علي الأصولي
أزمة عدم الثقة بالنفس ناتجة من أسباب
ومسببات منها سيكولوجية ومنها خارجية، بالتالي أحد مخرجات عدم الثقة بالنفس هو
الخوف والتردد وطرح الرأي.
وأزمة التعبير عن الرأي أما لسبب اضطهاد
واستبداد سياسي أو لوجود التشدد الديني، وربما تجد أن الأجواء السياسية والدينية
ترحب بطرح الآراء ضمن نطاق المناهج العلمية غير أن تخلف المجتمع - وأعني به طبقات
واسعة منه - كفيلة وإحجام أصحاب الآراء مهما تمتعت آرائهم بالأدلة والمؤيدات،
ومن هنا جاء وطرح مفهوم الإرهاب الفكري وقمع
الآراء المخالفة للسائد وقد قرأئنا وسمعنا اضطهاد أصحاب الآراء العلمية الحرة وكم
من مفكر وفيلسوف وعالم دفع فاتورة أفكاره بما لا مزيد،
التردد والخوف من طرح الرأي ينتج بقاء الحالة
العلمية والثقافية بما يسمى بالركود وهذا له مردودات مؤسفة بطبيعة الحال،
وعليه فمن كان صاحب رأي أو فكرة أو مشروع أو
نحو ذلك فلا معنى وان يتردد بطرح ما عنده في الزمان والمكان المناسب بشرط كون هذا
الرأي يتسم بالوجاهة وهذه والوجاهة نابعة من أدلة ناهضة لا كيفما كان وكيفما اتفق:
ونحن في ذكرى مناسبة استشهاد الزعيم المرجع
محمد محمد صادق الصدر - رحمه الله - أجد من المناسب ونقل قصة قرأتها في هذا
المقام،
ذكر صاحب كتاب - هكذا كان السيد الشهيد الصدر
- للشيخ حيدر اليعقوبي، فقد ذكر في كتابه
قصة مفادها: وأذكر مرة أني قدمت له كتابي(معالم التكامل) ، وكانت فيه آراء معينة
ذكرتها بأسلوب (لعله والظاهر وقد يقال)، باعتبار أنني كنت آنذاك في العشرينيات من
عمري، فكنت حذراً في طرح أفكاري وملاحظاتي، فزجرني قائلاً بما مضمونه:(تحدث بقوة
ولا تخف).
ومحل الشاهد هنا أن الثقة والجرأة والشجاعة
القلبية والعقلية، تعتبر ميزة دافعة للإبداع الفكري والرقي العلمي. انتهى:
نعم: من لا يتحدث بقوة فالأفضل له أن يبقى في
خانة ومقاعد المتفرجين بدل أن يزاحم الآخرين ..
0 تعليقات