علي الأصولي
لا مجال وأنت تحاول
أن تقف على حقيقة غزوة بني قريظة، لا مجال أما أن تلتزم بيانات ومخرجات القرآن
الكريم أو نقولات الآخرين،
نعم: لا مجال إلا أن
تؤمن بنقل القرآن والأوامر التي صدرت منه للنبي(ص) ولزوم حصول المعركة بقتل فريقا منهم
واسر آخرين، الذين أطلق سراحهم بعفو وفدية وإطعام،
أو أن تؤمن وانسياقا
مع (الهيصة) المفتعلة التي ذكرت بأنه تم إبادة اليهود على وقتل أسراهم ودفنهم في
خندق واحد،
وأما كونك مبعضا
بالدليل وانتقائيا فالنظر فلا يصح - لا اقل متهجيا وموضوعيا - أن تترك إفادات
القرآن ونقله وتتذرع بنقولات التاريخ، وأما كونك لا دينيا من أصل وهنا لا معنى
وتوجيه الخطاب لك،
وبالجملة: بما أننا
نؤمن ونعتقد بالقرآن الكريم ونذهب ونتبنى ما نص عليه الدليل وعصمة نبينا الأكرم(ص)
واعلائية مكانته بشهادة القرآن وقوله (وانك لعلى خلق عظيم) لقلم / فسوف نجد وبوضوح
أن ما نقل بشأن المعركة يخالف ما عليه القرآن أولا: وأخلاقيات نبينا الأكرم(ص) وسيرته
ومسيرته ثانيا:
تعالوا نقف على ما
ذكره الزهري في المقام: إذ قال: وبعث رسول الله (ص) إلى سعد بن معاذ فجيء به فحكم
فيهم بأن يقتل مقاتلوهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم وتغنم أموالهم وان عقارهم للمهاجرين
دون الأنصار .. فكبر رسول الله(ص) وقال لسعد: لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل فقتل
رسول الله مقاتليهم وكانوا فيما زعموا ستمائة مقاتل وقيل : قتل منهم أربعمائة
وخمسين رجل وسبى سبعمائة وخمسين، انتهى نقلا عن الميزان ج١٩/
وفي مقام الإجابة:
إذا عرضنا الحادثة وموافقة الكتاب ومخلفته فلا
مجال إلا والانتهاء إلى مفاد المخالفة وعدم الموافقة تبعا للقران وما عليه المحكم
التاريخي والعقدي، ومنه تعرف عدم القيمة لمثل هذه النقولات، ومع التزل عن هذا
الأصل الأصيل فيمكن ذكر عدة تنبيهات أو قرائن وبطلان الدعوى، على ما ذكر أحد
الفضلاء - دمت توفيقاته - الفاضل المياحي البصري
القرينة الأولى: ضعف
الروايات و المصادر التي نقلت هذه الروايات. فان روايات حادثة بني قريظة ضعيفة
السند والمصادر المنقولة لا قيمة لها من الناحية الرجالية.
القرينة الثانية: المخالفات
الدلالية.
١. فان في الروايات
التي نقلت ان النبي(ص) قتل (٧٠٠) و أخرى (٤٥٠) و أخرى (٩٠٠) مقاتل و لم يبقي إلا
النساء و الأولاد فسباهم و اخذ أموالهم.
ما اننا لو رجعنا
للقران الكريم ان الحق تعالى قال : ( وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا
تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا) /الأحزاب :٢٦
فالقران الكريم يأمر
النبي صلى الله عليه و اله ان يقتل البعض و يأسر البعض.
٢ - ان الروايات
التي نقلت قال: ان النبي(ص) حفر لهم خندق
في سوق وقتلهم مع ان سوق المدينة آنذاك لا يسع لهذا العدد لان الثابت تاريخيا ان
سوق المدينة لا يتجاوز عدة من الدكاكين ومن ثم ان هنالك خندق - باعتبار أو الواقعة
جرت ضمن دائرة معركة الخندق.
٣ - ان اغلب ما نقل
في هذه المقتلة المدعاة على رسول الله( ص)
هم من بنوا قريظة فكيف يؤمن لهم في النقل وهم مسلوبوا الثقة؟؟!
القرينة الثالثة : حيثية
الزمان والمكان.
حيث ان قتل
المقاتلين الذين أرادوا إبادة الإسلام وسبي النساء والذراري تعد من الأعراف غير
المستنكرة في تلك الأزمنة وبالتالي عدم تطبيقها يعد مخالفة للعرف والزمان المحيط
به.
القرينة الرابعة: ان
اعتماد البعض على ما نقله المفيد أو القمي واستند الى ان ما ينقلون مؤمنون به فانه
يقال: انه لما شك في بعض مصادر وإنها منسوبة الى مؤلفيها تعد من القرائن على كذب
الدعوة والادعاء وهذه القرائن الأربعة لا تجعل لما نقل عن تفاصيل هذه الواقعة
حقيقة بل وهم وسراب ومحض كذب وافتراء. انتهى.
0 تعليقات