علي الأصولي
الأصل الأصيل في
مقولة الخالق مرجعها لله حصرا فهو خالق الخلق من لا شيء وبالتالي(إنما أمره إذا
أراد شيئا أن يقول أن كن فيكون)
نعم: ثبت نوع ونحو
من الخلق لبعض البشر وهو ما نص عليه القرآن الكريم في شأن نبي الله عيسى(ع) بمقتضى
ما تتمتع به من ولاية تكوينية مشروطة بالإذن الإلهي، قال تعالى (وَرَسُولًا إِلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي
أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ
طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي
الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا
تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ) /49/ آل عمران.
وهذا يعني إمكان من
له الولاية أن يخلق بشرط الإذن وإفضاء ذلك للمصلحة الملحة والضرورية،
ولابد من التفريق
بين خلقين:
خلق الله من جهة
وخلق من دونه من جهة أخرى، وهذا التفريق بلحاظ كون أن خلق الله للأشياء من لا شيء -
من العدم - وكون خلق ما دون الله للأشياء من شيء لا من عدم،
وأن شئت أن تقول: أن
من خصوصيات الله تعالى خلق الأشياء من الإعدام وهذه الخصوصية لا يتمتع بها الخلق
مهما كان علو درجاتهم وقربهم لله تعالى،
وكيف كان: أقام
العلماء أدلة وبيان عدم قدرة المخلوق أن يخلق شيئا من عدم وهذا نص ما ذكروه:
أولا : بطلان
التسلسل.. فإنّ سلسلة الخلق لا بد أن تنتهي إلى من يخلُق لا من شيء وإلاّ يلزم
التسلسل بين المخلوقات الامتداديّة المتجزئة المحدودة، وهو باطل ضرورة.
ثانيا: عدم صحّة
نسبة الخلق إلى الموجود المحدود فإنّ الموجود المحدود لا بد أن يعمل قدرته لعملية
الخلق لكي يصح أن ينسب الخلق اليه، وذلك مستحيل، لعدم الارتباط الذاتي بينه وبين
مخلوقه حسب الفرض، فإنّ المخلوق الثاني إذا كان مرتبطاً بالأوّل ارتباطا ذاتيا فقد
أصبح ما عمله خلق من شيء، وإن كان مباينا له فحينذاك لا يصح أن ننسب عملية الخلق
له. انتهى:
وعليه: ثبت عقلا - ناهيك
عن النقل - أن الخلق خاص بالله تعالى، فهو الذي يخلق الأشياء من اللاشيء، وأما ما
دونه فهم مع إمكانية الخلق لديهم كما في قصة نبي الله عيسى(ع) فهو خلق من شيء لا
من عدم، ومع القول بهذه الإمكانية فهي ترجع للولاية التكوينية، فإن نفينا عن
المعصوم - الإمام - الخلق فهو نفي لا بلحاظ عدم الإمكان بل بلحاظ عدم الوقوع أو قل
الكلام ليس في كبرى الإمكان بل بصغرى التحقق والوقوع ففرق تفهم والى الله تصير
الأمور ..
0 تعليقات