سلام حمد آل بريبت
الذاكرة من الأمور المهمة التي تعد ميزة
للإنسان وان كان بعضهم يرى للحيوان ذاكرة تجعله يميز بين بعض الأشياء من خلال
تجربته الذاتية وما تقوم به من اللعاب في السيرك وغيره ويرى علماء الفسلفة أن
الذاكرة هي تغيير في نظام الخلايا داخل المخ لذلك من يصاب بالشيخوخة ((زهايمر)) لا
يستطيع الاحتفاظ بالأحداث القريبة الحاضرة إنما فقط تذكر الماضي لعدم قدرة الخلايا
على الانتظام من جديد والذاكرة ليست المخيلة التي تصنع الصور والذاكرة الفردية غير
الذاكرة الجماعية ففي الأولى تخص فرد بعينه والثانية مشتركة بين أفراد قد ينساها
واحد ويحتفظ بها الثاني وهنالك ذاكرة تاريخية واجتماعية.
والمفكرة تساعد في عدم النسيان وبطبيعة الحال
العقل يكون مركزه الكتلة الهلامية المخ ويرى برجسون أنها علاقة بين العقل والروح
ديكارت يراها علاقة بين العقل والجسد وعلماء النفس يرون أن مركزها اللاشعور وسارتر
في كتابيه سيكلوجية المخيلة و والوجود والعدم أن الصور من الذاكرة وليس
المخيلة وقد تكون ذاكرة عادية أو غير
عادية كما في الأجوبة الحاضرة أو ما يطلق عليها الأجوبة المسكتة وسرعة البديهية
التي تعتمد على استدعاء الذاكرة ويمكن أن تكون الذاكرة وسيلة لقراءة الأحداث والمستقبل
والتأويل والتفسير والشرح يستدعي ذاكرة فيها ثراء معرفي وعلمي ولا يمكن التذكر دون
وجود اللغة والشاعر ذاكرته لغوية مع مخيلة افقها واسع لبناء صور يقرب فيها أفكاره
للمتلقي والشاعر الحقيقي الذي يستعمل ذاكرته الجماعية ليشكل صور تشترك فيها مخيلته
مع مخيلة الآخرين ويترك مفاتيح يستدل منها المتلقي على الربط بين ما لديه من خزين
محاولا الاقتراب من هدف الشاعر العام وأحياناً من هدفه الخاص ويتوقف ذلك على مستوى
القراء بين القارئ المعدوم الذي تستدرجه موسيقى الكلمات والقارئ المتوسط يستدرجه الجمال والقارئ العارف يستدرجه القبح
الذي يختفي وراء الجمال والأنساق المضمرة في النص فإذا توافر لك قراء ذاكرتهم
مثقوبة يعلق باحسنت وجميل ورائع فإنه لايفهم من نصك إلا انه رأى من علق قبله فوضع
تعبيراً صوريا لا يدرك معناه سهل عليه الفيس بوك استعماله ........
وبعض الأحيان يكون ما قلته مستوفيا لما في
ذاكرته فيكتفي بالرضا عن ذلك .............
0 تعليقات