آخر الأخبار

أطروحة : ذرية ابليس .. (2)

 

 


 

 

 

علي الأصولي

 

 

إبليس من الجن واحدهم كما هو صريح القرآن، نعم هناك كلام حول رمزية الجن وكونهم من أصول بشرية لا حاجة لفتح هذا الباب في هذه الأسطر .

 

وكونه كبيرا للشياطين لا يعني أنه كبير الجن فمن الجن من هو مؤمن ومنهم من زل واتخذ طريقا شططا بلا فرق بينهم وبين الكثير من الإنس وأتباع خطوات الشيطان،

 

ذكرنا سابقا أن كل من انتهج وبايع وشايع إبليس فهو منه جنيا كان أو انسيا،

 

وهنا يقال أن من اتخذ طريق الشيطان والمنهج الابليسي فهو من ذرية ابليس، ومن هنا وجدنا القرآن ييجيز لإبليس مشاركة أولاد بني ادم.

 

قال تعالى(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ ء وَالْأَوْلَادِ -  وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).

 

ومنه يمكن فهم ماهية المشاركة بعد أن نوسع من مفهومها العام مع ملاحظة أن مشاركة تحصحصت بالأموال والأولاد فقط - ذكورا وإناثا - يعني الصغار دون الكبار منهم لأن الكبار ما بين تابع أو عاص لإبليس تبعا لمفهوم المشاركة. بالتالي المشاركة لا تكون تكوينية لأنه يلزم منها الجبر بل هي عرض إغراء ونصب فخ ومنه تتم المشاركة بعد التورط بإتباع خطوات الشيطان. ربما نوسع من هذه الأوراق تبعا لفائدة المصلحة.

 

ذرية الإنسان ومشاركة الشيطان ..

 

ذكرت سابقا أن هناك مشاركة بحسب الصلاحيات التي أعطيت لإبليس على بني آدم ومن صلاحياته مشاركتهم - بالأموال - وصرفها بطرق غير شرعية. وكذلك المشاركة شملت أولادهم بحسب نص آية سورة الإسراء (وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) على أن هذه الصلاحية ليست تكوينية وجبرية بقدر ما هي صلاحية تسهيلية لمناورات الشيطان الاغوائية.

 

ولا يعني بالمشاركة هو إيجاد الأولاد من النساء والاتصال الجنسي كما هو المعروف بين الرجل والمرأة فهذا مما لا سبيل للشيطان إليه تكوينا.

 

بل ما يمكن أن تفهم من المشاركة طبيعتها وهي صرف الانتفاع فكما ينتفع أبناء آدم من ذراريهم كذلك ينتفع إبليس منهم بشرط تلبية الدعوة وكسبه لحظيرته. هذا ما فهمه صاحب - الميزان - السيد الطباطبائي في تفسيره ج13/

 

ومنه تعرف أي رواية ذكرت المشاركة. مشاركة الشيطان بأولاد بني ادم فهي للتمثيل التقريبي.



 أطروحة : من الواحد إلى الكثرة الانشطار الشيطاني .. (1)

إرسال تعليق

0 تعليقات