علي الأصولي
الحداثة والتنوير - المتطرف - في الواقع
العربي والإسلامي والشيعي تجمعهم مقولة عدم ثبات الدين وبالتالي عدم مثاليته،
بخلاف المبنى الإسلامي العام الناص على مفاد - أصالة الثبات - ومبناهم هذا قاض
والتضاد بين أصل الدين والواقع بلحاظ عدم الانسجام وعدم القبول لسد فراغات الحياة
العامة بكل مفاصلها وتفصيلاتها، ومن هنا كان البحث عن البديل بعد خوضهم القراءة
التاريخية التأويلية المنتجة بحبس المقررات والمقولات الدينية بلحظة الماضي وعدم
سريانها للاعصور اللاحقة،
واستند هذا التيار بحمولته على العقل
ومخرجاته إلا أنهم وقعوا في حيص بيص ودونك اختلافاتهم فيما بينهم مما ينذر إلى
انزلاق مجتمعاتهم فيما لو فرضت رؤاهم الفكرية على أرض الواقع والتطبيق، فهم علاوة
تطرفهم لا يقبلون بالآخر المختلف ويصفونه بأبشع الأوصاف وهذا الإقصاء تجدوه حتى من
خلال محاوراتهم الفجة، فعدم قبول الآخر وعدم احترام عقائد الناس ومقدساتها كفيلة
بعزلهم عن محيطهم الاجتماعي والثقافي،
نعم: ليس خصوم هؤلاء، التيار الأصولي
الإسلامي بل أعلنوا الخصومة حتى على الاتجاهات التي تحاول أن تفتح مجالات للحوار و
تبادل وجهات النظر في مسائل الخلاف والاختلاف،
وكيف كان: كان وما لا يزال هذا الاتجاه ومن
سار بركبه ممن يعول عليه ويحسن به الظن، كانوا وما زالوا لديهم عقدة الشرعية وهذا
ملحوظ من خلال تهجماتهم على المختلف معهم بالقراءة والنظر ودونك واقعهم ..
فقه المعرفة : عرض ونقد .. المباني الفكرية للآخر ..
0 تعليقات