بالتالي،
وأما إن تفتح محاور نقاشية حول مهدوية المهدي(ع) وما يتعلق بشخصه من قبيل
عصمته وطول عمره وملاك وجوده في غيبته قبل إثبات فكرة الإمامة وضرورتها ووظيفتها
وامتدادها، فهذه النقاشات لا تكون مثمرة إذ أن إثبات الفرع لا يستقيم قبل إثبات
الأصل،
نعم: لا يمكن إثبات قدرة الله وبسط نفوذه وسلطانه وهيمنته لا يمكن إثباتها
للملاحدة قبل أن تثبت لهم وجود الله وأزليته وخالقيته وبالتالي صفاته، فإذا ثبت
الأصل كان الفرع سهل المؤونة فلاحظ ..
سقوط دعوى استحداث الفكرة المهدوية ..
يمكن أن يقال أن الشيعة الإمامية استحدثوا فكرة الإمام المهدي(ع) بعد حيرة
الشيعة أثناء وفاة الإمام العسكري(ع) ويمكن أن يقال: أن القضية تم طبخها بين
دهاليز السفراء الأربعة خاصة وأنهم الطرف المستفيد حيث الوكلات المالية والقيادة
الروحية بلحاظ فكرة - الباب والأبواب - والطريق الحصري لمراسلات الإمام(ع) يمكن أن
يقال أكثر من ذلك ورد أو لا أقل إسقاط دعوى وفكرة الإمامة المهدوية إذ أنه إذا دخل
الاحتمال بطل الاستدلال،
ولكن، من الضرورة بمكان وان تعرف بأن قصة المهدي(ع) وقضيته لم تأت من فراغ
وعدم بل كانت أحاديث النبي(ص) زاخرة في هذا المعنى وبيانات أهل البيت(ع) ابتداء من
أمير المؤمنين(ع) وإنتهاءا بالإمام العسكري(ع) بل وأزيدك من البيت شعرا.
إن علي بن فضال أبو الحسن المتوفى سنة (٢٢٤) هـ الفطحي أبتداءا الإمامي
مآلا ، والحسن بن علي الواقفي المعاصر للإمام الرضا(ع)، ومحمد بن الحسن القمي
البصري، وعلي بن الحسن الطاطري الواقفي، وعلي بن عمر الاعرج، وابراهيم بن صالح
الأنماطي المعاصر لعلي الهادي(ع) وعلي ين مهزيار الاهوازي ومحمد بن عيسى بن عبيد
بن يقطين والفضل بن شاذان المتوفي سنة (٢٦٠) هـ،
هؤلاء كلهم كتبوا كتبا حول الإمام المهدي(ع) وأحواله وغيبته وما يتصل لها
بدون أن يعرفوا السفراء والاتصال بهم والأخذ عنهم بل إن بعضهم لم يدنيوا للإمام
الرضا(ع) فضلا عن أبنائه(ع) وهذا كاف ورد دعوى الاستحداث ناهيك عمن عاصر السفراء
أو بعدهم وكتبوا كما كتب من سبقهم وبنفس العناوين تقريبا فلاحظ،
0 تعليقات