علي الأصولي
من يجهل ويخلط
بالملاكات وعدم معرفته بها وبمكاناتها تبعا للسياقات العلمية، لا يحق له أبداء
الرأي في كبرى المسائل الإسلامية عقدية كانت أو فقهية أو تاريخية، للقطع بجهالته
أو لا أقل وعدم أمانته، لا مهدي وفق تمنيات الاثنى عشرية،
هذا مختصر ما يريد
المستشكل بيانه، وتمريره بلغة إنشائية مستعينا بما روي عن الرّضا (ع) إنكاره ببيان
رشيق وتعبير أنيق أيضاً على حد تعبيره،
ومفاد الرواية ما جاء
في رجال الكشي، أن عليا الرضا(ع) قيل له: إن قوما وقفوا على ابيك، ويزعمون أنه لم
يمت ..
وهنا تدخل الإمام
الرضا(ع) لإسقاط فرضية الزعم وعدم الموت بقول: لو كان الله يمد في اجل أحد من بني
آدم لحاجة الخلق إليه لمد الله في اجل رسول الله(ص) ..
وعلى ضوء عدم حاجة
الخلق لأحد فلا معنى وتصور وجود المهدي(ع) لأن رسول الله كان أولى وهو كما ترى لم
يمد الله في عمره لعدم حاجة الخلق لبقائه.
وعلى ضوء هذا الفرض
أسس الخصم أصلا تنبيهيا وهو أن كل رواية صدرت من الأئمة(ع) فهي لا تخلوا أما أنها
للتخفيف من شعور شيعتهم من الضغط الخارجي تجاه الأحداث أو توظيفا من قبل الأئمة
لإسقاط خصومهم الحكام، انتهى:
بيد أن الخصم لم يفقه
لغة الرواية وفقهها بينما الإمام الرضا(ع) في صدد إثبات عدم صحة زعم حياة أبيه
الكاظم(ع) وإسقاط ذريعة من توقف عليه. مذكرا إياهم برسول الله(ص) وعدم المد في
عمره. استعان الخصم بتجيرها لعدم وجود الإمام المهدي(ع)،
نعم: الإمام الرضا(ع)
في صدد إخبار ما وقع لا في صدد إخبار ما سوف يقع في المستقبل فلاحظ، ومد العمر للإمام
المهدي(ع) لا بملاك حاجة الخلق إليه - بالمعنى الحرفي - بل بملاك لا تخلوا الأرض
من حجة، وما ذكره الإمام الرضا(ع) دفع مقولة من تذرع بحجة حاجة الخلق للإمام
الكاظم(ع) مع أن الإمام الرضا(ع) حي يرزق، وهذا ما جهله المستشكل وتورط وعدم فقه
الحديث،
وكيف كان: أحاديث
الإمام المهدي(ع) لو اقتصرت على ما صدر من الصادقين(ع) لكان في كلام الخصم وجاهة
من كونهم يخففون الضغوطات الهائلة عن أتباعهم ويرفدونهم بالأماني ونحو ذلك، غير أن
الأحاديث المهدوية صدرت من جهة اعلائية تمثلت برسول الله(ص) وتحدث بها في زمن
التمكين لا في مناسبات الضعف فأفهم وتدبر ..
0 تعليقات