رأفت السويركي
اشتعل الفضاء
الافتراضوي "فيسبوك" و"تويتر" بتدوينات وتغريدات في مجملها
غاضبة وجامحة؛ تعلن نقمة استنكار تلك الحركة السياسوية الساقطة ومقولات المتأخون
الصهيونوي " منصور عباس" ممثلاً عن "الحركة الإسلامية الإخوانية"
داخل "دولة الكيان" المسماة "إسرائيل".
ولو كان هذا النمط
من البشر يدرك فداحة فعلته المقيتة تلك مع حركته المستولدة من "جماعة حسن
الساعاتي البناء" الصهيوماسونوية؛
لشعر بالخجل من ذاته، مهما كانت مبررات اندراجه في لعبة تهدر قيم الوطنية
كلها وتضرب في مقتل منظومة الخطاب المرفوعة حول الوطن الفلسطيني السليب؛ وتوضح مدى
قبح المتاجرة بهذه القضية بالتحديد من "جماعات الإسلام السياسوي"؛ وهي
تتاجر مخادعة بالعقيدة، وتدعي أنها تقاوم لاسترداد القدس أولى القبلتين وثالث
الحرمين!!
***
المتأخون الصهيونوي
منصور عباس - عقب فعلته الكريهة - كما
يقال: " صمت دهراً ونطق كفراً "؛ ولم يستتر نتيجة الابتلاء ليقول بفجاجة
مذهلة: "أنا فخور بكوني مواطناً في دولة إسرائيل"... متناسياً أن وطنه
الأساس "فلسطين" يواجه مشروعات التذويب والتلاشي والإبادة والمسح من
الذاكرة الجغرافوية والسياسوية.
إن "المسكوت
عنه" الفاضح لسقوط هذا المتأخون يكشفه "المضمر المختبىء" في
تصريحاته، فحين يقول: "أمدُّ يدي باسم الجمهور العربي الذي صوّت لنا في
انتخابات الكنيست لخلق فرصة التعايش والعيش المشترك في البلاد المقدسة لأبناء
الديانات الثلاث والشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".
- حين يقدم في كلمته
تلك ذكر الشعب "الإسرائيلي" عن الشعب الفلسطيني؛ فهو يعكس من دون أن
يدرك ذلك وجدانه الصهيونوي وليس الفلسطيني!
- حين يدَّعي أنه
يمد يده "باسم الجمهور العربي"؛ فهو يتاجر بهذه الكتلة السكانية العربية
ويصادر حضورها كتلة وازنة ليلعب بها سياسوياً؛ محاولاً ترصيدها في ميزان التفاوض
والضغط بها؛ على الرغم من تهميشها في خطابه الهابط والمنفصل عن القضية الرئيسة محل
الصراع.
- حين يناور بقوله
أن التصويت لصالحه تم لـ "خلق فرصة التعايش والعيش المشترك في البلاد المقدسة"؛
فهو يتماهى في مشروع تجميل وجه وسياسات الكيان التي تقوم على العنصروية وجهود
تذويب ومحو الوجود الفلسطيني من دولته المغتصبة لصالح تثبيت اختلاق متخيل "الدولة
اليهودوية".
***
إن ما ينبغي
الالتفات إليه حين قراءة هذا الحدث الكاشف لنهج الأجيال الجديدة من قيادات "جماعة
حسن الساعاتي البنَّاء" في موضوعة "فلسطين السليبة"؛ والدور المخزي
لهذه الجماعة الذي تُغطي عليه وهي تمارس الدعاية السوداء حوله؛ هو عدم انفصال لعبة
" منصور عباس" عن الدور المماثل المسبق لإمامهم المغدور "حسن
الساعاتي البناء" في المسألة الفلسطينية.
على الجميع أن
يتذكروا الدور المخزي لـ "حسن الساعاتي" في تثبيت الوجود اليهودوي في
فلسطين المحتلة؛ حين أعلن كذباً إرسال الفدائيين الذين نتيجة طبيعة العمليات
العسكريتارية الفردانية لعبوا دوراً في حصار الصهاينة في المستوطنات؛ ثم قام
بإصدار أوامره المشبوهة لهم بالإنسحاب من حول هذه المستوطنات وفك الإحاطة بها فور
دخول الجيوش العربية لتواجه عمليات مغايرة يساندها الطيران البريطاني لتثبيت إضاعة
فلسطين.
***
المتأخون " منصور
عباس" بمناوراته السياسوية لا يهتم ولا يسعي لاسترداد بلاده المغتصبة/ فلسطين؛
وإنما يسعى لتحقيق حلم تثبيت دولة الكيان/ "إسرائيل" باعتبارها تجسيداً
مماثلاً للمتخيل المتأخون المضاد للدولة الوطنية الجامعة؛ من أجل تثبيت وجود "
متخيل الدولة العقدوية اليهودوية/ العِرْق" والمتجانسة مع " متخيل
الدولة العقدوية الإسلاموية/ الجماعة".
وينبغي أن نقرأ بدقة
شديدة لعبة المخادعة تلك؛ في تطبيق نموذج سياسوي عبر التحالف المشبوه باندراج
المتأخون " منصور عباس" مندوب جماعة "حسن البناء" في تشكيل "حكومة
إسرائيلية" وعقده اتفاقاً مع "يائير لبيد" بمتوهم تخصيص مليارات
الدولارات توجه للمجتمع العربي بـ "إسرائيل" لـ "مكافحة الجريمة
والعنف في هذا المجتمع وخطة عشرية للبُنى التحتية في البلدات العربية وميزانية
لمشاريع النهوض بالسلطات المحلية العربية".
***
وهنا من الضرورة اكتشاف نسق المخادعة في دلالات
الاصطلاحات المتمثلة بـ "مكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي"؛
أمام المفهوم السلبي الذي يُصنِّف الحراك الفلسطيني في الداخل المحتل باعتباره "جريمة
وعنفاً"!!
** ولا يمكن تناسي
سقوطه المزري الذي فضحه " قدورة فارس " رئيس نادي الأسير؛ مستنكراً
التصريحات التي صدرت عن "منصور عباس"، بوصف أبطال المقاومة والمقاتلين
من أجل الحرية من أبنائنا وبناتنا الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، "بالمخربين"!!!
** كما يجب إدراك
اللعبة القذرة بتحالف هذا المتأخون ممثلاً عن " الحركة الإسلامية الإخوانية "
في الداخل مع تيار "صهيونوي" منغلق سياسوياً على معتقداته ويرفض إقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة حتى لا تكون "بمثابة انتحار لليهود"؛ ويدعو "لقطع
رقاب العرب غير المتعاونين في الداخل".
***
لذلك لا تتعجبوا
وأنتم تتابعون حدث اندراج "متأخون" في حكومة "الدولة الصهيونوية".
إنها كذبة التباكي على فلسطين السليبة بدءاً من "حسن الساعاتي البناء"...
وصولاً إلى "المتأخون الْمُتَأَسْرٍل" (منصور عباس أنموذجاً)!!
0 تعليقات