آخر الأخبار

بعد هزيمة الجيش الإثيوبي في تيجراي .. كيف ستتطور الأوضاع في إثيوبيا؟

 

 


 

كتب: جمعة حمد الله

 

 

 إثيوبيا قالت أنها تعتزم إبادة أقليم تيجراي –

 

تطورات سريعة متلاحقة شهدتها إثيوبيا خلال الساعات الـ 24 الماضية بعد هزيمة الجيش الاثيوبي والميليشيات المتحالفة معه على يد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وذلك بعد 8 أشهر من العملية العسكرية التي شنها الجيش الإثيوبي بأوامر من رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في إقليم تيجراي.

 

وخرج الآلاف من أبناء الإقليم الذي شهد طوال الشهور الماضية، بحسب تقارير من منظمات دولية وإقليمية، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في دول العالم المختلفة بسبب الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الإثيوبي، إلى شوارع ميكيلي عاصمة تيجراي، ملوحين بإعلام الإقليم وإطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بالانتصارات التي حققتها قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

 

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إنها تجري عمليات تمشيط لملاحقة قوات الحكومة الإثيوبية التي انسحبت من العاصمة ميكيلي، وإن المدينة باتت تحت سيطرتها بنسبة 100%.

 

وقال جيتاتشيو رضا المتحدث باسم الجبهة لـ«رويترز»، بهاتف يعمل عبر القمر الصناعي صباح الثلاثاء: «انتهت الاشتباكات النشطة في مقلي قبل حوالي 25 دقيقة».

 

وأضاف: «ما زالت قواتنا تقوم بعمليات مطاردة حثيثة إلى الجنوب والشرق».

 

الانتصارات المتلاحقة التي حققتها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أجبرت حكومة أبي أحمد على إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد، والذي دخل حيز التنفيذ اعتبارًا من أمس الاثنين في إقليم تيجراي.

 

وبررت الحكومة الإثيوبية قراراها بوقف إطلاق النار في الإقليم بأن هذا الإجراء سيساعد في ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل أفضل وتعزيز الجهود لإعادة تأهيل منطقة تيجراي وإعادة بنائها، وقالت: «لذلك، صدرت أوامر لجميع المؤسسات المدنية والعسكرية الاتحادية والإقليمية بتنفيذ وقف إطلاق النار وفقًا للتوجيهات التي حددتها الحكومة الاتحادية.

 

ودعت الحكومة الإثيوبية في بيانها من أسمتهم «جميع أصحاب المصلحة»، على الصعيدين المحلي والدولي، للمساعدة في التنفيذ الكامل والفعال لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

 

وقالت إن حجم الضرر الذي تسبب فيه أعداء السلام هائل بالفعل، وإعادة تأهيل المنطقة يتطلب بالتأكيد تضافر جهود جميع أصحاب المصلحة.

 

وأضافت: «تود الحكومة الفيدرالية أيضًا التأكيد على أن الخطوة المذكورة أعلاه يتم اتخاذها تقديراً لمسؤولياتها الكبيرة في ضمان عمل شعب إثيوبيا معًا، من أجل تحقيق إثيوبيا موحدة وديمقراطية ومزدهرة».

 

وأشار البيان إلى أن الانتهاء الناجح للانتخابات الوطنية السادسة في إثيوبيا أظهر بوضوح الالتزام القوي للشعب الإثيوبي بتقرير مصيره من خلال عملية ديمقراطية وسلمية، بالوقوف في طابور لساعات والبقاء في وقت متأخر من الليل، أرسل الإثيوبيون من جميع مناحي الحياة إشارة قوية بأنهم مستعدون للعمل معًا لبناء إثيوبيا أقوى وموحدة وديمقراطية، وإزالة بذور الفتنة والانقسام التي تزرع في الداخل.

 

وأدانت الأمم المتحدة بأشد العبارات هجوم قوات الجيش الإثيوبي على مقرها في ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي وتفكيك معداته.

