علي الأصولي
كثيرا ما تقرأ القيود التي ينقلها الخصم في
مقالاته من قبيل - الأسانيد الصحيحة عندهم - ومن بعد هذا القيد يرتب أثرا عاما على
ذلك. وهذا من الأخطاء المنهجية التي يغفل أو يجهلها الكاتب بالتالي لا يلتفت
الجمهور إلى طبيعة الأثر الذي فرضه مقال الكاتب منهجيا.
وكثيرا ما يحاول الخصم أن يتجنب مقولة الزمان
والمكان التي هي تلحظ وفق الظروف والتقاليد الجمتمعية آنذاك وبالتالي يحاول الخصم
أن يحاكم تلك الظروف بحسب عيون الحاضر . على أننا لو لاحظنا هذه الظروف والعوامل
فلا مناص إلا والوصول والمصادرة على المطلوب.
ما أريد بيانه: هو أن الخصم آثار موضوعة
الجنس العميق والخفيف واستهجن أن تكون هذه
توصيات سماوية عامة لطول عمود الزمان. وتراه يحاول أن يتحاكم إلى سلطة الجمهور
الذي لا يفرق بين الهر والبر على حد تعبير الفيض الكاشاني على ما اذكر .
بيد أن الخصم بل وحتى اغلب متابعيه وعموم
مطبليه لم يفرقوا بين مقولة التشجيع على زواج الفتيات في بداية سن البلوغ وبين إباحته
من جهة ومن جهة لزوم التفريق بين الحكم الشرعي وبين موضوعاته التي هي مدار انطباق
هذه الأحكام.
نعم: أجاز الإسلام والنصوص التشريعية زواج
البنت بشرط بلوغها السن الشرعي وهذا معناه صحة أصل العقد والزواج في حال وقوعه
خارجا. على أن هذا الحكم لا يعني الوجوب والإلزام بل ولم يجعل الحكم على نحو الأولوية
والإشادة والتشجيع والتحفيز .
أن المشرع ليس له مهمة ووظيفة إلا بيان
الأحكام الشرعية بينما مهمة ووظيفة الناس ملاحظة تحديد الموضوعات الخارجية.
بتعبير آخر عندما أجاز الشارع زواج البنت في
حال البلوغ لم يتدخل في تحديد شكل هذه البنت وعلاماتها وصفاتها بل انيطت هذه
المهمة للعرف سيما وأن التخصصات العرفية بلغت من السعة بمكان كعلم النفس والاجتماع
والطب الفسلفي ونحو ذلك مما زادت مساحة ملاحظة الموضوعات الخارجية التي هي خارج
إرادة المشرع وتدخلاته.
وأما محاولة زج مفهوم القصور للبنت وإطلاق
هذه المقولة بدون ملاحظة زمانها وبيئتها وعرفها وتاريخها فهذا إطلاق فيه خبث ظاهر
لا يصدر إلا من جاهل أو متغافل.
بالتالي بما أنه لا يوجد سن محدد للبلوغ
بمعزل عن ملاحظة موضعه كذلك لا يوجد سن محدد لمقولة القاصر . وبالنتيجة كل ما
قراناه من زواج الأئمة(ع) أو وأصحابهم أو غيرهم في تلك الأزمان وما يحب بعض
المتنطعين وتسميته بزواج القاصرات فهو لم يلحظ عند خصوم الإسلام وأهل البيت(ع) وهذا
ينبأك وعدم استفزاز هذا الزواج بينهم جيلا بعد جيل لأنه مكتمل المواصفات
والموضوعات والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات