شعبان جلال
إن هؤلاء الذين يتشدقون ويتنطعون ويدافعون عمن يسمونهم " أهل السنة "
نسألهم سؤالاً هل أتى هؤلاء بدين جديد أو دعوة جديدة غير التى أتى بها آخر
الأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله
؟
لقد منح هؤلاء أنفسهم حق تصنيف الناس ومنحهم ألقاباً بدون استحقاق
إن الرجل الذى يستحق لقب عالم هو الذى يبتكر ويحدث ويكتشف الجديد فى أى
مجال سواء فى الدين أو العلوم الأدبية أو العلمية ، مثل أئمة الفقه والمذاهب كأبى
حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل والبخارى ومسلم والترمذى وغيرهم ، هؤلاء من
يستحقون لقب العلماء فعلا ومع مكانتهم العظيمة وقدرهم عند الحكام والملوك
والسلاطين لم نسمع عن أن أحدهم خاض فى أى عمل سياسى أو خلط علمه الوفير بدنس
السياسة ومغارم ومغانم الحكم ولم يقف واحد منهم يوماً على أعتاب خليفة من الخلفاء
أو يقف على منصة ويخطب فى الجماهير كما يفعل رجال السياسة، ولم يخطو واحد منهم
يوماً خطوة فى مظاهرة ويثير فتنة بين أبناء الشعب الواحد ..
.. أما من يقرأ كتب العلم القديمة والحديثة ثم ينقل كلامه للناس ولم يقدم
جديداً فى العلم فهذا يعتبر ناقل للعلم وليس عالماً أتى بشئ جديد، إنما يقال عنه
ناقل للعلم مثلى ومثلك وغيرنا نقرأ بدون أى دراسة أكاديمية أو التعلم على يد علماء
أفضل منا وأسبق فى العلم درسوا علوم القرآن والحديث والفقه والتفسير والعبادات
والمعاملات وتاريخ الأمم ..
= ومن أعلمكم أن هؤلاء هم أهل
السنة والجماعة كما تسمونهم ؟ فمن يكون مثلاً الإمام محمد عبده ، والغزالى ،
والشعراوى وهو أفضل من غاص فى كتاب الله بفكره العميق فى عصرنا الحاضر على الإطلاق
، عبدالحليم محمود ، والباقورى، والطيب ،
وعمر هاشم بحر الحديث ، وغيرهم من العلماء وعددهم لا حصر له،
= ونسأل أين وكيف درس هؤلاء وماهى مؤهلاتهم الحقيقية ؟ وماهى الشهادات
العلمية العليا مثل الدكتوراة وغيرها التى تحصلوا عليها ؟ أم أنكم ترونهم مثل أئمة الأمة العظام فى العلم ؟ وقد أقر
أحدهم بلسانه على مرأى ومسمع من الدنيا كلها أنه خريج دبلوم معلمين ، والغرابة
أنهم ينعقون ويولولون مثل النساء ويصرخون " إنها الحرب على الإسلام " وكأن
الإسلام نزل مخصصا باسم هؤلاء ، فإن راح أحدهم ضاع الإسلام وهدمت السنة النبوية ،
ولم نسمع عن واحداً من العلماء العظام وأئمة الفقه والحديث أن نسب الدين أو السنة
بإسمه .
= ومن الذى يملك حق التصنيف بين العلماء ويقسمهم إلى أهل السنة ، أو
علمانيين ؟ . هل هؤلاء ؟ ومن الذى أعطاهم هذا الحق ؟
إن الله جل فى علاه لم يمنح توكيلا لأحد على وجه الأرض حتى الأنبياء لكى
يقسم الناس ويصنفهم ولم يطلع أحدا على علمه لكى يعرفه قدر الناس ومكانتهم ..
إن النبى صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق عند الله لم ينسب لنفسه فضل
أبداً ، وقد لخص الدين كله فى كلمات بسيطة حينما قال ..
" الدين المعاملة " ، " والبر حسن الخلق " .
.. هذا ما نعرفه عن الدين ولا نعرف الفلسفة فى الكلام ولا التنطع ولا الاستطالة
على خلق الله بالعبادة أو بعض المعلومات المقروءة فى الكتب بدون أى دراسة ..
وأسألهم سؤالاً واحداً هل تعرفون ما كان يملكه الإمام مالك أو الشافعى وابن
حنبل من أموال وقصور فاخرة ؟ الإجابة لا شئ غير تكاليف المعيشة البسيطة .
وأرجوكم أن تسألوا وتنقبوا عن ثروات هؤلاء من تسمونهم علماء السنة ومن أين
أتت كل تلك الأموال المكدسة فى البنوك ، والقصور ، والفلل ، والسيارات الفارهة ،
وهى ليست خافية على أحد ؟ وهل يملك قرناؤهم فى العلم مثل ما يملكون ؟
وأرجو ان تتابعوا كل الفيديوهات التي تظهر أقوالهم السابقة والحالية
وتصريحاتهم قبل وبعد أحداث الفوضى ، وتقلبهم بين هذا وذاك ، واندماجهم مع طوائف
العمل السياسي ..لعلكم تجدون الإجابة ،
اللهم نور بصيرتنا جميعاً ..
0 تعليقات