بقلم سلام حمد آل
بريبت
يمثل القانون نظاماً
عاما،ً يحاول في أصله، ان يقرر يجب ان يكون ، ولا يقرر ماهو كائن، لذلك يراعي حاجة
المجتمع، وإسعاف طلباته وتحقيق العدل لا العدالة ،وقد يتضرر منه فئة معينة لذلك
قالوا:((لكل قانون متضرر))، لأنه محال أن يلم بكل حالات المجتمع، ومتغيراته لذلك
يلزم تعديله والنظر في صلاحيته دائماً ، والحرية شعور قبل أن تكون مفهوم، وهي
الانعتاق من العبودية مهما كانت فكرية أو دينية وممارسة الحياة بدون قيود، يقول
جورج حنا:((للحرية وازع ورادع هو القانون، والقانون يضعه ذلك الشكل من أشكال
المجتمع الذي يسمى دولة، ومن الآن إلى أن يصل الإنسان والمجتمع إلى طورهما المثالي
ويصبح الإنسان هو الوازع والرادع من نفسه على نفسه تبقى الدولة هي المهيمنة على
الحرية))، (ضجة في صف الفلسفة، جورج حنا، دار الثقافة، بيروت، 1962 )، وبما أن
مصالح الإنسان متصارعة وتحتاج إلى رادع يضبط إيقاعها ولا تتحول الحياة إلى غابة
يسودها القوي ويستسلم الضعيف لما تمليه عليه مصادر القوة حتى وإن خالفت توجهاته
ورغباته ولعل مجتمع المدينة المنورة في مرحلة ما وأثناء حياة النبي (ص) وصل إلى
المثالية في ممارسة الحرية لقناعة ذلك
المجتمع بأن الرقيب هو الله فهو رادع وواعز ذاتي ومع غياب الملهم والمعلم عاد
المجتمع إلى حيوانيته التي توجب ظهور التشريع الإسلامي الذي استند في الكثير منه
إلى الأهواء وحماية سلطة القبيلة التي تمثلت في قريش وأنكرت أهل يثرب الذين
احتضنوا الإسلام وكانوا أنصاره ومن ينظر للمجتمعات الأوربية قد يكون بعضها وصل إلى
المثالية المقيدة بل تضع دستوراً عرفيا كما في بريطانيا ويبدو ان الوصول إلى
الحرية المطلقة يحتاج إلى دربة وممارسة أكثر مما هو بحاجة إلى تنظير وتأطير
وشعارات والحقيقة العلاقة بين الحرية والقانون علاقة عقد قران لا ينتهي إلا بتحول
القانون إلى دكتاتورية وقيد على الحرية كما انه الحرية لايمكن لها أن تكون عائمة
في وسط بحر لا يعرف اتجاهاته ومتى يصبح مده وجزره ؟
وكلما كان وعي
المجتمع المدني راقياً خفف القانون من قيوده ومتى تراجع في فهم حق الآخر ظهر
القانون رادع وواعز يجبره على احترام حدود الآخر في التمكن من الحصول على حقوقه ،
ولكي يكون المجتمع العربي فلسفة خاصة به وتناسب مع تاريخه وميوله فليس إمامه غير
النظر في تجارب الأمم الأخرى والفلسفات التي تتعالى عن المؤثرات الشخصية
والاجتماعية وتنهل من معين العقل الخالص ثم نعرض تلك الرؤية على تراثنا الذي يمثل
القرآن الكريم أصدقه فهو مصدر الهداية ومنبع المعرفة ومنهج للحضارة والسلوك .مع
الحذر من صياغات الإسلام السياسي الذي يبرر انه الوصي على حرية الإنسان وعلى الآخر
طاعته وان مخالفته هي مخالفة الولي الذي يستمد سلطته بالنيابة العامة عن المعصوم
فالنبي وتنتهي بسلطة الله والخروج عن حدود ما رسمه ذهنه هو ارتداد وخروج عن سلطة
السماء توجب سفح دمه.
0 تعليقات