آخر الأخبار

احتلال ومجازر في إقليم "سد النهضة". . ومفاجأة كبرى عن "إنزال قوات أجنبية"

 

 


 

رسالة النيل – وكالات

٢ يونيو ٢٠٢١

 

تتصاعد حدة التوترات داخل إثيوبيا بسبب سياسة رئيس الوزراء آبي أحمد وحملته العسكرية لقمع إقليم تيجراي منذ أواخر العام الماضي، والتي دخلت فيها دولة إريتريا لتقديم دعم على الأرض للإطاحة بجبهة تحرير تيجراي، التي ظلت عقبة وعائق أمام مخططات الرئيس الإريتري آسياس أفقوري على مدار عقود، لكن وصول وصول آبي أحمد عام 2018 منح أفقورى ضوءا أخضرا لتنفيذ حلمه الكبير في الهيمنة على إثيوبيا، وبالتالي إحكام قبضته على منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، انطلاقا من الاقتصاد الإثيوبي ووضع سواحل بلاده في خدمة صديقه آبي احمد بهدف كسر عزلة أديس أبابا.

 

" احتلال سد النهضة"

 

وفجرت جبهة تحرير الأورومو مفاجأة كبرى الثلاثاء الماضى، بالإعلان عن انتهاكات واسعة ضد المدنيين في إقليم بني شنقول جوميز وإقليم الاورومو، متهمة بشكل مباشر القوات الإريترية بممارسة نفس النهج الإجرامي في أقاليم أخرى داخل إثيوبيا على غرار الفظائع التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة في إقليم تيجراي على مدار الشهور الماضية، حيث تحدثت جبهة تحرير أورومو رسميا عن اتفاق سري تم التوصل إليه بين الجماعة الحاكمة الإثيوبية والنظام الإريتري لنشر القوات الإريترية في مناطق أوروميا وبني شنقول جوموز، الذي يضم مشروع سد النهضة.

 

وبحسب بيان جبهة " تحرير الأورومو" : لدينا " أدلة ملموسة" على نشر العديد من كتائب الجنود الإريتريين في مناطق هورو، جودورو، وكليم ووليجا وغوي ووليجا وغوجي وبورانا في منطقة أوروميا بالإضافة إلى منطقة ميتيكل في منطقة بني شنقول جوموز، حيث قامت القوات الإريترية بالضرب والقتل ونهب الممتلكات واغتصاب النساء والأطفال واحتجاز المدنيين تعسفيا، وذلك بناء على شهادات موثقة من السكان المحليين، الذين أكدو أن الجنود الإريتريين قاموا باعتقال الأشخاص بشكل عشوائي بسبب حاجز اللغة.

 

وأفصحت صحيفة " أديس ستاندرد" الإثيوبية أنها حاولت التواصل مع قائد القوات الخاصة في أوروميا ورئيس مكتب الاتصالات في منطقة أوروميا، وقائد لجنة شرطة أوروميا، وقائد مركز قيادة منطقة ميتيكل وقائد لجنة شرطة منطقة ميتيكل للحصول على إيضاحات عن اتهامات جبهة تحرير الأورومو ضد تواطؤ حكومة آبي أحمد مع الجنود الإريترين لارتكاب نفس الانتهاكات في أقاليم أخرى خارج إقليم تيغراي، لكن لم تستجيب أي جهة حكومية عن تساؤلات صحيفة " أديس ستاندرد" ، التي أكدت أن جبهة تحرير أورومو طالبت المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على إيريتريا لسحب قواتها.

 

" انقلاب على الحلفاء"

 

ويرى خبراء أن توقيت دخول قوات إريترية إلى إقليم بني شنقول يمثل استعانة صريحة من حكومة آبي أحمد بدولة خارجية لقمع الاحتجاجات المتكررة ضد حكومته وفرض نفسه بالقوة على الإقليم المثار حول جدل، بني شنقول، بسبب تبعيته إلى السودان قبل اتفاقية 1902، كما أن تقارير تواجد القوات الإريترية جاءت خلال مناورات " حماة النيل" بين الجيشين المصري والسوداني، والتي أجريت على بعد 1600 كيلومتر فقط من مشروع سد النهضة، الذي تتمحور حوله الخلافات بعد فشل المفاوضات بين الدول الثلاث وإصرار أديس أبابا على التعبئة الثانية.

 

ومايثبت صحة تقرير صحيفة " أديس ستنادرد" مانشره نشطاء التواصل الإجتماعي على " فيسبوك وتويتر" بشأن تصعيد غير مسبوق في إقليم بني شنقول، حيث كشف حساب " إبراهيم ناصر" أن ثوار بني شنقول يتقدمون في محور كماشي، مبينا أن هناك مجازر لعشرات من عناصر الشرطة الخاصة في منطقة سد النهضة، كما كتب في تدوينة أخرى يقول فيها إن هناك تقارير تفيد بأن الزعيم الإريتري آسياس أفقوري يخطط لاستهداف السودان من خلال دعم المعارضة علنا مستغلا تواجده بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية لتنفيذ مخططاته للسيطرة على كافة دول شرق إفريقيا.

 

" تحالف الشر بين أفقوري وآبي أحمد"

 

المثير للدهشة في كل ماسبق، أن حكومة آبي أحمد تستعين الآن بالقوات الإريترية لمواجهة إقليم أورومو، الذي قدم سابقا دعما واضحا إلى الجيش الإثيوبي للإطاحة بجبهة تحرير تيغراي على أمل الانفراد بحكم إثيوبيا إلى جانب عرقية الأمهرة، وما يؤكد أن أهداف آبي أحمد تلاقت مع نظيره آسياس أفقوري مانشرته مجلة " فورين بوليسي" الأمريكية عن تحول أسمرة من دولة منبوذة في إفريقيا إلى وسيط إقليمي بارز ومؤثر بشكل متزايد في القرن الأفريقي عقب بناء التكتل المريب في القرن الإفريقي بمشاركة الصومال، رغم الخلافات التاريخية بين " إثيوبيا والصومال وإريتريا" في السابق.

 

ونقلت " فورين بوليسي" عن وزير الدفاع الإثيوبي السابق سيي أبرهه هاغوس إن " ديكتاتور إريتريا أسياس أفورقي يحقق أطماعه في الوصول إلى الاقتصاد الإثيوبي حاليا عبر انتهاك السيادة الإثيوبية، كاشفا عن حشد أسمرة حشود ضخمة ما لا تقل عن 10 فرق في جبهة " تسيديا" وحدها، ولذا من المستبعد أن ينصاع أفقوري إلى الدعوات الدولية لإخراج قواته، خاصة وأن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد يقدم غطاء سياسي واقتصادي له، حيث يستغل أفقوري قوته العسكرية لإملاء السياسات الإقليمية وابتزاز الامتيازات الاقتصادية من جيرانه، بالإضافة إلى نشر شبكته للتجارة غير المشروعة في منطقة القرن الأفريقي وخارجها.

إرسال تعليق

0 تعليقات