علي الأصولي
صناعة الكذبة .. وحساب الإحتمالات .. دعوى السفارة أنموذجا ..
تماشيا وانسياقا مع الضجيج الصادر من أجواء مدينة الضباب - بقلم احمد أو
ميثاق - أقول انسياقا وهذا الضجيج لنا أن نفترض أن السفارة كذبة صنعها السفراء في
دهاليز الدولة العباسية، وقد انخدع الشيعة عن بكرة أبيهم وهذه الكذبة منذ زمن
صدورها ليوم الناس هذا،
إلا أن هذه الكذبة على فرض حصولها وحدوثها فهي تخالف ما تعارف عليه من
مقولة - حبل الكذب قصير - وعدم كشف زيف الدعوى الكاذبة،
نعم: لنا أن نسلط الضوء وكذبة السفارة بحساب الاحتمالات على ما ذكر هذا
المعنى السيد محمد باقر الصدر في بحثه - حول الإمام المهدي - إذ قال: أنّ من المستحيل عمليّاً بحساب الاحتمالات
أن تعيش أكذوبة بهذا الشكل ، وكلّ هذه المدّة ، وضمن كلّ تلك العلاقات والأخذ
والعطاء ، ثمّ تكسب ثقة جميع من حولها.
وهكذا نعرف أنّ ظاهرة الغيبة الصغرى يمكن أن تعتبر بمثابة تجربة علميّة
لإثبات ما لها من واقع موضوعي، والتسليم بالإمام القائد بولادته وحياته وغيبته،
وإعلانه العام عن الغيبة الكبرى التي استتر بموجبها عن المسرح ولم يكشف نفسه لأحد )
انتهى:
وهذا صريح تعبير السيّد الشهيد محمّد الصدر في كتاب - الغيبة الصغرى - ص ٥٦٦/
: ( ..إنّ اتصال الإمام القائد المهدي بقواعد الشيعة عن طريق نوابه ووكلائه ، أو
بأساليب أخرى متنوعة واقع تاريخي موضوعي ليس من سبيل إلى إنكاره ، كما في السفارة
، فضلاً عن الدلائل الأخرى الكثيرة المستندة إلى أخبار من يجب تصديقه .. )
ا لسفارة لا تعني المرجعية الدينية ..
وظيفة السفير تلحظ بإيصال الأموال للإمام(ع) أو تفريقها وما يراه من مصلحة
عليا هنا أو هناك،
نعم: التوقيعات صدرت من الناحية المقدسة على شكل إجابات على مسائل أشكلت
هنا أو هناك، وهذا لا يعني أن كل الأسئلة الدينية يرسلها الشيعة للسفراء وبالتالي
تذهب للإمام إذ أن هناك إجابات منشورة في كتب الأصحاب وحفظة الحديث منهم والشيعة
تراجع هذا التراث وعلى ضوءئه يتم العمل،
في بعض الأحيان يتصدى السفير والإجابة من نفسه فيما لو كانت عنده معلومة
متثبت منها وفي بعض الآخر يجتهد ضمن الأصول الموضوعية بالإجابة،
فمثلا في - غيبة - الطوسي/389: ( قال أبو الحسين بن تمام: حدثني عبد الله
الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه ، قال: سئل الشيخ يعني أبا القاسم
رضي الله عنه عن كتب ابن أبي العزاقر بعدما ذم وخرجت فيه اللعنة فقيل له: فكيف
نعمل بكتبه وبيوتنا منها ملاء؟ فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي
صلوات الله عليهما وقد سئل عن كتب بني فضال ، فقالوا: كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا
منها ملاء ؟ *فقال صلوات الله عليه: خذوا بما رووا وذروا ما رأووا) انتهى:
وكما ترى لم يراجع السفير الإمام وهذا السؤال - السؤال عن كتب ابن أبي
العزاقر - الفقيه الشيعي - بل أجاب باجابة الإمام بعد إلغاء الخصوصية كما يعبرون
بالأصول،
ما أريد بيانه: أن السفراء - وخصوص الثالث والرابع منهم - لم يكونوا من
طبقة العلماء بل غاية وظيفتهم مالية إدارية وكلاتية، وعلى ضوء ذلك تعامل معهم
الشيخ المفيد والصدوق والكليني وغيرهم من الإعلام والأصحاب.
فالملاك بالتالي في السفارة هو الإخلاص ودونك قصة ابو سهل النوبختي وهو
كبير آل النوبخت وعالمهم ومتكلمهم الذي لم تدنوا إليه السفارة فكانت من نصيب
الحسين بن روح النوبختي.
0 تعليقات