 

وأكدت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف هنريتا فور، أن هذا العمل ينتهك حصانة الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي الإنساني، فيما يتعلق باحترام بنية وممتلكات الإغاثة الإنسانية.

 

وأضافت أن أولوية اليونيسيف في إقليم تيجراي وعبر إثيوبيا تتمثل في مساعدة الأطفال الأكثر ضعفًا، بما في ذلك 14 ألف طفل يواجهون بالفعل ظروف المجاعة، ولاينبغي أن تستهدف المنظمة.

وطالبت بالالتزام بقواعد الحرب واحترام الوكالات الإنسانية، والتوقف عن التدخل في عمليات الإغاثة أو مصادرتها أو التدخل فيها وحماية الأطفال في جميع الأوقات.

 

وذكرت تقارير إعلامية أن خدمات الاتصالات والكهرباء منقطعة منذ منتصف ليل أمس عن عاصمة إقليم تيجراي ميكيلي.

 

وبعد هذه التطورات المتلاحقة تثار التساؤلات حول ما إذا كانت إثيوبيا بدأت في الدخول إلى النفق المظلم نتيجة لسياسات حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد، التي تسببت خلال الشهور الماضية في أزمات داخلية في عدد من الأقاليم الإثيوبية خاصة في اقليم تيجراي وأورميا وبني شنقول، إضافة إلى رفض أحزاب المعارضة الرئيسية الإثيوبية على رأسها جبهة تحرير أورومو لنتائج الانتخابات الإثيوبية الأخيرة التي جرت في 21 يونيو الماضي.

 

كما تعرضت حكومة أبي أحمد في الاسابيع الماضية إلى انتقادات دولية متكررة خاصة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة، موجهين اتهامات للجيش الإثيوبي بالمسؤولية عن الأزمة الانسانية والجرائم التي شهدها إقليم تيجراي.

 

وتوقع الخبير السوداني في شؤون القرن الإفريقي عبدالقادر الحيمي أن تشهد الأيام المقبلة تطورات وصفها بـ «الخطيرة» في إثيوبيا بعد نجاح قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في استعادة السيطرة على عاصمة الإقليم ميكيلي بعد هزيمة الجيش الإثيوبي.

 

وفي رده على سؤال حول ما اذا كان انتصار قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي سيدفع حركات أخرى مناوئة للحكومة المركزية في أديس أبابا على تكثيف هجماتها على الجيش الإثيوبي، قال عبدالقادر الحيمي لـ «المصري اليوم» إن الأوضاع في إثيوبيا ستتطور بشكل خطير جدا، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود حركات مسلحة قوية جدا تحارب الجيش الإثيوبي مثل جيش تحرير أورومو وحركات مسلحة في إقليم بني شنقول.

 

وأوضح الحيمي أن قوات جبهة تحرير تيجراي استطاعت في 12 يوم فقط من بدء هجومها في اقليم تيجراي من هزيمة الجيش الإثيوبي الذي لم يستطع طوال 8 أشهر من بدء عملياته العسكرية من السيطرة بشكل كامل على الإقليم.

 

وقال: «متوقع تزداد الأوضاع الداخلية في إثيوبيا تعقيدا، أضف إلى ذلك تزايد الضغوط الدولية على الحكومة الإثيوبية خاصة من جانب الولايات المتحدة التي كانت إثيوبيا هي حجر الزاوية للسياسة الأمريكية في منطقة القرن الأفريقي ولكن الآن فقدت أديس أبابا هذا الدور .

 

وأعاد الخبير في شؤون القرن الافريقي عبدالقادر الحيمي التأكيد على أن الأوضاع في إثيوبيا في الأسابيع المقبلة لن تمر بسهولة، مشيرا إلى وجود مشاكل كبيرة بين الأمهرة الذين يسيطرون في الفترة الحالية على مفاصل الدولة في إثيوبيا وبقية العرقيات الإثيوبية الأخرى.


جغرافية الصراعات العرقية في اثيوبيا ومستقبله

 

إرسال تعليق

0 تعليقات